أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: وعود سياحية واقتصادية مع شبكة الطرق والمتاحف.. مصر تستحق أضعاف الدخل الحالى لامتلاكها أكثر من ثلث آثار العالم.. والاستعداد لحدث عالمى باحتفالية افتتاح طريق الكباش مثلما حدث في موكب المومياوات

الأحد، 24 أكتوبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى، هو حدث يجذب انتباه العالم، فإن تنظيم الاحتفالية بمعرفة وزارة السياحة والآثار، بحضور عدد كبير من السفراء، بدا خطوة مهمة هذا العام، تضيف إلى التنشيط السياحى إضافات مهمة، يضاف إلى ذلك أن مصر تستعد لاحتفالية كبرى سياحيا وأثريا، مع اقتراب افتتاح «طريق الكباش»، تمهيدا للاحتفالية الكبرى المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة، وتمثل حدثا عالميا مثلما كان موكب المومياوات التاريخى والذى لا تزال تأثيراته تتردد فى العالم. 
 
احتفالية إحياء طريق الكباش، تأتى ضمن عمليات إحياء التراث الأثرى، فى وقت تتواصل تأثيرات فيروس كورونا، ومن ضمنها حركة السياحة التى تأثرت مع الطيران والأنشطة المختلفة، مصر نجحت بشكل كبير فى تجاوز التأثيرات، وحرصت على استمرار دعم السياحة وبنيتها الأساسية. وكما يقول الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لزميلنا أحمد مرعى، مراسل «اليوم السابع» فى الأقصر، فإن عملية ترميم الكباش تمت بأيد مصرية، وانتهى فريق من أمهر رجال الآثار والعمال فى الكرنك من ترميم 19 كبشا داخل فناء معابد الكرنك فى الجهة الشمالية، بما أعاد الحياة فى الجهتين الشمالية والجنوبية بالفناء، والبالغ عددها 48 كبشا، تم إنقاذها بالكامل، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية لترميم الكباش تمت بعد النجاح الكبير فى المرحلة الأولى.
 
وخلال جولتنا فى أبو سمبل بمناسبة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى، كانت فرصة لاستكشاف الحال فى الأقصر وأسوان وجنوب مصر، حيث يوجد ثلث آثار العالم، وتمثل كنوزًا لا مثيل لها وعنصر جذب كبيرًا للسياحة العالمية، وحسب وزير السياحة والآثار خالد العنانى فإن مصر تمتلك مقومات مهمة للسياحة، لكونها تمتلك أكثر من ثلث آثار العالم، ومع السياحة الثقافية والأثرية فإنها تمتلك مناخا معتدلا أغلب شهور العام، شمسا ساطعة شتاء تسمح بسياحة شاطئية، بينما تغلق دول العالم بسبب الجليد، وفى الصيف تظل السياحة الشاطئية مستمرة شرقا وجنوبا وغربا وشمالا. 
 
وخلال السنوات الأخيرة قطعت مصر شوطا واسعا فى البنية الأساسية للسياحة، وذلك ضمن شبكة الطرق القومية التى تربط كل جهات مصر وتختصر وقت الانتقال إلى أقل من الربع، وتجعل جولة السياحة مختصرة، تتنوع بين الشاطئ والمعالم الثقافية، وهى رحلات كانت مرهقة وتتطلب وقتا وجهدا، اليوم مع شبكة الطرق أصبح ميسورا أن ينهى السائح جولته فى متاحف ومعالم القاهرة من خلال شبكة طرق حديثة، خاصة مع افتتاح متحف الحضارات، وقرب افتتاح المتحف الكبير، وطريق الكباش،
 
ثم أن شبكة الطرق مع القطارات السريعة والكهربائية، تجعل من السهل على السائح الانتقال من الغردقة للأقصر فى ساعتين، بدلا من ساعات طويلة وجهد كبير، والانتقال يتم من خلال مواصلات مريحة وسريعة ومناسبة. 
 
وفيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية فى مواجهة كورونا فإن الجهات الأثرية والسياحية تطبق الإجراءات المتبعة من منظمة الصحة العالمية، وقد رأينا هذه الإجراءات بشكل واضح ومعنا السفراء الأجانب، من حيث فرض الكمامات، والتباعد والتعقيم، فضلا عن إجراءات أمنية صارمة فى المطارات، فضلا عن أن تقارير لجان الصحة والسياحة فى بعض الدول ومنها روسيا أكدت أن نسبة الإصابات من العائدين غير موجودة تقريبا، فى وقت تشهد هذه الدول ارتفاعا فى إصابات كوفيد، ولا شك أن تقارير الجهات المختصة تؤكد أن مصر من الدول التى لا تشهد ارتفاعات فى الإصابات مقارنة بدول العالم.
 
وينعكس هذا الاطمئنان حيث تشهد الغردقة ومرسى علم، وأغلب المناطق السياحية بمحافظة البحر الأحمر، انتعاشة فى حركة السياحة، ما يبشر بموسم شتوى جيد مع عودة السائحين من مختلف الجنسيات إلى المدن السياحية المصرية بعد توقف فرضته جائحة كورونا. 
 
وعادت خلال الأيام الماضية السياحة الإنجليزية إلى مدينة الغردقة، بعد انقطاع دام لقرابة عامين بسبب «كورونا المستجد»، حيث استقبل مطار الغردقة الدولى أول رحلة طيران بريطانية، بعد رفع حظر السفر البريطانى لعدة دول بينها مصر، ومن المقرر أن يستقبل المطار 87 رحلة طيران منها 80 رحلة دولية، من المقرر وصول 4 رحلات إيطالية و8 رحلات ألمانية و20 رحلة من التشيك و17 رحلة من بولندا و12 من أوكرانيا و4 من سويسرا ورحلة من المجر ورحلتين من بيلا روسيا وأخرى من فرنسا وليتوانيا و2 من مولدوفا و7 رحلات داخلية. 
 
والواقع أننا ونحن نتحدث عن السياحة، فذلك أنها ضمن الأنشطة سريعة العائد، فضلًا عن كونها من الأنشطة كثيفة العمالة، والتى توفر فرص عمل كثيرة، مع النظر لكون مصر بإمكاناتها تستحق أضعاف الدخل الحالى، بما ينعكس على الاقتصاد الكلى، واقتصاد الأفراد والأسر والشركات، وهناك وعود تتجدد بفضل شبكات الطرق والقطارات، التى تضاعف من فرص الانتعاش السياحى، وتنظيم فعاليات مهمة مثل موكب للمومياوات، وطريق الكباش، وكل هذه الوعود بفضل جهود سنوات فى شبكة الطرق والمتاحف، والعمل المستمر، فى دعم البنية الأساسية للسياحة.
 
p.8
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة