أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

رحلة صعود محمد صلاح (6).. تجربة الشهد والدموع بين تشيلسى وروما

الخميس، 21 أكتوبر 2021 02:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في المحطة السابقة من سلسلة مقالات قصة صعود نجمنا العالمى محمد صلاح، توقفنا معه عند نقطة فاصلة فى مشوار حياته، وهى نقطة التألق الكبير في سنة أولي احتراف مع بازل السويسري، وهى التجربة التى خرج منها محملاً بأحلام وأفكار مختلفة، حتى دائرة اهتمامات أكبر الأندية الإنجليزية مثل تشيلسي وليفربول.

(المحطة السادسة)

فى محطة اليوم ، نتحدث عن كواليس صفقة انتقال صلاح إلى اللعب في الدورى الإنجليزى، وسر رسالة مورينيو التي تسببت في تحويل وجهته من ليفربول إلى إلى تشيلسى فى اللحظات الأخيرة، ولحظات الحزن فى سنة أولى بريميرليج ، والفرح  فى رحلة اللعب بالدوري الإيطالى.

بعد التألق اللافت للنظر الذي حققه محمد صلاح مع بازل، دخل دائرة اهتمام ليفربول، حيث تردد أنه هناك عرض رسمي في الطريق للتعاقد معه، وقتها عاد ابن نجريج بالذاكرة إلى مرحلة الطفولة، فقد قال في تصريحات سابقة إنه كان حينما يلعب بلاي ستيشن مع أصدقائه كانت كتيبة الريدز هي فريقه المفضل، وكان يسجل أهدافا كثيرة عن طريق الأسطورة ستيفن جيرارد.

هل يتحول الحلم إلى حقيقة؟.. كان هذا أول ما دار في ذهن محمد صلاح بعد معرفته بعرض ليفربول لضمه، فها هو حلم الطفولة يناديه، لكن القدر كان له رأى آخر وقتها، حيث إنه فى ذات ليلة اتصل رقماً غريباً على هاتف نجم المنتخب المصرى، لكنه لم يرد وقتها، وبعدها مباشرة وجد رسالة على هاتفه من البرتغالى جوزيه مورينيو  المدير الفني لتشيلسي حينها يطلب فيها الحديث معى عن أمر هام، وبالفعل تحدث معه وأبدى إعجابه بإمكانياته وقال له وقتها إنه يريد ضمه معه فى البلوز.

"بكل تأكيد مكالمة مورينيو كانت مفاجأة كبيرة لى، ثم أخذت وقتى من التفكير، وعقب صلاة استخارة قررت الموافقة على عرض البلوز، وذلك لأمر مهم جداً فى هذه الفترة وهو أن تشيلسى كان بطلاً ومتفوقاً فى الدوري الإنجليزى، وفرصة تحقيق بطولات معه واللعب بدورى الأبطال الأوروبى متاحة جداً دون عقبات، كما أن عرض ليفربول لم يصل للمحطة الرسمية وهو ما جعل إدارة بازل توافق هى الأخرى على انتقالى إلى تشيلسى".. هذا ما قاله صلاح في تصريحات إعلامية سابقة عن تلك الفترة.

محمد صلاح قبل أن يبدأ خطوات مرحلة الانتقال من سويسرا إلى إنجلترا ، لبدء محطة احترافية جديدة، قرر الزواج بحثاً عن الاستقرار الأسرى، وبالفعل تزوج فى يوم 18 ديسمبر 2013 من ابنة قريته الأنسة "ماجى محمد"، وذلك وسط فرحة كبيرة من عائلته وأصدقائه داخل وخارج الوسط الكروى.

"بعد نصيحة من والدى والدتى، تزوجت مبكراً، حتى أستطيع تكوين أسرة جديدة، وأجد لى رفيق فى الغربة، يرتب أمورى، بالإضافة إلى الابتعاد عن القيل والقال وترديد شائعات حولى بسبب بقائى فى أوروبا بمفردى، وبالفعل فإن خطوة الزواج لعبت دوراً كبيراً فى حياتى، وبصراحة زوجتى كانت وش السعد عليا، خصوصاً أننى بدأت خطوة جديدة فى حياتى وهى الانتقال إلى اللعب بالدورى الإنجليزى".. هذا ما قاله صلاح عن هذه الحقبة.

فعليا، أعلن بازل السويسري عن انتقال محمد صلاح لصفوف تشيلسي فى يناير 2014، وذلك لمدة خمس سنوات مقابل 11 مليون جنيه إسترلينى، ليبدأ الفرعون مرحلة جديدة مع عالم الاحتراف.

وتحدث صلاح عن تلك الفترة قائلا:"قضيت فترة ناجحة جداً مع بازل، وانتقالى إلى تشيلسى كان لتحقيق حلمى الخاص باللعب فى أقوى دورى بالعالم، بالإضافة إلى رغبتى فى التعلم من مدرسة كروية جديدة.

محمد صلاح قضى مع بازل موسما ونصف خاض خلالها 79 مباراة وسجل 20 هدفا في مختلف البطولات، وحصد العديد من الجوائز حينها منها لقب أفضل لاعب بالدوري السويسري عن عام 2013، وكان ينتظر السير على نفس الدرب في بدايته مع تشيلسي لكنه اصطدم بواقع مغاير نهائيا، حيث وجد نفسه حبيسا لدكة البدلاء في أغلب المناسبات، وذلك طبعا لأنه بكل تأكيد الوضع في الدوري الإنجليزي مختلف جذريا عن نظيره السويسري، وهو ما جعل ابن نجريج يفكر جديًا في الخروج من عباءة مورينيو للبحث عن رحلة جديدة.

وقال صلاح عن هذه الفترة :"تعلمت من جوزيه مورينيو المعنى الحقيقى للاحتراف، رغم أن البعض يرى الفترة التى قضيتها مع البلوز غاب عنها التوفيق وتقديم نفسى بقوة، لكنى أرى أننى استفدت كثيراً من هذه التجربة، صحيح لم أكن أرغب الجلوس على دكة البدلاء فى معظم المباريات، إلا أن رغبة المدير الفنى كان يجب احترامها لأن الجلوس على الدكة وجهة نظر مدرب، وقررت الاستفادة من زملائى ومن مورينيو نفسه فى طريقة التفكير فى حصد البطولات، وأعتقد أن صغر عمرى وقتها كان من ضمن أسباب عدم تأقلمى أيضاً على الأجواء فى إنجلترا".

وتابع : "حينما انضممت لتشيلسي كنت في الـ21 من العمر، كنت شابا وكانت خطوة كبيرة في مسيرتي، حيث تعلمت أن أكون أكثر احترافية، أن أكون شخصا ولاعبا أفضل،وبدون شك الوقت الذي قضيته في تشيلسي ساعدني على التطور وساعد مسيرتي فيما بعد".

كالعادة لجأ محمد صلاح إلى والده لاستشارته في الخروج من تشيلسي وخوض تجربة جديدة، فقال له: "أكبر نجوم العالم يجلسون احتياطياً لكن عليك أن تثبت ذاتك".. ومن هنا قرر ابن نجريج الرحيل على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا الإيطالي من أجل خوض مرحلة تحدى جديد مع نفسه، وكانت عيونه وقتها تقول لزملائه فى الفريق الإنجليزى أثناء لحظات الواداع :"سأعود يوما ما إلى هنا".

مرت فترة تواجد صلاح مع تشيلسي ، وأعلن نادي فيورنتينا التعاقد معه في يناير 2015 على سبيل الإعارة، وبعدها صال وجال الفرعون مع النادي الإيطالى فى "الكالتشيو"، وشارك فى 26 مباراة أحرز خلالها 9 أهداف، إلا أن جاء موعد الفترة الأهم في تاريخ صلاح وهي الانتقال إلى "روما"، فقد نجح فريق العاصمة فى الظفر بخدمات الفرعون بعد أزمة شهيرة مع فيورنتينا الذي كان يرغب مسؤولوه في استمرار اللاعب معهم، إلا أن إدارة تشيلسي حسمت الموقف وقررت بيع صلاح لروما، ليبدأ نجم الفراعنة مرحلة أخري بالملاعب الإيطالية، وهي الفترة التي شهدت تألق غير مسبوق له خلال موسمين قضاهما مع الفريق.

وتحدث صلاح عن هذه الفترة  قائلاً: "لا أصدق.. أنا الآن ألعب بجوار توتي مثلي الأعلي، ويعد هذا هو السبب الأكبر في قبول دخولي تحدٍ جديد في مشواري الكروي، فقد قلت في أكثر من مناسبة أنني أعتبر توتي ومعه الأسطورة البرازيلية رونالدو والفرنسى زين الدين زيدان هم قدوتي في الملاعب، وانتقلت إلى روما رسمياً ولعبت معهم أكثر من موسمين حققت فيها طموحى وتعلمت فيها الكثير بفضل الله سبحانه وتعالي، ومساعدة زملائى بالفريق، وقيادة سباليتي المدير الفني والذي لعب دوراً كبيراً في تغيير بعض أفكاري الاحترافية واستفز بداخلي روح التحدي في أكثر من مناسبة، وهو ما أفادني كثيراً،  ولا يمكن أن أنسى الاستقبال الحافل من جمهور روما منذ يومي الأول معهم وهتافهم الدائم لى فى المباريات ، فكان هذا له الدور الأكبر فى تألقى وما زلت أدين لهم بالجميل".

رحلة تألق محمد صلاح مع روما كانت "وش السعد" عليه، بالإضافة إلى التألق الكبير أيضًا مع منتخب مصر، مما جعل ليفربول يضعه بقوة داخل قائمة حساباته مجددًا للتعاقد معه، وهو ما سنتحدث عنه في المحطة المقبلة.. ومازال في الحكاية بقية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة