بنت من بلدى.. خديجة البدويهى فتاة مصرية مرشحة للمنافسة فى أبطال أفريقيا للأعمال.. احتلت المرتبة السادسة ضمن أفضل 10 دول أفريقية.. وممثلة مصر والدول العربية فازت بالمركز الأول فى مسابقة "المليار القادم بدبى"

تعددت النماذج المضيئة من الفتيات والسيدات المصريات فى كافة المجالات العلمية والأدبية والفنية والأكاديمية، ومنهن من وصلت للعالمية، فألقت وسائل الإعلام العالمية عليهن الضوء، ومن بين النماذج المضيئة التى وصلت للعالمية الدكتورة خديجة البدويهى، الفائزة بالمركز الأول فى مسابقة "المليار القادم Next Billion EdTech"، التى أقيمت على هامش فعاليات منتدى التعليم والمهارات الدولى الذى عقد فى دبي.

وكانت الدكتورة خديجة ضمن 3 فتيات فقط وصلن للمرحلة النهائية فى المسابقة من 3 دول، من بين 800 مشارك من دول العالم فى عام 2019، وألقت البدويهى العديد من المحاضرات بالعديد من الدول العربيةعن تطوير طرائق التعليم لتواكب التحول الرقمى الذى يشهده العالم بات أمراً حتمياً، وتم تكريمها فى العديد من المحافل الدولية ومنحها العديد من الجوائز.

ولم يمر إلا عامين وتتصدر الدكتورة خديجة البدويهى ضمن أفضل عشرة مرشحين نهائيين لجائزة أبطال أفريقيا للأعمال هذا العام 2021، لتتأهل إلى مرحلة قبل النهائي، وتم اختيار الـ10 فائزين الأوائل من بين أكثر من 12000 متقدم من جميع الدول الأفريقية البالغ عددها 54 دولة، واجتازوا مراحل متعددة من التحكيم والتقييم، وجاءت مصر فى المركز الأول بفوز الدكتورة خديجة البدويهى.

نشأت خديجة البدويهى فى عائلة أكاديمية، ما كان له أثر كبير فى تشكيل شخصيتها واختياراتها الخاصة بالدراسة والعمل، وكان أكبر اهتماماتها معرفة كيفية عمل أجهزة الكمبيوتر، وكيفية تسهيل التواصل بين الكمبيوتر والبشر، هذه العوامل أدت فى النهاية إلى تخصصها فى هذا المجال .

وجاءت مصر ممثلة فى الدكتورة خديجة البدويهى فى فئة الدول التنافسية فى مجال؛ الأعمال وتكنولوجيا التعليم، محتلة الترتيب 6 ضمن أفضل 10 دول أفريقية لتكون بذلك ممثلة الدول العربية وشمال أفريقيا الوحيدة فى المسابقة، وتم ترشيح الدكتورة خديجة البدويهى نظراً لعملها المثمر والدائم تهدف إلى جعل التعليم العلمى ميسور التكلفة ومتاحًا لجميع المؤسسات التعليمية من خلال مختبرات علوم افتراضية سهلة الاستخدام.

والمشروع الذى تبنته البدويهى من أهم تطبيقات التعليم الإلكترونى، وتُعَّرف المعامل الافتراضية على أنها بيئة تَعَلُم وتعليم إفتراضية تستهدف تنمية مهارات العمل المخبرى لدى الطلاب، وتقع هذه البيئة على أحد المواقع فى شبكة الانترنت يتمكن الطالب من إجراء العديد من التجارب من خلالها دون التقيد بمكان محدد أو أوقات معينة كما هو الحال عند إستخدام المعامل الحقيقية.

كما أنها توفر للمُعلم أيضاً تلك المميزات حيث لا يكون مضطرا إلى الذهاب إلى المعامل فى أوقات معينة والتنقل من مكان إلى مكان مختلف لكى يقوم بإعداد وتحضير التجربة لتلاميذه وهو ما يوفر الكثير من الجهد والوقت، وهو ما يعتبر من أهم الأهداف العامة لأساليب التعليم الإلكترونى، وقد بدأ إستخدامها فى العديد من الجامعات والمدارس حول العالم، لمواكبة التطور التكنولوجى الذى نشهده فى العصر الرقمى، وهو ما ينعكس بصور متعددة فى مجالات التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني.

وعبرت الدكتورة خديجة عن سعادتها كونها ضمن أفضل 10 فائزين من بين أكثر من 1200 متقدم فى أفريقيا، مشيدة بالدور الكبير الذى تتلقاه من دعم الدولة والحكومة المصرية ممثلة فى الجهات والمؤسسات خاصة فى ظل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى للتوجه الرقمى فى مجال التعليم فى مصر و استمرارا لاستراتيجية مصر الرقمية الخاصة ب 2030.

وفى سياق آخر، عبرت الدكتورة خديجة إلى التحدى الكبير نتيجة حجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقها، باعتبارها ممثلة مصر والعالم العربى وشمال أفريقيا الوحيدة فى التصفيات النهائية من المسابقة، حيث ستواجه البدويهى مؤسسين من ست دول أفريقية أخرى هي: بوتسوانا ومصر وغانا وكينيا ونيجيريا ورواندا وأوغندا.

وتوجهت البدويهى بخالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى داعم التعليم وللدولة المصرية بكافة قطاعاتها للوقوف بجانب المشاريع الرقمية والابتكار فى مصر، كما توجهت بالشكر إلى كافة فريق العمل معها فهم الأساس والنواة الحقيقية للنجاح.

وأكدت البويهي، أن المسابقة هى برنامج خيرى رائد لمؤسسة "جاك ما " فى أفريقيا لدعم رواد الأعمال، وتتمثل مهمتها فى إبراز وتنمية المواهب المحلية التى تحدث تأثيرًا إيجابيًا فى مجتمعاتهم وخارجها، وكذلك إلهام حركة ريادة الأعمال الأفريقية،وتهدف إلى دعم الجيل القادم من رواد الأعمال الأفارقة فى جميع القطاعات، بهدف بناء اقتصاد أكثر استدامة وشمولا للنظام البيئى الصاعد فى القارة. 

وقالت خديجة البدويهى، إنها التحقت بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة واستطاعت التفوق على دفعتها خلال جميع سنوات الدراسة الجامعية، وبعد إنهاء دراستها الجامعية أكملت مسيرتها فى الدراسات العليا بنفس المجال ثم نالت شهادة الدكتوراة فى مجال علوم الكمبيوتر من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة والتى تعد واحدة من أفضل الجامعات فى العالم، وبعد عودتها إلى مصر أسست شركة  تخصصت فى تطوير معامل العلوم ثلاثية الأبعاد لتسهيل تدريس مناهج الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا لطلبة الجامعات.

وأضافت البدويهى: ضمت معامل افتراضية محاكاة ثلاثية الأبعاد للتجارب المعملية فى شكل يشبه الألعاب الإلكترونية، وقد كان السبب الرئيسى فى قيامها بإنشائها ،إيماناً بضرورة تطوير التعليم وخصوصًا فى الجانب المتعلق بمساعدة الطلاب على مواجهة تحديات الدراسة الجامعية وتأهيلهم لمتطلبات سوق العمل، مؤكدة أن خبرتها العملية والشخصية والوقت الذى قضته مع طلبة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اثناء رسالة الدكتوراة جعلها تدرك أهمية التجارب العملية والدور الذى تلعبه لمساعدتهم على فهم النظريات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى أنها لمست رغبتهم الشديدة فى التفاعل مع ما يدرسونه وشغفهم لتعلم المزيد.

وأكدت خديجة : هذا ما دفعها للبحث بشكل أعمق لابتكار حل يعمل على مساعدة المؤسسات التعليمية وتمكينها من تجاوز العقبات التى تقابلهم، حيث يعتمدون فقط فى تدريسهم للعلوم على المعامل التقليدية ذات التكاليف المرتفعة للتشغيل والعديد من مخاطر الأمان، بالإضافة إلى محدودية الاستخدام التى تحرم الطلاب من إمكانية تكرار إجراء التجارب عدة مرات لتعزيز الاستيعاب".

وقالت خديجة: هنا نشأت فكرة تصميم معامل افتراضية لمحاكاة تجارب العلوم والتى تهدف إلى حل معظم مشاكل المعامل فى المؤسسات التعليمية، حيث تزداد شكاوى الطلاب من الصعوبات التى يواجهونها فى الدخول إلى المعامل وضيق الوقت المتاح لهم للتجريب، إلى جانب غياب أجهزة ضرورية فى المعامل بسبب تكلفتها الباهظ، كما تساعد فى التغلب على تحديات أخلاقية مثل تلك المتعلقة باستخدام الحيوانات فى التجارب، وكذلك التغلب على تحديات معايير السلامة داخل المعامل."

وأضافت البدويهى: كونت فريق عمل بدأ بخمسة أفراد ووصل حاليا إلى 12 فردا متخصصين فى مجالات التصميم والبرمجة والمبيعات والتسويق، وجميع أفراد الفريق من خريجى جامعات مصرية فى العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم،و فريق العمل ب يتولى تطوير المنتج فى كافة مراحله،بالإضافة نستعين بخبراء فى مجالات علمية مختلفة من مصر والسعودية والولايات المتحدة لتزويدنا بتفاصيل مراحل التجارب المعملية فى مجالات الكيمياء والفيزياء والأحياء، حتى يمكن تجسيدها على نحو مفصل فى المعامل الافتراضية التى نطورها.

وتابعت الدكتورة خديجة: لقد كان لنا شرف حضور عدة مسابقات ومؤتمرات ذات صلة بتطوير التعليم و الفوز بعدة جوائز للتميز، ومن بينها المسابقات كانت مسابقة "المليار القادم Next Billion EdTech" والتى أقيمت على هامش فعاليات منتدى التعليم والمهارات الدولى الذى عقد فى دبى عام 2019، ويتم تخصيص الجائزة لشركات تقنيات التعليم التى تقدم حلول مبتكرة لتطوير التعليم حول العالم ،وتقدم للمنافسة بهذه المسابقة 800 شركة متخصصة فى تطوير تقنيات التعليم من جميع أنحاء العالم وبعد مرحلة التصفيات الأولى تمكنت 30 شركة فقط من الصعود، وخلال التصفيات قبل النهائية تمكنت 6 شركات فقط من الوصول للتصفيات النهائية ثم تمكنت من الفوز بالمركز الأول مع فتاتين من وتنزانيا والهند.

وأكدت خديجة، إنها سعيدة بفوزها بهذه الجائزة، حيث كانت مشاركتها بالمسابقة فرصة للوصول إلى أعداد أكبر من المهتمين بتقنيات التعليم لرفع مستوى الوعى بهدفنا الأكبر وهو تحسين طرق تدريس العلوم فى المؤسسات التعليمية، مؤكدة أنها شاركت الاختبار الإلكترونى الموحد الذى عقد فى 21 كلية طب على مستوى مصر تحت إشراف وزير التعليم العالى والبحث العلمي، حيث قام فريق المطورين لديها بتصميم نموذج ثلاثى الأبعاد يحاكى جسم الإنسان وتم استخدامه فى هذا الاختبار لإضفاء لمسة تفاعلية له و للمساعدة فى تعزيز مهارات تشخيص الأمراض لدى طلبة كليات الطب.

وأضافت خديجة أنها شاركت فى جلسة شباب رواد الأعمال بمنتدى أفريقيا 2018 الذى عقد بمدينة شرم الشيخ فى أواخر العام الماضي، وذلك بحضور الرئيس  عبد الفتاح السيسى ورئيس رواندا Paul Kagame، وقد استعرضت خلال كلمتها الدور الذى تلعبه معاملها الإفتراضية فى مساعدة الجامعات على تسهيل تدريس الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا للطلاب، كما استجابت لطلب الدكتورة سحر نصر،وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي،للتواجد مع وفد أجنبى يهتم بالتكنولوجيا.