48 عاما مرت على ملحمة انتصار حرب 6 أكتوبر عام 1973، هذه اللحظة الاستثنائية من التاريخ المصرى والعربى الحديث، واللحظة التى ستظل خالدة بما تركه أبطالها من كتابات وثقت ما جرى فيها، وكيفية الإعداد لها.
هناك العديد من الدراسات والتحليلات والكتب التى تناولت تلك الحرب، المهمة من تاريخ مصر والعرب الحديث، والتى تعد مرجعا علميا هاما، للحديث عن الحرب، والتى حاولت الإجابة عن تساؤلات مثل كيف كانت حرب أكتوبر، الخطط والاستراتيجيات، التضحيات والأزمات، الخفايا والحكايات؟ والتى ودون فيها أصحابها كواليس نصر أكتوبر المجيد، حرب عودة الأرض والكرامة، ومن هذه الكتب:
المعارك الحربية على الجبهة المصرية
من أشهر الكتابات التى صدرت عن حرب أكتوبر وأكثرها تأثيرًا، حيث يعد هذا الكتاب مرجعًا ضروريًا وتسجيلاً أميناً، لكل المهتمين بمعرفة الملحمة الحربية الفذة «أكتوبر 1973».
فالكاتب والمؤرخ العسكرى جمال حماد يقدم فى كتابه تحليلا فنيا لجميع أحداث ومواقف الحرب بكل حيادية وصدق، مستفيضًا فى شرح نقاط القوة والضعف، وكذلك الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها أطراف المعركة، وكيف كان من الممكن تفاديها، وكذلك كيف يمكن للمصريين تفادى ذلك مستقبلًا، حيث يمكننا القول بأن اللواء جمال حماد، لم يغفل أى تفصيلة عن الحرب، بدءا من التمهيد لها مرورا بأحداثها وانتهاءً بوقف إطلاق النار، ومقاومة أهل السويس الأبطال للعدو عند حصار المدينة الباسلة بعد الثغرة.
الكتاب يوضح بجلاء دقة التخطيط المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على جسارة رجال القوات المسلحة فى تنفيذ المهام التى أوكلت إليهم خلال أعمال القتال، ويبرز أيضا ذلك التلاحم الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ تلك المهام الجسام، حتى تحقق النصر، حتى عودتهم سالمين إلى القاهرة ليستقبلهم المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة - آنذاك - فى مكتبه ويقلدهم أرفع الأوسمة.
السلاح والسياسة
الكتاب الرابع لهيكل فى سلسلة حرب الثلاثون سنة، «ملفات السويس» عن حرب 1956، و«سنوات الغليان» و«الانفجار» عن حرب 1967، و«أكتوبر السلاح والسياسة» عن حرب 1973 لتصبح هذه الرباعية أهم شهادة موثقة عن فترة تمتد 30 عاما من تاريخ مصر.
وفى الكتاب يسرد «هيكل» يوميات الحرب بشكل يومى على ثلاثة محاور الأول «القاهرة» والثانى «تل أبيب» والثالث «واشنطن»، حيث يتناول اللحظات الحرجة فى مصر سياسيا وعسكريا منذ لحظة وفاة الرئيس عبد الناصر، وتولى الرئيس السادات مهام جسيمة بدأت مع التحضير لمعركة الحسم، ثم كواليس السياسة الخفية لإحلال السلام قدر الاستطاع بدون اللجوء الحرب، بالاضافة الى المشاكل التى وقع بين الرئيس السادات والاتحاد السوفيتي، ثم تقاربه مع الجانب الأمريكى بالتعاون مع هنرى كيسنجر، الذى أدى إلى وقف الحرب وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.
لم يغفل هيكل سرد وتوثيق الشعور الوطنى للمصريين فى الأيام الأولى للحرب، ملحمة المصريين، قبل أن يحكى كيف انتهى ذلك الحلم الجميل على اعتاب الثغرة اللعينة، والانقسامات التى حدثت بين السادات وبعض قادة الجيش، قبل أن يختتم الكتاب معتمدا على المعلومات بشكل كامل دون إبداء أراء فيها، واستعانته بالعديد من المصادر منها وثائق حصل عليها من السادات ومذكرات لقادة إسرائيل.
المصريون والحرب
فى الكتاب كلام كثير رصده جمال الغيطانى، والذى كان مراسلا حربيا فى تلك الفترة، عن مرارة ما بعد يونيو 1967، وما تعرض له المقاتل المصرى من حملة نفسية واسعة، وأطلق الغيطانى على القسم الأول من كتابه "البعث"، وذلك لكونه كان يرى أن "حرب الاستنزاف كانت بعثا لروح جديدة فى جنودنا، وفيه يحكى الكاتب عن بداية تعرفه على المقاتل المصرى فوق أرض الواقع، والتى يتغزل فيه المدينة الباسلة "بورسعيد" وعن لقاءه بجنودنا على جبهة أثناء فترة حرب الاستنزاف، وحياة جنودنا ورغبتهم العالية فى تحرير الأرض".
الإعداد لمعركة التحرير 1967 – 1970
كتاب للفريق أول محمد فوزى، يتناول تفاصيل الاستراتيجية العسكرية فى معارك التحرُّر الوطنى والإقليمى بعد نكسة عام 1967، وكيف انطلقت طاقات الإنسان المصرى فى مواجهة العدو بصورة مباشرة فيما أُطلق عليه اسم "حرب الاستنزاف"، التى جاء الاعتراف الإسرائيلى واضحًا بأنها "الحرب التى خسرتها إسرائيل"، والتى مثَّلت التمهيد الفعلى لنصر أكتوبر عام 1973.
يوميات حرب أكتوبر
فى كتابه يؤرخ الدكتور عادل وديع فلسطين ليوميات حرب أكتوبر من خلال صفحات الجرائد والأخبار والتقارير التى نشرتها الصحف المصرية وقتها.
مستحضرا فترة مهمة من تاريخ مصر التى عانت انكسارا وألما بعد النكسة مرورا برحلتها فى مرحلة النهوض قبيل حرب أكتوبر وكيف تم إعادة بناء القوات المسلحة المصرية بعد حرب الاستنزاف استعدادا للحرب مبرزا براعة التخطيط الاستراتيجى العسكرى المصرى ليبدأ بعد ذلك فى رصد يوميات حرب الكرامة مستعرضا مانشيتات الصحف - مع التركيز على جريدتى الأهرام والأخبار - وما ورد بهما من أخبار وتقارير عسكرية من الجبهة نقلها المراسلون الحربيون ومقالات منذ يوم السبت الموافق 6 أكتوبر1973 العاشر من رمضان 1393، بالإضافة للبيانات العسكرية التى كانت تبثها الإذاعة المصرية عن تطورات الوضع على الجبهة أولا بأول، مختتما كتابه بملحق يضم مجموعة من الصور ذات الصلة لأبطال وقادة الحرب وخرائط المعركة.
وثائق حرب أكتوبر
ليس هذا الكتاب الكبير عرضا صحفيا، وليس هو مجموعة من المقالات والآراء، ولكنه تسجيل تاريخى لكل أسرار حرب أكتوبر السياسية والعسكرية، بالوثائق الرسمية التى تذاع لأول مرة فى العالم كله، لقد أمضى موسى صبرى 9 أشهر كاملة وهو يعد هذا المؤلف الضخم، فى اتصالات مستمرة على أعلى المستويات السياسية والعسكرية، وزار جبهة القتال عدة مرات، واستقبله الرئيس أنور السادات ثلاث ساعات، واختص سيادته الكتاب بأحاديث خاصة وحصل المؤلف على وثائق سرية سياسية وعسكرية، كما اجتمع به المشير أحمد اسماعيل أكثر من 10 ساعات فى أكثر من لقاء.. وقابل جميع قادة المعارك.. الفريق الجمسى، اللواء سعد مأمون، اللواء فؤاد عزيز غالى، اللواء عبد رب النبى حافظ، اللواء حسن سعده.. وغيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة