فى ظل عصر التكنولوجيا وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعى على حياة الشعوب وتأثيراتها السلبية والإيجابية على الناس وخاصة فئة الشباب، كان لدار الإفتاء المصرية خلال الفترة الماضية حضور قوي على الساحة المحلية والعالمية بهدف توفير الوعى وفتح قنوات تواصل عصرية مع الجمهور والتفاعل معهم بلغة عصرهم وآليات الحداثة، ونموذجا إنشاء الأمانة العامة لدور الإفتاء حول العالم، وتدشين منصات إلكترونية للتواصل وتطبيقات الفتوى لمواكبة العصر وتطوراته.
وأعتقد، أننا جميعا رأينا حراكا كبيرا وتفاعلا محمودا من خلال بوابة الفتوى الإلكترونية أو المنصات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لمواكبة أية أحداث أو قضايا للرأى العام تحتاج إلى تصحيح مفاهيم أو تسليط الضوء على مسارات الفهم السليم تجاه هذه القضية لكشف المغالطات من جهة وزيادة الوعى من جهة أخرى.
والمهم الذى يستحق التقدير، من منطلق التخطيط نحو مستقبل واعد لانتشار المؤسسية والفتوى الرشيدة، هو القرار بإنشاء عدة مقرات للدار داخل الجامعات المصرية، وهذا ما حدث بالفعل خلال الأيام الماضية فى جامعة القاهرة، وجامعة بنى سويف برئاسة، الأمر الذي سيكون له مردود نفعى كبير وإصلاحى وتوعوى يمكن الدار من أداء رسالتها إلى الشباب وعموم الجمهور من خلال رؤية منهجية شرعية علمية وسطية، متسلحة بوسائل الحداثة ومستخدمة أدوات العصر الذى يجيدها أبناؤه.
فالوعى الدينى، أصبح ضرورة حتمية، وخاصة فيما يتعلق بالفتوى، وذلك فى ظل التحديات التى تواجهها الأمة بشأن استغلال قوى الشر للخطاب الدينى وفى ظل عالم افتراضي اختلط فيه الحابل بالنابل، فكم من الأحداث المؤسفة التى وقعت كان سببها فتوى شاذة؟، وكم من انحرافات مجتمعية حدثت وكان وراؤها فتوى غير رشيدة؟، وكم من جماعات ظلامية اتخذت من الفتوى سلاحا لترويج أفكارها الضالة والمسمومة؟
وختاما نقول، إن ما تفعله دار الإفتاء من إنشاء مقرات ومن استخدام وسائل الحداثة شىء عظيم ومهم، لكن أملنا أن يحدث هذا فى ظل رؤية المؤسسة العريقة المتناسقة والرصينة، التى تحافظ على هيبة الدار وعلمائها كأولوية حتمية، حتى تكون الأحكام الشرعيَّة بابًا سهلًا للوصول إلى رضا الله تعالى، وسببًا ظاهرًا لهداية الخلق وأن تظل الدار فى أداء رسالتها بقوة وفاعلية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة