إن المجتمع الذى يخسر مفكرًا، فإنه بالفعل قد خسر ثروة قومية، لذا فان وفاة المفكر الكبير حسن حنفى المولود فى سنة 1935 خسارة كبيرة لا يعرفها سوى المشغولين بمراقبة العقلية العربية، فقد كان الرجل مشغولا بقضايا الفلسفة الإسلامية وما لحق بها من جمود، محاولا أن يشعل فيها نار التفكير وشرارة النقاش.
لقد كان موضوع حسن حنفى الأثير هو التراث والتجديد، ومن هنا كان يعجب به غير المختصين مثلى، لأنه يهتم بموضوعات تهمنا بشكل مباشر، وبالتالى نجد أن أمثال حسن حنفى وتلاميذه هم الأكثر إثارة للنقاش، وهم الذين يصطدمون بالواقع ويختلفون مع أهل الجمود الذين يقدسون التراث.
ومع ذلك فإنه وسط الحزن كان هناك مشهد طيب هو أن يطوف جثمان الدكتور حسن حنفى جامعة القاهرة فى مشهد يليق بالعلم والعلماء ويمنح الجامعة مكانتها الحقيقية.
نعم إن مشهد طواف جثمان حسن حنفى فى الجامعة ووجود رئيس الجامعة الدكتور عثمان الخشت لتلقى واجب العزاء رسالة حقيقية إلى أهمية الجامعات فى المجتمع وبالتالى أهمية رجالها ومفكربها.
وقد قرأت مؤخرا ما قاله الدكتور كريم الصياد، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، حيث قال إنه لم يحزن لرحيل الدكتور حسن حنفى لكنه سيحزن لو أن كتبه لم تواصل صدورها ولم تقرأ.
وفى النهاية أشير إلى أننى أتفق مع الذين يرون أنه لم يأخذ حقه خاصة فى عالمنا العربي، ربما أخذ حقه فى الدول الإسلامية الأخرى مثل ماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول التى تدرس كتبه ومؤلفاته وصراعه عن النقل والعقل.
رحم الله المفكر حسن حنفى، صاحب المشروع والمشغول بقضايا مجتمعه والحالم بغد أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة