- اللواء عبدالقادر: تفجير البطاريات الإسرائيلية رفع الروح المعنوية للجنود
احتفالا بانتصارات أكتوبر المجيدة، حرصت «اليوم السابع» على استضافة عدد من أبطال حرب أكتوبر ممن كان لهم بطولات خاصة ونوعية خلال الحرب، وقدموا تضحيات كثيرة من أجل أن تتحرر سيناء، وكانوا يمثلون قادة لزملائهم وشركاء معهم فى النجاح، وكان الاختيار للأبطال ممثلا لبعض الأسلحة الرئيسية التى شاركت فى الحرب، فكان اللواء محيى نوح من سلاح الصاعقة المصرية، واللواء محمد زكى الألفى من سلاح المشاة، واللواء محمد محمد عبدالقادر، من سلاح المدفعية، واللواء طيار أحمد كمال المنصورى، من سلاح القوات الجوية، وكلهم كانت لهم بصمة واضحة ومردود كبير فى مجريات الحرب.
اللواء أحمد كمال المنصورى: أسقطت طائرة قائد سرب إسرائيلى وأنا على حافة نفاد الوقود
يقول اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، بطل سلاح الجوية المصرية، إنه استطاع أن يقوم فى حرب أكتوبر بمهمته على أكمل وجه.
ويؤكد اللواء المنصورى، أن دعوته وقت الحرب كانت أن يمد الله فى عمره ويتركه لآخر المعركة، فهو يريد من النصر الفوز على العدو الإسرائيلى ويأخذ ثأر أصدقائه، متذكرا أنه فى أول يوم فى الحرب دخل ضمن المجموعة الأولى الساعة الثانية وخمس دقائق، وظل فى المعارك حتى آخر يوم وقف القتال فيه يوم 24 أكتوبر، وظل يواجه العدو مع زملائه بكل الإمكانيات المتاحة، مضيفا أن الطلعات التى كانوا يخرجون فيها طلعات انتحارية، مستعينين بفضل الله، مؤكدا: «لم نحارب بمفردنا، بل كان لدينا ملائكة مهداة من الله تقف معنا فى الحرب».
ويضيف اللواء أحمد المنصورى، أنه أسقط طائرة قائد سرب إسرائيلى وهو على حافة نفاد الوقود لديه، حيث وصفه قادة الجيش الإسرائيلى بذلك اللقب، وذلك لما قام به من أمور لا تناسب الأفعال التقليدية فى الطيران وخاصة فى وقت الحرب، وخاض المنصورى معركة جوية تزيد على 13 دقيقة، وذلك بمشاركة زميله لطفى، وواجه طائرات الفانتوم الإسرائيلية، واشتبك معها وفى خلال 30 ثانية أوقع طائرة قائد السرب، وقاتل الطيارون بشراسة فى مواجهة طائرات الفانتوم.
ويكشف اللواء الطيار المنصورى، أن نفاد الوقود كان عائقا كبيرا ولذلك قرر الهبوط بالطائرة، واستشهد الطيار لطفى بعد أن استهدف وحدة إسرائيلية، بينما قرر المنصورى الهبوط بالطائرة على بعد 60 مترا على شاطئ البحر على طريق لا يتجاوز عرضه 8 أمتار وطول نحو 100 متر، وهى وفقا لعلوم الطيران مهمة مستحيلة، حتى أن طائرة إسرائيلية حاولت الهجوم عليه، إلا أنه استطاع مواجهتها، ويشرح «المنصورى» ما حدث أن التعليمات للطيارين المصريين عموما إذا ما نفد الوقود وتوقف المحرك اقفز فورا واترك الطائرة، لأنها ستقتلك حيث تعمل كلها بالهيدروليك، لكنه تذكر قسمه أمام الرئيس جمال عبدالناصر بألا يترك سلاحه قط حتى يذوق الموت، وكان لا يليق به ترك طائرته بعد أن دمرت طائرة فاتنوم بـ50 مليون دولار، فاستعان بالله وقرر الهبوط الاضطرارى فى الشارع، على الطريق الساحلى أمام العين السخنة، ونجح لأنها لم تكن المرة الأولى، فقد فعلها فى مناورة جوية عام 1968، وكررها المرة الثانية فى معركة الـ13 دقيقة بنجاح فى أطول معركة جوية بنجاح، حتى أنه فور نزوله سجد لله شاكرا له على نجاته من كل هذه الصواريخ.
ويشرح اللواء المنصورى، فكرة مناورة الموت التى مر بها، حيث كانت هناك 8 طائرات مصرية تواجه ما يقرب من 30 طائرة إسرائيلية، واستطاع الطيارون المصريون تدمير 6 طائرات منها، فقد كان لدى المنصورى إصرار غريب على أن يرفض الموت، رغم أن طيران العدو يخطط أن يستهدفه من الخلف، حينها نظر فوجد الطائرة خلفه بالفعل وتستعد لاستهداف المنصورى بصاروخ، فقام الطيار المنصورى بوضع مقدمة طائرته باتجاه الأرض ليهبط فى مناورة للعدو، وهو يدرك أن الطيار الإسرائيلى إذا ما هبط وراءه فلن ينجو من المناورة وإذا لم يهبط فسيعود المنصورى للصعود ويستهدفه بطريقة تبادل الأدوار وضربه من الخلف، وكان يلزمه ليعاود الصعود من جديد الصعود 6000 قدم، فنظر لمؤشر الارتفاع وجده 3000 قدم فقط، ما يعنى أن مهمته مستحيلة وسيموت فيها، فدعا الله وقتها بأن ينجيه وينقذه لإتمام المهمة وبالفعل نجح فى الصعود وصعد بالطائرة حتى أنه وجد نفسه أمام الطيار الإسرائيلى نفسه الذى كان ينوى تفجيره، وصوب اتجاهه بصاروخين فانفجرت طائرته واعتقد الإسرائيليون أن الطائرة المصرية هى التى انفجرت لكن قدر الله أن طائرتهم هى التى سقطت.
ووجه اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، رسالة لشباب مصر، قائلا: «حبوا مصر أكثر وأكثر، فالبلد تحتاج مجهود الشباب وعزمهم، لأن الشباب هم من سيساعدون مصر فى النهوض، خاصة أن مصر حاليا تمتلك درعا وسيفا مجهزا وفق أحدث النظم العالمية، ولديها رئيس قوى قادر على قيادتها».
اللواء محيى نوح.. بطل المجموعة 39 قتال عقب استشهاد البطل إبراهيم الرفاعى
بطل الصاعقة المصرية فى حرب أكتوبر، والمجموعة 39 قتال، حيث شارك فى حرب اليمن وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحتى استلام الأرض 1989، وكان مشاركا فى كل الحروب المصرية ضمن قوات الصاعقة المصرية.
قال اللواء محيى نوح، عن مشاركته فى الحرب، إنه تخرج فى الكلية الحربية والتحق بسلاح الصاعقة المصرية، وشارك فى حرب اليمن، كما اشترك فى معركة جلبانة ومعركة رأس العش، ثم التحق بالمخابرات الحربية، وانضم لمجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى، حيث شارك مع المجموعة فى أكثر من 92 عملية منها عمليات إغارة وكمائن وعمليات خلف خطوط العدو، وعمليات داخل إسرائيل نفسها، منها منطقة ديسان ومنطقة سيدوم داخل إسرائيل، وكلها عمليات استنزفت العدو ووصلت الخسائر لأكثر من 430 قتيلا إسرائيليا، وتدمير أكثر من 77 مركبة و4 لوادر وكثير من عمليات الإغارة وكمائن للعدو فى 31 نقطة قوية أقامها العدو على طول الجبهة.
وتحدث اللواء محيى نوح عن لقائه بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأكد أنه بعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، كلف بتدمير الموقع الذى خرجت منه قذيفة واستشهد بسببها، وكان الموقع يضم 40 إسرائيليا تقريبا و4 دشم حصينة ومدافع، وفى 19 إبريل خرجت المجموعة من 64 فردا فى 6 قوارب، وتم تدمير الموقع بالكامل الذى خرجت منه القذيفة، وأصيب حينها، ولما ذهب للمستشفى أخبره المسؤول قائلا «جهز نفسك فى زيارة مهمة»، وتخيل وقتها أنه وزير الحربية، وفوجئ بأنه الرئيس جمال عبدالناصر، الذى تحدث معه كأب ونظرة عينيه كلها قوة وحنان فى نفس الوقت، وطلب تفاصيل العملية، وقلت: الإسرائيلى الذى يزعم أنه لا يقهر قهرناه، أما الجندى المصرى فهو مش واحد حقه، فرد عليا «تطلبوا إيه»، على الفور أخبرته أننا نريد زيادة التسليح والإمكانيات والتطوير والاستمرار فى العمليات العسكرية.
وأضاف اللواء محيى نوح، أن العمليات فى الاستنزاف كسرت الحاجز النفسى للجنود فى المواجهات المباشرة مع العدو الإسرائيلى، واستطاع الجندى المصرى أن يواجه الآلة الإسرائيلية بكل بسالة وقوة، ودمرها بأبسط الإمكانيات، مؤكدا أن حرب الاستنزاف هى الحرب التى مهدت الانتصار للفوز بحرب أكتوبر، قائلا: «لولا حرب الاستنزاف ما نجحت حرب 1973، حيث منحت الثقة لكل المقاتلين وقت حرب العاشر من رمضان، وتعتبر تدريبا فى مواجهة العدو والفوز عليه».
وأوضح أن مهمته فى حرب 1973 كانت تدمير مواقع البترول فى الجنوب، وهى مهمة مستحيلة، حيث تم استهداف منطقة بلاعيم، بعدها تم إبلاغ المجموعة بأنه سيتم استهداف مواقع البترول فى عدة مناطق أخرى، وبالفعل خرجت المجموعة فى قوارب وتم استهداف كل نقاط البترول فى الجنوب، ووصلت عمليات الإغارة لمسافات كبيرة للغاية تتعدى أربعين وخمسين كيلومترا، مشيرا إلى أنه يوم 18 أكتوبر جاءت الأوامر بالذهاب للإسماعيلية لتدمير الكوبرى الذى أقامه الإسرائيليون فى الدفرسوار، لكن الفريق الشاذلى أخبره بأن المهمة هى محاربة القوات التى عبرت، وجمع معلومات عن القوات الإسرائيلية التى عبرت فى نقطة الدفرسوار.
وأضاف بطل الصاعقة المصرية فى حرب أكتوبر، أن المجموعة واجهت العدو الإسرائيلى، ويوم 19 أكتوبر استشهد البطل إبراهيم الرفاعى، ولم تحضر المجموعة جنازته، حيث جاءت الأوامر بتولى البطل المصرى محيى نوح قيادة المجموعة، والذى أخذ مهمة احتلال جبل مريم لتخفيف الضغط على قوات المظلات، وبالفعل لم يستطع العدو دخول الإسماعيلية ووقعت منه خسائر كبيرة، وبدأ العدو للاتجاه لمدينة السويس حتى وصل يوم 24 أكتوبر فوجد بطولة المقاومة الشعبية التى واجهت العدو فى معركة باسلة للغاية سجلتها كتب التاريخ.
وفى نهاية حديثه وجه اللواء محيى نوح رسالة للشباب المصرى قائلا: «شباب مصر الواعى والقادر على الفهم، عليه أن يعرف قيمة الوعى وقيمة الوطن، فالشباب عليهم دور كبير فى مساندة مصر ومساندة الدولة المصرية، وعليهم أن يعلموا أن شباب مصر فى حرب أكتوبر هم الذين عبروا القناة وحرروا الأرض، ولذلك الشباب اليوم عليهم نفس الدور وحماية البلد والحفاظ عليها».
اللواء محمد زكى الألفى: واجهت بشكل مباشر قوات شارون فى معركة المزرعة الصينية
يقول اللواء دكتور محمد زكى الألفى، بطل سلاح المشاة المصرى فى حرب أكتوبر، إنه شارك فى مواجهة القوات الإسرائيلية فى معركة الدفرسوار، أو ما يعرف بالمزرعة الصينية.
ويؤكد اللواء محمد زكى الألفى، أنه انضم للكتيبة التى كانت فى نقطة الدفرسوار، وموقعها كانت لها أهمية استراتيجية كبيرة فى مواجهة العدو الإسرائيلى وكذلك قربها من القاهرة، وتلك الأهمية جعلت أعين العدو الإسرائيلى عليها وقت الحرب، وحاول السيطرة عليها حتى يقوم بقلب النتائج فى الحرب، ما جعل المعركة كبيرة للغاية فى مسار الحرب.
ويضيف اللواء محمد زكى الألفى، أنه كان من بين الموجة الأولى التى عبرت القناة، فى ظل موانع قوية وتحصينات أقامها العدو الإسرائيلى، واستطاعت الكتيبة مواجهة مدرعات العدو، متذكرا موقف الرقيب صلاح الدين الذى فتح الرصاص على المدرعة بشكل متواصل ما اضطرها إلى النزول فى الترعة مما مكن من اقتحامها وأسر من فيها وتسليمهم للقيادة.
ويشير اللواء الألفى، إلى أن كتيبته هى التى واجهت بشكل مباشر قوات شارون واستطاعت أن تقوم بصد العدو فى الدفرسوار عند قرية الجلاء، وأدارت معركة قوية وتدمير العشرات من الدبابات، متذكرا الرائد نوارين الباسل الذى استطاع تدمير أكثر من 20 دبابة، والرائد محمد الشافعى عطية الذى قاتل فى نفس المعركة يومى 15 و16 أكتوبر، ودمر 16 دبابة وأسر 10 جنود، والرائد أحمد إبراهيم كحيل الذى دمر 4 دبابات.
ويتذكر اللواء الألفى، كيف عبر الجندى المصرى الساتر الترابى بشكل أشبه بالمستحيل نظرا للميل الشديد لخط بارليف، وهى الموجات الأولى التى عبرت قبل أن يتم شق الفتحات بالفكرة المصرية العبقرية التى فكر فيها البطل الراحل باقى زكى يوسف، مستعرضا صور الخنادق والسواترالتى أقامها العدو الإسرائيلى، وكيف كانت التحصينات قوية للغاية، وكان العدو الإسرائيلى يحاول تحصين جنوده بكل الأشكال، لكن الجندى المصرى استطاع أن ينال من تلك الغطرسة بإمكانيات بسيطة وفرتها القيادة العامة للقوات المسلحة فى ظل عوائق كثيرة كانت تحاول تأخير قرار الحرب المصرى.
ويشرح اللواء الألفى، أن الكتيبة أسرت ما يقرب من 40 أسيرا، من بينها سريته أسرت بمفردها ما يقرب من 10 أسرى إسرائيليين، وتم تسليمهم، مقدما التحية للصف ضباط والجنود فى الجيش المصرى، متذكرا أسماءهم وهم الغرباوى والرقيب محروس والجندى مرعى الذى دمر دبابة ومركبة كان بها نقيب مظلات إسرائيلى.
واستعرض اللواء الألفى، بعض صور كتيبته، مشيرا إلى أن جميع قادة الكتيبة أصيبوا بالكامل ومن لم يصب استشهد ومنهم قائد الفرقة الفريق عبد رب النبى حافظ، والذى صار بعد ذلك رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، وقادة اللواءات العميد الشهيد شفيق مترى سيدراك، وعادل يسرى الذى أصيب وبترت ساقه، أيضا كان من بين أبطال المزرعة الصينية المشير حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16، والمقدم أحمد إسماعيل عطية، متذكرا أنه فى يوم 7 أكتوبر قامت القوات الإسرائيلية بإرسال 3 دبابات تحركت جميعها فى خط مستقيم لاستكشاف موقع الكتيبة، وتم إطلاق قذيفة على الدبابة الإسرائيلية الثالثة فى مؤخرة المجموعة حتى يقطع عليها العودة فأصابها إصابة مباشرة ثم وجه نيران مدفعيته على الدبابة الأولى وأصابها أيضا، وكانتا أول دبابتين إسرائيليتين أصيبتا صباح يوم 7 أكتوبر، وكان لهذا أثر معنوى قوى جدا، بالإضافة إلى إسقاط الطائرات التى كانت تهاجم الدفاعات الخاصة بالقوات المصرية بواسطة كتائب قادها النقيب ممدوح فتحى، بالإضافة إلى حائط الصواريخ، وهذه كانت نماذج بسيطة لمعارك كان لها تأثير قوى جدا على نفوسنا ونفوس المقاتلين على الجبهة.
اللواء محمد عبدالقادر كان أول العابرين يوم 6 أكتوبر وصعد الساتر الترابى قبل فتح الثغرات
يقول اللواء محمد محمد عبدالقادر، بطل سلاح المدفعية المصرية فى حرب أكتوبر، إنه كان من أوائل عابرى قناة السويس فى حرب أكتوبر الساعة الثانية و20 دقيقة تقريبا، وكان نقيبا فى سلاح المدفعية.
ويبدأ اللواء محمد عبدالقادر، حديثه عن حرب الاستنزاف باعتبارها الوقود والدافع والتى مهدت الأرض لحرب أكتوبر، وفيها تم تدريب الضباط والمقاتلين والأفراد بكل المهام، وهى المهام التى تم تنفيذها فى حرب أكتوبر، مشيرا إلى أن البطولات فى حرب الاستنزاف هى التى جعلت الانتصار فى أكتوبر له طعم الفوز والتكليل بالمهمة التى بذلت فى السنوات قبلها.
ويوضح اللواء عبدالقادر، بطل المدفعية المصرية، أنه من الدفعة التى تخرج فيها عام 1969، متذكرا أنه وقت عمله فى مراقبة النقاط الحصينة للعدو الإسرائيلى وضع تصورا بكل النقاط الحصينة وأبعادها فى قطاع الفرقة الثانية مشاة ميكانيكى، قائلا إنه فى وقت من الأوقات وبناء على التقارير التى كان يرسلها لقيادة الجيش، وجد المشير عبدالحليم أبو غزالة، وكان وقتها مدير مدفعية الجيش، يسأله عن الدورية الإسرائيلية التى تم رصدها من مجموعة اللواء عبدالقادر، وهو يدل على مدى الحرص من القيادة العامة على قراءة تقارير الضباط من أقل رتبة لأكبر رتبة.
ويكشف اللواء محمد عبدالقادر، أنه بناء على البانوراما التى كان يرسمها للنقاط الحصينة للعدو الإسرائيلى، كرمه الجيش وقتها بشهادات تكريم، مضيفا أنه يوم العبور كان أول العابرين يوم 6 أكتوبر، وصعدوا الساتر الترابى قبل فتح الثغرات فى خط بارليف.
ويؤكد اللواء عبدالقادر، أنه فور العبور رصد بطارية إسرائيلية تقوم باستهداف القوات المصرية، ووقتها تذكر طريقة كان يتعلمها فى المدفعية لقياس مسافة البطارية، ووقتها استخدم قانون سرعة الصوت والذى يتضمن سرعة الصوت 333 مترا فى الثانية، ورصد اتجاه البطارية الإسرائيلية، ووقت خروج الطلقة أوقف التوقيت، وحدد المسافة ووضعها على الخريطة، وبلغها بالمدفعية التى أصابت الهدف من الضربة الثانية، وجعلت البطارية تنفجر مما رفع الروح المعنوية للقوات وقتها بشكل كبير.
ويضيف اللواء عبدالقادر، أنه يتذكر موقفا فى الأيام الأولى لحرب أكتوبر يوم 12، حينما سمع أصواتا غريبة فى اتجاه قوات العدو، فقام بضرب ذخيرة مضيئة وهى تقوم بإضاءة مساحة كبيرة للغاية، والتى رصد بها وجود ما يقرب من 5 إلى 6 أفراد إسرائيليين، وهم مجموعة إغارة إسرائيلية، فقامت القوات المصرية باستهدافهم.
ويتذكر اللواء محمد محمد عبدالقادر، أن كان فى كتيبته جندى رقيب يدعى البرعى نصر البرعى من محافظة الغربية، استشهد وتم دفنه فى سيناء دون أن تكون هناك علامة لقبره نظرا لظروف الحرب وقتها، وبعد مرور عام تقريبا جاءت أسرته فى طلب جثته حتى يدفنوه فى مقابرهم، وظلت الأسرة تلح فى طلبها وكان وقتها الرد بأنه يستحيل أن نجد جثته فى سيناء بأكملها لأن ظروف الحرب والصحراء كانت متشابهة، إلا أن اللواء عبدالقادر مع إلحاح الأسرة قرر أن يذهب بمجموعة ويبحث عن مكان دفن الجندى الشهيد، وحينما ذهب لشرق القناة طلب من المجموعة الحفر فى نقطة معينة، فلم يجدوه، وبعدها أشار لنقطة أخرى وكانت الصدفة أنهم بالفعل وجدوا جثة الشهيد البرعى وتم تسليمه لأهله.
وألقى اللواء محمد عبدالقادر، فى نهاية الندوة، قصيدة عن مشاركته فى الحرب بعنوان ملحمة النصر، كما وجه كلمة للشباب المصرى قائلا: «وقت الحرب كنا فى مثل أعماركم، وكنت مسؤولا وقتها عن 4 مدافع ثمنها مئات الملايين ومسؤولا عن أرواح عشرات الجنود، وكنت مسؤولا مع زملائى عن شرف أمة ودورنا حمايتها، وقام هو وبنى جيله بحماية مصر، ولذلك فشباب مصر عليهم أن يقوموا بالدور نفسه وحماية مصر، وألا يستمعوا للشائعات، وينتبهوا لما يحاك ضد الوطن، وعليهم أن يبذلوا كل ما هو مطلوب منهم والباقى على الله».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة