مليار جنيه تعيد الحياة لصناعة الغزل والنسيج.
محالج تم تطويرها للعمل بأحدث تكنولوجيا الحديثة.
مليون يورو للقابضة للغزل والنسيج للمساهمة فى عمليات التطوير.
أفدنة مساحة محلج على طريق الفيوم بنى سويف.
تعد صناعة الغزل والنسيج فى مصر من الصناعات الرائدة على مر التاريخ، حيث إنها صناعة مغذية لعدد من الصناعات الأخرى ومنها بالطبع صناعة الملابس الجاهزة بكل قطاعاتها، وتعرضت هذه الصناعة لإهمال كبير فى العقود الماضية، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤية واضحة لتطوير هذه الصناعة، وتوفير تمويلات ضخمة من أجل إنقاذ مصانع النسيج التى تعرضت للتهالك منذ ستينيات القرن الماضى، واتخاذ خطوات جادة فى تطوير هذه الصناعة، بما يجعل من مستقبلها ومستقبل صادراتها وسائل وأدوات لنهضة ونمو اقتصاد البلاد والتأثير بصورة إيجابية على الميزان التجارى لمصر، وعلى مر التاريخ اشتهرت مصر بصناعة الغزل والنسيج والأقمشة والملابس بكل مراحل هذه الصناعات، وتعد صناعة المنسوجات والملابس ثانى أكبر القطاعات الصناعية فى البلاد باستثمارات تقدر بنحو 50 مليار جنيه، لكنها تضررت بشدة من الإهمال الواضح، ما قلص هذه الاستثمارات واتجهت بعض المصانع للإغلاق بما لا يتوافق مع قدرات مصر فى هذه الصناعة، حيث نجحت مصر تاريخيا بدءا من تطوير زراعة القطن ثم مراحل الغزل والتصنيع للأقمشة والملابس، إذ كانت القاهرة محورا وذات تأثير قوى فى هذه الصناعة على مستوى القارة الأفريقية، لذلك كان يجب أن تتدخل الدولة بيد الإصلاح، لإنقاذ هذه الصناعة وتطويرها وتأهيلها مجددا.
تعزيز أداء محالج القطن
كان القطن يتعرض قبل مرحلة الحليج للتناثر فى الأرضيات وعمليات تداول ونقل القطن تتم يدويا ما يعرضه للتلوث، وبالتالى موقف القطن المصرى تأثر سلبا من حيث الجودة والسعر نتيجة الاعتماد على هذه الطرق التقليدية والماكينات القديمة، فضلا عن عدم ملائمة بيئة العمل للعاملين. وتمكنت الحكومة من تطوير 7 محالج للعمل بأحدث تكنولوجيا فى هذا المجال، حيث تتم عمليات الحليج آليا خلال ماكينات دون تدخل يدوى، لتوفير القطن الخام اللازم للصناعة بجودة عالية وخالى من الشوائب والملوثات، فضلا عن توافر جهاز إلكترونى حديث «H.V.I» لقياس خواص شعيرات القطن واجراء اختبارات الرطوبة داخل المحلج، كما يتم وضع «باركود» على كل بالة يتم إنتاجها فى المحلج عليها كل بيانات القطن».
وتم الانتهاء من إنشاء وتشغيل أول المحالج المطورة والذى يقع على مساحة 10 أفدنة على طريق «الفيوم - بنى سويف» بعيدا عن الكتلة السكنية، ويعمل بتكنولوجيا حديثة لأول مرة فى مصر وبطاقة إنتاجية 5 أطنان / ساعة، وجار حاليا الانتهاء من تطوير 3 محالج بالزقازيق وكفر الدوار وكفر الزيات، ومن المقرر تطوير 3 محالج أخرى نهاية 2021، ليصبح إجمالى المحالج المطورة 7 محالج تكفى لحلج كل الأقطان المصرية.
تطوير 65 مبنى
استهدفت الدولة دمج 9 شركات حليج وتجارة أقطان فى شركة واحدة، ودمج 22 شركة غزل ونسيج وصباغة وتجهيز فى 8 شركات كبرى، وتحديد 3 مراكز رئيسية متكاملة تضم جميع مراحل الصناعة، و3 مراكز للتصدير، وتخصص الشركات الباقية فى مرحلة تصنيع معينة «غزل، نسيج، صباغة وتجهيز» أو منتجات تستهدف فئة معينة مثل منتجات الجينز، والمنسوجات شعبية، كما جرى تخصيص 3 مراكز لتدريب وتأهيل العاملين فى مناطق المحلة الكبرى، كفر الدوار، حلوان. وقد سبق تطوير صناعة الغزل والنسيج فى البلاد رؤية واضحة من الدولة لتقييم حالة البنية التحتية للمصانع بعدد 65 مبنى ما بين ترميم وإعادة بناء، وإعداد الرسومات الهندسية التى تشمل كل من المصانع وتوزيع الآلات والبنية التحتية والتهوية والبنية التكنولوجية، وتم توقيع عقود الآلات الجديدة التى يتم توريدها من كبرى الشركات العالمية فى سويسرا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان، وتم تدبير تمويل معبرى متوسط الأجل من بنك الاستثمار القومى بمبلغ 1.5 مليار جنيه لسداد الدفعات المقدمة لعقود توريد الماكينات، وتم بالفعل سداد الدفعات المقدمة.
خطة شاملة للتطوير
تُنفذ الدولة خطة شاملة لتطوير مصانع الغزل والنسيج، وخصصت فى هذا الشأن مبالغ تتجاوز 21 مليار جنيه تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى للنهوض بقطاع الغزل والنسيج واستعادة مكانة مصر فى هذه الصناعة العملاقة، حيث إنها من أهم المجالات الصناعية فى الدولة المصرية لما لها من روافد خلفية مرتبطة بزراعة وتجارة وحليج الأقطان، وروافد أمامية فى الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز والملابس الجاهزة، بحسب الخطة المعلنة من وزارة قطاع الأعمال لتطوير مصانع الغزل والنسيج والشركات التابعة، وتسعى الحكومة عبر خطة دعم وتطوير صناعة النسيج إلى مضاعفة الطاقات الإنتاجية للمحالج والمصانع، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمحالج نحو 4 ملايين قنطار قطن سنويا صعودا من 1.5 مليون قنطار سنويا الطاقة الإنتاجية الحالية، وفى مصانع الغزل تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة 188 ألف طن سنويا صعودا من 37 ألف طن سنويا يتم إنتاجها حاليا، وفى مصانع النسيج من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويا صعودا من 50 مليون متر سنويا الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة فى الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات تبلغ 50 مليون قطعة سنويا فى مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليا، وفق وزارة قطاع الأعمال.
إن تطوير الصناعة الخاصة بالغزل والنسيج كان فى حاجة إلى منظومة جديدة لاستلام وتجارة الأقطان، تضمن سعرا ملائما للمزارع قائم على نظام المزايدة، والحفاظ على الأقطان من التلوث، وتم تشكيل لجنة تنفيذية من ممثلى وزارات الزراعة واستصلاح الأراضى والتجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام لوضع الخطة وآليات التنفيذ للمنظومة الجديدة لتجارة الأقطان، وشملت التجربة فى عامها الأول محافظتى الفيوم وبنى وسويف، وفى عام 2020، وافقت المجموعة الوزارية الاقتصادية على تنفيذ المنظومة فى أربع محافظات «الفيوم - بنى سويف - البحيرة - الشرقية»، وجرى تنفيذ المنظومة بنجاح وبمشاركة نحو 12 من كبرى شركات التجارة من القطاع الخاص، وتعتمد المنظومة على تحديد مراكز لاستلام الأقطان من المزارعين فى المحافظات المشار إليها موزعة على المراكز الإدارية ووفقا للمساحات المنزرعة بالقطن، وتسليم المزارعين أكياس مصنوعة من الجوت ودوبارة قطنية لحياكتها حفاظا على القطن من التلوث، وإجراء مزايدات علنية على الأقطان الواردة للمراكز حيث يحصل المزارع على 70% من قيمة المحصول من الشركة الراسى عليها المزاد فى اليوم التالى للمزاد، وباقى المبلغ 30% خلال أسبوع بعد تحديد فروق الرتب ومعدل التصافى، ويتم السداد للمزارعين من خلال الجهاز المصرفى، ولم يكن لهذه الخطة أن تنجح إلا بتسهيلات من قبل كل الوزارات وتعاون جميع الجهات لإنقاذ وتطوير صناعة الغزل، وصدرت موافقة البرلمان على إصدار القانون الخاص بالسماح لوزير المالية بضمان الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج لدى مؤسسات التمويل فى قرض بمبلغ 540 مليون يورو، بعد عرض خطة التطوير فى الجلسة العامة بتاريخ 9 فبراير 2020، من جهة أخرى، وجار المتابعة مع البنك المركزى وجهات أخرى لاستكمال متطلبات اصدار الضمانة.
إنشاء أكبر مصنع غزل فى العالم بالمحلة الكبرى
لم تقف جهود الدولة على إحياء الشركات والمصانع القائمة، لكنها دشنت أكبر مصنع للغزل فى العالم بالمحلة الكبرى، وهو مصنع «غزل 1»، والذى يقام على مساحة 62.5 ألف متر ليضم 182 ألف مردن، بطاقة إنتاجية نحو 30 طنا / يوم، من الغزول الرفيعة والسميكة، وأكد الدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، أن خطة تطوير كل مصانع الغزل والنسيح والصباغة تنتهى بحلول عام 2022، ومن المنتظر أن تبدأ ماكينات الغزل والنسيج الجديدة فى العمل خلال الربع الأخير من عام 2022، كما يتم تطوير مصنعين آخرين للغزل بالشركة، الأول مصنع به 71 ألف مردن غزل، والثانى وهو مصنع غزل 6 سوف يستقبل 52 ألف مردن غزل جديد، وبذلك يصل العدد الاجمالى لمرادن الغزل الجديدة التى سوف تدور وتعمل فى المحلة إلى 315 ألف مردن غزل منها 182 ألفا فى مصنع غزل 1 الأكبر فى العالم، كما ترتفع الطاقة الإنتاجية لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة إلى 130 طن غزل / يوم، بعد دوران كل هذا العدد من الوحدات الإنتاجية، وهو حجم إنتاج كبير يوفر على السوق المصرى استيراد غزول بنسبة 20% مما يتم استيراده الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة