يقول الكتاب فى مقدمته:
تبدأ المقدمات التقليدية فى علم أصول الدين بحمد الله، والصلاة والسلام على رسوله، وهى مقدماتٌ إيمانية خالصة، تعبِّر عن إيمان ذاتى خالص، هو المطلوب إثباته، والبرهنة عليه، ولكن العالم الأصولى القديم يُعلن عنه، ويسلِّم به، وكأن مقدماته هى نتائجه، وأن ما بينهما إن هو إلا لهوٌ ولعبٌ وسدُّ فراغ، كما يغيب الأسلوب البرهاني، وعرض الإشكال، وبيان الهدف كما فعلنا فى معنى "التراث والتجديد"، عارضين للتراث القديم، قارئين فيه أزمة العصر، ومحلِّلين أزمة العصر مكتشفين فيها بُعْد التراث القديم، إن التعبير عن مضمون الإيمان كإحدى المسلَّمات هو نقض للبرهان، وهدم للاستدلال، وضياع للعلم، خاصةً ولو كان هذا المضمون هو المطلوب إثباته، إيماننا هو "التراث والتجديد"، وإمكانية حل أزمات العصر، وفك رموزه فى التراث، وإمكانية إعادة بناء التراث لإعطاء العصر دفعة جديدة نحو التقدُّم، فالتراث — كما بَيَّنَّا — هو المخزون النفسى لدى الجماهير، وهو الأساس النظرى لأبنية الواقع.