تمر اليوم الذكرى الـ65 على بداية العدوان الثلاثى على مصر، أو ما يعرف بحرب السويس، وذلك فى 29 أكتوبر عام 1956، حيث قامت قوات من الجيش الإسرائيلى بدخول سيناء، بينما تدخلت فرنسا وإنجلترا بذريعة حماية الملاحة فى منطقة القناة واحتلت بورسعيد، وذلك على خلفية قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، بعد رفض صندوق النقد الدولى، تمويل مشروع السد العالى.
العديد من الكتب والدراسات تناولت تاريخ العدوان الثلاثى، والأسباب الحقيقية وراء اجتياح جيوش ثلاث دول لسيناء وخط القناة، وكيف خرجت تلك الجيوش خالية الوفاض من الحرب، ومن هذه الكتب:
حرب السويس وشروق شمس الناصرية
صدر الكتاب للكاتب والباحث نواف نصار، عام 2006، عن مركز الكتاب الأكاديمى للنشر، ركز المؤلف فى هذا الكتاب على موضوع "حرب السويس"، لكونها البداية الحقيقية للخروج من ظلمات الاستعمار والتبعية إلى أنوار الاستقلال والحرية، وبداية مرحلة الشموخ والصعود وامتلاك القرار بدون الرجوع إلى تلك الدولة العظمى الوصية، أو تلك القوة المتنفذة العلية، فكانت المرحلة التالية غنية بآثار ذلك كله ونتائجه وفضائله.
ويوضح الكتاب أن حرب السويس كانت فاصلًا لمواقف مصر ومواقف أعدائها، فقد أصبح لمصر مواقفها الشجاعة المستقلة، فغدت تعامل الكل بما يستحق بدون ذرة من مجاملة أو حتى دبلوماسية - كما نصف فى معظم الأحيان المواقف الجبانة - وأصبحنا نعرف بتلك المواقف أعداءنا من أصدقائنا، وصار أعداء مصر والعروبة مكشوفين واضحين فى العراء لا يستطيعون حجب صورتهم القبيحة عن أحد، ولا يستطيعون فى الوقت ذاته حجب - أو الدفاع عن - مواقفهم العدائية، ومطامعهم وأحقادهم على العرب والمسلمين، لذا كانت الحرب ضرورة ناصرية - أو ضرورة عربية إسلامية - حدثت فى الوقت المناسب، فقد بدأ الاستعمار ينسحب من معظم دول العروبة والإسلام، ولكن انسحابه هذا لم يكن عن حب وود ورغبة فى السلم، بل انسحب مضطرًّا مهزومًا.
وبحسب مؤلف الكتاب "جاءت حرب السويس كاشفة نواياه الشريرة الشرهة، وأحقاده الدفينة، ورغبته فى العودة والمزيد من الاحتلال والاستعمار.
وتناول الكتاب أسباب العدوان على السويس وموقع المدينة الجغرافى والثروة النفطية والقضاء على عبد الناصر، وتاريخ قناة السويس قبل الاحتلال واحتلالها 11 يوليو1882، والتعريف بثورة يوليو والوجيز فى أخبار الثورة قبل حرب السويس وما هى مقدمات الحرب، وكذلك احتوى الكتاب مقتطفات من خطاب تأميم القناة 26/7/1956، إلى غير ذلك من الموضوعات المهمة".
حرب السويس بعد أربعين عاما
صدر للكاتب رؤوف عباس، وعدد من المؤلفين الآخرين، عام 1997، عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ويحاول الكتاب تناول خلفيات الحدث، والتواطؤ بين الأطراف التى دبروا العدوان، ثم الحدث ذاته وكيفية مواجهته، لقد حاول فريق البحث إلقاء الأضواء على فصل هام من فصول تاريخنا القومى بهدف إيقاظ الوعى بالتاريخ، واستخلاص الدروس المستفادة منه.
وبحسب الكاتب كان العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، الذى عرف فى الأدبيات الغربية بحرب السويس، واحد من الأحداث العالمية المهمة التى تحدد معالم الانتقال من مرحلة إلى أخرى، ومن نظام عفا عليه الزمن إلى نظام جديد. فقد كان لحرب السويس آثارها على الصعيد الدولى، بقدر ما كان لها آثارها على الصعيدين الاقليمى والمحلى، أفلت نجوم، وتألقت نجوم جديدة وطويت صفحة سياسات، لتفتح الاهتمام العالمى غير العادى بتقييم الحدث بعد أربعين عاما من وقوعه، فراحت الأطراف التى تورطت فيه تمعن النظر فى وثائقها، لتزن الأمور بموازين جديدة، بعد ما أيقن الجميع أن إعادة تشكيل الدور الأوروبى فى السياسة الدولية كان من تداعيات حرب السويس 1956، ومن ثم كشف النقاب عن وثائق جديدة، ودبجت المقالات التى تناولت أبطال تلك الملحمة التاريخية العظيمة، جمال عبد الناصر، ايزنهاور، ايدن، وغيرهم.
العدوان الثلاثى على مصر عام 1956
صدر للكاتب والباحث طلعت أحمد مسلم، عن مركز دراسات الوحدة العربية، وفى الكتاب يحاول المؤلف، أن يستعيد أحداث العدوان الثلاثى (الإسرائيلى، الفرنسى، البريطانى) المسلح على مصر عقب تأميم قناة السويس 1956، فى محاولة منه لاستخلاص الدروس منها، وتوضيحها للأجيال من طالبى العلم فى إدارة الصراعات المشابهة، موضحاً الظروف التى أدت إلى هذا الحدث الهام، ثم سير العمليات، مع ما تميز به هذا الصراع من تداخل شديد بين العمل السياسى والدبلوماسى والعسكرى، وأخيراً الدورس والعبر المستفادة من إدارة الصراع.
ملفات السويس
صدر للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، سنة 1996، عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، ويكشف فيه الكاتب الكبير الدور الذى قدمه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لإنهاء العدوان على مصر فى حرب السويس سنة 1956، وكيف آدار الرئيس المصرى هذه المعركة سياسيا داخليا وخارجيا وعربيا على مستوى عال.
وبحسب الكاتب فإنه يرى فى كتابه أن الحروب الثلاثة "حرب السويس، نكسة 67، نصر أكتوبر" ما هى إلا حرب واحدة مستمدة من الصراع فى الشرق الأوسط، وأن الحرب لم تكن غير البؤر الساخنة الملتهبة فى هذه الحرب الحرب المستمدة والتى استمرت 30 عاما بحسب وصفه.