على الرغم من مرور 48 عام على حرب السادس من أكتوبر 1973 ، وتحقيق النصر المجيد إلا أن الكثير من البطولات والأسرار لا تزال غائبة حتى الآن .
"اليوم السابع "حاول الاقتراب من هذا المشهد التاريخى العظيم للتعرف على أحد أبطال حرب أكتوبر وهو اللواء أركان حرب يحيى عبد الحميد اللقانى ابن محافظة البحيرة وأحد أبطال سلاح المشاة الذين شاركوا فى الموجه الأولى للعبور .
صوره-اللواء-يحيي-بالبدلة-العسكرية
ويروى اللواء اللقانى الذى تخرج من الكلية الحربية فى يناير 1973 وانضم فور تخرجه كملازم سلاح المشاة ليكون من طلائع الأبطال الذين سجلوا بحروف من نور قصة الانتصار العظيم الذى غير وجه التاريخ.
وقال "حرب أكتوبر ليست معركة عسكرية فقط من أجل تحرير الارض المحتلة بل هى قصة كفاح واضحة المعالم من أجل وجود الشعب المصرى وتحديد مصيره"، مضيفا أنه يجب استلهام روح حرب أكتوبر فى كافة مناحى الحياة وزرعها فى كل نفوس الأجيال الجديدة التى لا تعرف شيئا عن بطولات أجدادهم اللذين واجهوا الصعاب وحققوا النصر وقهروا المستحيل.
وعن ذكرياته فى يوم العبور العظيم أعتبر اللواء يحى اللقانى أن عبور خط باريف للدخول الضفة الشرقية لقناة السويس ملحمة تاريخية وإعجاز بشرى بكل المقاييس، مضيفا: فى حرب أكتوبر كنت ملازم مشاة فى الجيش الثالث بالسويس ولم أعلم شيئا عن لحظة العبور، ولكن رغم ذلك كانت جميع القوات مستعده ومتأهبة على كافة الجبهات وكانت المشروعات التدريبية لعبور قناة السويس على أشدها واخرها مشروع الحرب فى "الخطاطبة" للتدريب على عبور الموانع المائية.
اللواء-يحيي-القليني
وتابع قائلا: يوم الجمعة 5 أكتوبر فوجئت باستدعاء عدد من الجنود وضمهم للقوات الخاصة بعد تسريحهم ما يدل على وجود تحرك على أرض الواقع، ورغم هذه المؤشرات لم يكن هناك تأكيدا جازما عن ساعة الصفر ووقت العبور، ولكن الامور بدأت تتضح شيئا فشيئا خاصة مع إصدار أمر قيادى بأن تحتل الضباط نقاط الملاحظة وتوزع وجبات غذائية لأول مرة على الجنود فى نهار شهر رمضان مما يدل بشكل واضح على أن الحرب قد بدأت.
جانب-من-شرح-أكتوبر
وأوضح اللواء يحيى اللقانى أنه بعد أن قامت القوات الجوية بضرباتها المفاجئة وقامت قوات المدفعية بفتح نيرانها على الضفة الشرقية للقناة، تلقينا الأوامر العسكرية بتجهيز القوارب المطاطية لعبور قناة السويس، وتم احتلال الساتر الترابى وخط بارليف فى مشهد تاريخى لا ينسى.
وعن إحساسه لحظة العبور قال اللواء يحيى اللقانى أنه قبل العبور كان خائفا بشكل إنسانى مع سنة الصغير الذى لا يتعدى 21 عاما، خاصة مع الالة الإعلامية الإسرائيلية التى صورت للعالم استحالة عبور قناة السويس وتحويلها إلى كتلة من لهب، ولكن بعد نزول القوارب والعبور للضفة الشرقية تبدد الخوف تماما وأصبح ما يسيطر على العقل "نكون أو لا نكون" لتبدأ معارك الكرامة من أجل تحرير الوطن من الاحتلال الغاصب.
بطل-حرب-أكتوبر
وعن إصابته فى حرب أكتوبر أكد اللواء يحيى اللقانى أنه أصيب إصابات بالغة يوم 17 أكتوبر فى يده وقدمه وتم إخلائه من ساحة المعركة لإسعافه وعلاجه بالخارج.
" الحمد لله اتكتبلى عمر جديد بعد إصابتى الشديدة فى يدى وساقى داخل ساحة المعركة وتم استكمال علاجى بمستشفيات بوخارست برومانيا حتى تماثلت للشفاء.
وعن ذكرياته خلال مشاركته فى لقاء الرئيس أنور السادات أثناء زيارته الجبهة قال اللواء يحيى اللقانى إن زيارة الرئيس السادات لجبهة الحرب فى يوم 5 يونيو 1973 لاتزال عالقة بذاكرته، إذ كان لها أثر كبير فى رفع الروح المعنوية للضباط والجنود ، مضيفا أن الرئيس السادات طالب كل أفراد الجيش بالصمود وعبور قناة السويس، وقال لنا" لن نضحى بجنودنا " فى إشارة إلى الاحترافية فى القتال من أجل تحقيق الانتصار.
درع-للواء-ييحيي
وطالب اللواء يحيى اللقانى الدولة بكافة مؤسساتها بزرع قيم حرب أكتوبر بشكل حقيقى فى نفوس الاطفال والشباب باعتبارهم مستقبل البلاد بعيدا عن الأجواء الاحتفالية، مضيفا: لازم نخلى روح أكتوبر قدام عنينا فى كل مكان فى مصر فى المدارس والجامعات والمصانع والمزارع لأنها الروح الحقيقية للبناء والتقدم وتحدى كافة الظروف من أجل رسم مستقبل هذا الوطن .
دروع-اللواء-يحيي-القليني
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة