يدين الكثيرون من عمالقة الفن لأستاذهم وشيخهم الفنان الكبير عبدالوارث عسر الذى علم ودرب الكثيرين من نجوم الزمن الجميل أصول التمثيل والإلقاء فى بداياتهم، وكان من هؤلاء النجوم الفنان الكبير عماد حمدى، الذى تحدث كثيراً عن دور الفنان الكبير عبدالوار عسر فى حياته.
وفى حوار نادر للفنان الكبير عماد حمدى تحدث عن فضل ودور أستاذه عبدالوارث عسر عليه ، وعن أحد المواقف الصعبة التى مرت عليه عندما وقف على المسرح لأول مرة وكيف اجتاز هذا الموقف.
وقال عماد حمدى أنه كان وشقيقه التوأم عبدالرحمن يشتركان فى هواية حب التمثيل، وعندما كانا يدرسان فى مدرسة التوفيقية الثانوية أقنعا ناظر المدرسة أن يكونا فرقة للتمثيل وأن يستعين بأحد الفنانين لتدريب الفريق، وبالفعل استعان الناظر بالفنان الكبير عبدالوارث عسر، الذى كان عضواً بارزاً فى جمعية أنصار التمثيل لتدريبهما وتدريب الفرقة.
وتحدث عماد حمدى عن القواعد التى علمها لهم الفنان الكبير عبدالوارث عسر وعن صبره فى تعليمهم وتدريبهم، وكيف كان يقضى معهم أوقاتاً طويلة ولا يبخل عليهم فى شيئ ويؤمن بموهبتهما ويشجعهما، وقام بتدريبهما على كيفية الاندماج على المسرح والتصرف فى المواقف الصعبة والطارئة ولا يغضب إن أخطأ أحدهم.
وأشار عماد حمدى إلى أنه تدرب هو وشقيقه مع الفرقة على إحدى مسرحيات شكسبير لعرضها فى إحدى حفلات المدرسة التى سيحضره عدد من كبار الموظفين والمسئولين، وحضر الناظر البروفة الأخيرة وأبدى إعجابه بالفرقة.
وقبل الحفلة اطمأن عبدالوارث عسر ان كل شيئ على ما يرام وأوصى الفرقة وعماد حمدى وشقيقه بأن يكونوا طبيعيين فى الحركة والكلام والانفعال على المسرح وينسوا أن هناك من يراقبهم، وبضبط الأعصاب ، وتجاوز أى حدث طارئ أو مفاجئ يحدث أثناء التمثيل.
وبالفعل وقف أعضاء الفرقة فى الكواليس يرتدون ملابس المسرحية وينتظرون رفع الستار حيث تأخر بعض الحضور فتأخر العرض، وبعدها رفع الستار وواجه عماد حمدى الجمهور لأول مرة.
وقال عماد حمدى أنه كان يقول مونولوجاً فيه الكثير من الحماس ويلوح بيديه خلال المشهد، ويأخذ المسرح ذهاباً وإياباً ولكنه فى وسط اندماجه خالف إحدى وصايا أستاذه ، حيث نظر إلى الصالة وإلى عيون الحضور فارتبك للحظات، ولم يتحرك ونسى النص حتى أسعفه الملقن، وعاد ليتذكر ولكن لم تكن حركته منتظمة ولوح بيده فاصطدمت بالأنف التى ركبها فوق أنفه من مكياج الشخصية، فطار الأنف الصناعى وسقط على الأرض، وهنا تذكر عماد حمدى نصيحة استاذه عبدالورث عسر بأن يستمر ولا يبالى مهما حدث، وبالفعل استكمل ولم يلتفت للأنف التى سقطت أمام الجمهور ، وأتقن دوره وتجاوز الموقف، فصفق له الجمهور تصفيقاً حاراً ، وبعد إسدال الستار احتضنه عبدالوارث عسر وأكد له أنه ابدع فى دوره وتجاوز الموقف الحرج بلباقة، وظل عماد حمدى يتذكر هذا الموقف طوال حياته ويذكر فضل استاذه عبدالوارث عسر عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة