لم تعد الشرطة النسائية مظهرًا جماليًا، ولكن دورها يتعاظم داخل وزارة الداخلية، من خلال العمل في العديد من القطاعات والإدارات الأمنية الهامة، لمواجهة الجريمة وخلق أجواء آمنة للمواطنين.
ظهور الشرطة النسائية ضمن قوات العمليات الخاصة، بحفل تخريج طلاب الشرطة، أظهر الكفاءة التدريبية الكبيرة التي تتمتع بها العناصر النسائية داخل وزارة الداخلية.
قدرة العناصر النسائية على اختراق الأماكن الصعبة والوعرة، وتسلق الحبال واختراق أماكن النيران، أعطهن ثقة في النفس وقدرة على مواجهة الجرائم، والتصدي لها بكافة أنواعها.
بدوره، شدد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، على تعظيم الاستفادة من الشرطة النسائية فى العديد من المجالات الأمنية، وفى سبيل تحقيق ذلك توسعت الوزارة فى مشاركة العناصر النسائية فى منظومة العمل الشرطي والمشاركة فى المهام القتالية، كما أتاحت لهن الحصول على دبلومات الدراسات العليا والالتحاق بالدورات التدريبية المتقدمة من أجل الإعداد والتأهيل الأمثل للتعامل مع مختلف الظروف والمواقف مما يجعلهن على جاهزية تامة ودائمة، للقيام بدورهن فى حفظ أمن المجتمع.
وتجسيداً للتلاحم بين فكر وأداء المؤسسة الأمنية مع ثوابت العمل الوطني، أكد وزير الداخلية خلال كلمته بحفل تخريج طلاب الشرطة، أن هذا العام تم فتح باب القبول لخريجات كليات الحقوق والتربية الرياضية للالتحاق بكلية الشرطة والدراسة بها لمدة عامين يتم تزويدهن خلالهما بالعلوم الشرطية التخصصية والمهارات الميدانية إلى جانب تمكينهن من الحصول خلال فترة الدراسة على درجة الماجستير فى العلوم القانونية والمجالات المرتبطة بالمهام الأمنية أسوة بزملائهن من الطلبة خريجي كليات الحقوق.
الأيادي الناعمة، لم يتوقف دورها على مكافحة العنف ضد المرأة، وإنما عملن فى العديد من الأماكن، لمواجهة الجريمة بشتى صورها، ووقفن جنباً إلى جنب مع زملائهن من الرجال، لحماية المواطنين.
ولأول مرة فى تاريخ وزارة الداخلية، تم إعداد فريق إطفاء بالكامل من الشرطة النسائية، وذلك من خلال تدريب عدداً من السيدات بمعاوني الأمن على الإطفاء.
بأيادي ثابتة غير مهتزة، تمسك عناصر الشرطة النسائية "خرطوم المياه" يتوجهن به لأماكن النيران لمحاصرتها، ووقف ألسنتها قبل أن تمتد لباقى المبانى المجاورة، ولإنقاذ الأنفس والأرواح، إيماناً منهن بأنه "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
ولا يمكن أن ننسى دور ضابطات سطرن تاريخا مشرفا في جهاز الشرطة، ورفعن اسم مصر عاليًا، ليس محليًا فقط، وإنما في المحافل الدولية، ومن بين هذه الأسماء، اللواء ناهد الواحي" أول ضابطة شرطة تعمل بقوات حفظ السلام، حيث تقول:" منذ دراستى فى الثانوية العامة وحلم الالتحاق بكلية الشرطة يراودنى، حتى جاءت الفرصة عندما طلبت كلية الشرطة طالبات خريجة جامعات يجدن اللغة الفرنسية، فأسرعت وتقدمت بأوراقى، حيث إننى أجيد اللغة الفرنسية بطلاقة، وبالفعل اجتازت كافة الاختبارات وانضممت للضباط المتخصصين، وتخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1988.
ومن ضمن النماذج المشرفة في الشرطة المصرية أيضًا، اللواء هبة أبو العمايم، حيث تقول: "الشرطة النسائية ليس الهدف منها أن تكون مظهرا جماليا بالشرطة، وإنما تؤدي عملها بشكل طبيعي، ولا يقل دورها عن الرجال، حيث أصبحت العناصر النسائية تعمل في كافة قطاعات الوزارة المختلفة، وتحقق نجاحات أمنية كبيرة وملموسة، وعندما كنت أعمل في الداخلية، كان الناس يلقبوني بـ"أسد الشرطة النسائية"، فمعروف عني الحسم والشدة في العمل، فضلًا عن الالتزام الشديد، وهما سر نجاحي في كافة المواقع التي عملت بها.
ولم يتوقف عطاء المرأة والأم المصرية في جهاز الشرطة، فلم تقدم الزوج والابن الشهيد فقط، وإنما قدمت نفسها شهيدة أيضاً، لتسجل اللواء نجوى الحجار اسم أول شهيدة فى تاريخ جهاز الشرطة من السيدات، لتلحق بابنها فى الفردوس الأعلى، ومعها مجموعة من الشرطيات الشهداء اللاتى سقطن أثناء الدفاع عن الكنائس وحراستها فى الإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة