يستعد العالم أجمع لمشاهدة الاحتفالات التى كان يقوم بها القدماء المصريون منذ أكثر من 5 آلاف خلال "عيد الأوبت" فى قلب طريق الكباش الفرعونى المنتظر افتتاحه خلال الأيام المقبلة رسمياً، وذلك على الهواء مباشرة بأيادى أحفاد الفراعنة، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حيث كان "عيد الأوبت" أشبه بكرنفال مميز يتم بصورة سنوية على أرض الأقصر يتم خلاله تنصيب الملوك أو الاحتفال بالمناسبات والذكريات السعيدة.
ويقول الدكتور مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك، أنه تعتزم وزارة السياحة والآثار، إعادة الاحتفال بأحد الأعياد المصرية القديمة وهو "عيد الأوبت" حيث تجهز الوزارة حالياً لافتتاح مشروع ترميم طريق الكباش، الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وسيتضمن الاحتفال فعالية كبرى لإعادة إحياء "عيد الأوبت"، أحد أقدم أعياد المصريين القدماء، وكان يُقام سنويا فى هذا الطريق، موضحاً أنه المعلومات الموجودة على جدران المعابد توضح أن الاحتفال كان يقام سنويا أثناء موسم الحصاد بداية من عصر الدولة الحديثة خلال شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وكذلك يعد عيد "الأبت" من أهم أعياد التقويم فى مصر القديمة، ويرمز إلى "تجديد شباب ملوك الفراعنة من وحى الطبيعة"، ووفق الموقع الرسمى لوزارة الآثار المصرية، فإن المصريين القدماء لاحظوا أثر الطبيعة المتجددة التى أحاطت بهم، مثل الشمس، وفيضان النيل سنوياً.
المراكب فى قلب طريق الكباش
ويضيف الدكتور مصطفى الصغير لـ"اليوم السابع"، أن "عيد الأوبت" هو احتفال مصرى قديم كان يقام سنوياً فى طيبة (الأقصر) فى عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل (آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو) مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة فى موكب احتفالى كبير، من معبد آمون فى الكرنك، إلى معبد الأقصر، فى رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين ونصف، وما يتم إبرازه فى هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسى فى احتفال الأبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.
المراكب الفرعونية تستقر فى قلب طريق الكباش قبل الحفل
وأكد مدير معابد الكرنك، أن الأوبت باللغة الهيروغليفية هي ترجمة لـ"حب نفر أن أوبت" وتعني الأوبت الجميل، والذي كان يمثل اللقاء السنوي بين المعبود آمون رع إله الشمس وزوجته موت، خلال فترة الزواج المقدس، ويتم نقل تمثال آمون رع من قدس الأقداس في معبد الكرنك ووضعه في الزورق المقدس الذي تكون في مقدمته ومؤخرته رأس كبش، تُحمل الزوارق المقدسة الخاصة بآمون وزوجته وابنه خونسو على أكتاف الكهنة المرتدين الملابس الجلد حالقي رؤوسهم، وتبدأ الرحلة بالزوارق المقدسة وسط مجموعة من العازفين والموسيقيين ونافخي الأبواق ومجموعة من الجنود على العربات الحربية متجهين إلى معبد الأقصر على ترانيم تمجد آمون رع، ويتم ذبح القرابين على المشاركين، موضحاً أن أنشودة آمون التي كانت يتم غناؤها خلال الإحتفالات كما يلي:- (عندما تكون بالزورق مهيب المقدمة، إنك تبدو جميلا يا آمون رع والكل يمجدك، لأن البلاد كلها في عيد ابنك البكر أول من أنجبت. يجدف ويبحر بك قدما إلى حيث يوجد أوبت. فياليتك تمنحك الخلود في موقعك ملكا للأرضين وأن يكون هو ويبقى للأبد في سلام، ويا ليتك تنعم علي بحياة استقرار وسيادة، تقره حاكم مصر، ويا ليتك تكافئه بملايين لا تحصى من الأعياد فهو ابنك الحبيب الذي أجلسته على العرش).
جانب من احتفالات الفراعنة على جدران المعابد
ويقول أحمد بدر مدير بمعابد الأقصر، أنه فى نهاية الاحتفالات فى معبد الأقصر بـ"عيد الأوبت"، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك. وفى الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك/الأقصر عن طريق القوارب فى النهر وليس عبر طريق الكباش البري. ويُعقد احتفال أبت فى الشهر الثانى من فصل أخت، وهو موسم فيضان نهر النيل، موضحاً أنه كان يبحر قارب ملكى كذلك مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس فى ما يعرف بـ"غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك وبالتالى تؤكيد أحقيته بالمُلك.
احدي مشاهد الاحتفالات لدي الفراعنة
الآلات الموسيقية خلال احتفالات الفراعنة
المراكب الفرعونية تستقر فى قلب طريق الكباش قبل الحفل
تصميمات عالمية لمراكب حفل طريق الكباش
تصميمات مميزة للمراكب قبل الحفل العالمى
جانب من احتفالات الفراعنة على جدران المعابد
جانب من تصميم المراكب فى قلب طريق الكباش
ضع المراكب المقدسة بالطريق للبروفات اليومية
فرحة السياح مع المراكب المقدسة داخل معبد الأقصر
مشاهد على جدران المعابد لاحتفالات القدماء المصريين
مشاهد للفرق الموسيقية من الفتيات فى الإحتفالات لدى الفراعنة
نقوش توضع إحتفالات عيد الأوبت على جدران المعابد