لا توجد رواية تجمع بؤس العالم مثل رواية "شمس بيضاء باردة"، فالرواية التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام 2019 والتى أبدعت فىها الكاتبة الأردنية كفى الزعبى تصف خط سير حياة إنسان من منشأه إلى منتهاه فى مستشفى المجاذيب دون لحظة واحدة من السعادة!
البطل هو الراوي الذي يبدأ حكايته من معاناته مع والده المتشدد دينيًا الذى لم يجد غضاضة فى أكل مال اليتيمة وبارك استغلالها جنسيا من قبل ابنه، كما أن الأب كاره للكتب التى يعشقها ابنه ويريد حرقها والابن مسلوب الإرادة خائر القوى يدع مركب الحياة يقوده يمنة ويسار دون تدخل فى الأحداث.
"راعي" الذي يعيش في كبت عقلى واجتماعى، تقيده العادات الموروثة، يحاول الثورة على هذا الواقع بواسطة الثقافة والكتب، وتبدأ معاناته النفسية التي استطاعت الكاتبة وصفها بدقة وتفصيل.
تنتقل الرواية في جزئها الثاني إلى المدينة و"أحمد" صديق "راعي"، الذي يخسر زوجته التي ضحت كثيراً من أجله لأنها تحبه بينما لم يستطع تقديم الحياة المفترضة لها ولأولاده، وبعد معاناة طويلة تهجره فينتحر.
تعود الكاتبة لتربط بين زوجة الصديق المنتحر و "راعي" في قصة عاطفية يتداخل فيها طيف "أحمد" مع سرد "راعى" ومشاعر الأرملة الجميلة وماضيها ويبقى السرد متواصلاً حتى وصول "راعى" إلى حافة الجنون.
وكفى الزعبى كاتبة أردنية أصدرت خمس روايات، منها "سقف من طين"، الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب فى سوريا و"ليلى والثلج ولودميلا" التي تناولت مرحلة انهيار الاتحاد السوفيتي وسؤال الأنا العربي والآخر الروسي، والتي ترجمت إلى الروسية وصدرت في موسكو عام 2010، ورواية "عد إلى البيت يا خليل" باللغة الروسية عام 2009 وكذلك "شمس بيضاء باردة" التى تعد روايتها الخامسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة