عمدة الجعفرية بالشرقية: نجحنا فى حل 1800 نزاع بالقرية على مدار 3 سنوات

الأحد، 03 أكتوبر 2021 02:00 ص
عمدة الجعفرية بالشرقية: نجحنا فى حل 1800 نزاع بالقرية على مدار 3 سنوات العمدة طارق الطحاوى
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الماضى القريب، كان منصب العمدة يمثل دورا محوريا فى ضبط وحل مشاكل المواطنين، وكانت الدراما والسينما تجسد دور العمدة بعدة أشكال، منها ما يلعب دور المصلح الاجتماعى الساعى لحل مشاكل المواطنين، وآخرين يفرضون سطوتهم على البسطاء من المواطن فالعمدة هو صمام الأمان للقرية، فدوره الأساسى هو خدمة المواطنين، والعمل على قضاء مطالبهم وليس تكديرهم، والتقى " اليوم السابع" بعمدة قرية الطحاوية.

وقال "طارق الطحاوي"، 44 عامًا حاصل على بكالوريوس حقوق، عمدة قرية الجعفرية التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، منذ 3 سنوات، إن مقعد العمودية متواجد بعائلته منذ سنوات عديدة، فجده الأكبر "الطحاوي"، كان عمدة القبائل العربية بمصر، وتوارثها بعده شقيقه "عامر"، ومن بعده شقيقه "سليمان" حتى عام 1952، وكان العمدة يتولى زمام مجموعة من المراكز، وبعد الثورة تغير الوضع وأصبحت لكل قرية عمدة، وأسرة ثانية بالقرية تقلد أبنائها مقعد العمودية لفترة، وظلت مضيفة القرية التى يزيد عمرها عن أكثر من 100 عام، مفتوحة أمام الجميع يتوافد عليها من يسعى لحل مشاكله قاصدا جدى وعمى الأكبر، الذى كان يقوم بدور القاضى العرفى لسنوات عديدة وتوارثت منه العمل العام ودور القاضى العرفى، لكونى الابن الأكبر للعائلة، وشاركت فى العديد من الجلسات منذ كنت طالب جامعى كان دورى قاصر على الاستماع والتعلم وبعد حصولى على ليسانس الحقوق، بدأت أشارك فى الجلسات، وتعدى حدود القرية والمحافظة للمشاركة فى جلسات عرفية بمحافظات أخرى، وكله عمل تطوعى لوجه الله لحل مشاكل المواطنين، وأهم ما يميز القاضى العرفى، أن يكون واسع الصدر، أمين يرضى الله، ويكون متمرسا فى القضاء العرفى حتى لا يتفوق عليه قاضى الخصم فيتسبب فى ضياع حقه الشخص الذى لجأ إليه لإنصافه.

وأردف: منذ عام 2008 توفى عمدة القرية، وتم فتح باب الترشح لمقعد العمودية عام 2015، ولم أسعى للترشح، وفى عام 2017 تم فتح باب الترشح مرة ثانية طبقا للقانون الجديد، وبحكم تواجدى بين الأهالى لحل مشاكلهم والقيام بالدور الاجتماعى نحوهم، طلب منى العديد من الأهالى والشباب بالترشح لمقعد العمودية، وكانت الاستجابة لهم بالتقدم بورق ترشحى وتم اختيارى من بين عدد من المرشحين لمقعد العمودية جميعهم من الشخصيات المشهود لها بالاحترام وحب العمل العام، وصدر قرار من وزير الداخلية بتعيينى عمدة عام 2019.

وأكد عمدة الجعفرية: أن تعدادها السكانى أكثر من 20 ألف نسمة ويتبعها رسميا 56 تابع، وأهم ما يميز القرية النشاط الزراعى، وبحكم تواجدها على طريق " بلبيس - العاشر، بها مشاريع صغيرة تجارية.

وعن أهم المشكلات التى تواجه العمد بالقرى قال "الطحاوي"، أن هذه المشاكل تكمن فى الميراث ومشاكل فاصل الحد على الأراضى الزراعية وهذه المشاكل تتطلب خبرة واسعة من العمدة بمعنى أن العمدة يجب أن يكون ملما وبشكل كبير بالحدود الخاصة وممتلكات كل عائلة بالقرية وأن يقف على مسافة متساوية من طرفى النزاع وأن يشرك فى تلك الأمور بالذات أهل الدين من رجال الدين لأن دورهم مؤثر بشكل كبير فى تلك المنازعات بالتحديد

وعن أهم عوامل نجاح عمدة القرية، قال عمدة قرية الجعفرية، أهم ما يميز العمدة هو وجود ترابط وتلاحم بين الخفراء ومشاركتهم فى الأفراح والأحزان، بالإضافة إلى عدم قبول الوساطة أو المحسوبية فى حل النزاعات والخلافات بين الأهالى، وأن يعمل العمدة على إعطاء كل مواطن حقه دون مجاملة أحد على حساب الآخر؛ مضيفا أنه يوميا يوجد الْكَثِيرُونَ من المشكلات الصعبة داخل القرية والتى تحتاج بذل مزيد من الجهد والوقت لحلها قبل تحرير محضر داخل مركز الشرطة، بحكم الكثافة السكانية للقرية وتوابعها كان مركز الشرطة يتلقى أكثر من 10 محاضر يوميا، لكن منذ جلوسى على مقعد العمودية، نجحت بنسبة 99% من خلال عدد من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والأمانة بالقرية، من حل المنازعات والشكاوى بين الأهالى التى بلغت 1800 شكوى ونزاع تم حلها، وتعدى الأمر إلى حل منازعات بقرى مجاورة بالمركز، ونجحنا فى حل قضية كبيرة متعلقة بالعرض بقرية مجاورة وكانت من القضايا الصعبة ولكنه تدخل فيها حقنا للدماء ومن أجل التسامح ومنع المشاحنات بين الأهالى، حضر إلينا طرف من محافظة المنيا كان على خلاف مع طرف من القرية وكانت الجلسة على مبالغ مالية كبيرة، وبمجرد علمنا تدخلنا، وتسامح الطرف المقيم بالمنيا بجزء كبير من حقه بعد ما لمسه من النزاهة فى الجلسة.

وأردف: أنه يلجأ إلى السوشيال ميديا للتواصل مع أهال القرية والشباب، ويوجد أكثر من جروب على مواقع التواصل الاجتماعى، ويتم التواصل معهم خلال 24 ساعة، فكبار السن هم الخبرة والبركة والشباب هم المستقبل ويجب على العمدة مواكبة وسائل التطوير، فضلا عن فتح مضيفة العمدة يوميا، ونتلقى من 7 إلى 8 شكاوى يوميا، إلى جانب عمل جلسات لحل المشاكل وإعطاء فرصة لكل طرف ليروى مشكلته، وأسعد لحظات العمدة هو إنهاء الخلاف وبث روح التسامح بين الطرفين المتنازعين.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة