صدرت رواية "كان لك معايا" للكاتبة الشابة فرح عادل، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، والرواية طبعت فى 285 صفحة من القطع الصغير، وسبقتها للمؤلفة خريجة الحقوق بجامعة القاهرة رواية "وهذا أيضا سوف يمر" عام 2020 .
ومن بين سطور الرواية نطالع: "نظرت رحمة إلى الطفل الجالس بجوارها تملؤه رائحة الخوف الذي لم يستطع يوما أن يخفيه، فكان خائفا من كل شيء حوله، وكان أكثر ما يخيفه أمه التي التفتت له بعينين عاجزتين تتأملان عينيه، التي أبت أن تنظر إليهما رغم عشقها واشتياقها لهما.
نهضت من جانبه، ذهبت لتعد له طبق الغداء، وضعته أمامه لكن عينيه لم تفارقا التليفزيون الذي لم يكن يرى منه شيئا، ثم شعر بإصبعها يوخزه في جنبه مداعبة له، لكنه لم يضحك كما تمنت، إنما على العكس.. تجمعت غمامة قوية فوق عينيه أفقدته الرؤية، ومع ارتفاع صوت أنفاسه وشعوره بذراع أمه يلتف حوله ويضمه إلى صدرها.. انهالت دموعه سريعا وهو يشعر بفمها يقبل رأسه ليرتفع صوت بكائه عاليا، ثم دخل عليهما فجأة.. شوقي، رجل في العقد الرابع من العمر، قصير القامة، قبيح الوجه، والنفس، سليط اللسان، غليظ القلب والمشاعر، كريه الرائحة والطباع، لم يعلم سعيد أبدا لماذا تعترف به رحمة كزوج بينما تذكره هو كابن، نظر إليهما وهو يهز رأسه مستهزئا منهما.. وبسخرية قال: هو أنا كل ما أدخل عليكو ألاقيكوا حاضنين بعض وبتعيطوا".