عبد الرحمن الخميسى.. لماذا حصره الناس فى اكتشاف سعاد حسنى؟

السبت، 13 نوفمبر 2021 04:00 م
عبد الرحمن الخميسى.. لماذا حصره الناس فى اكتشاف سعاد حسنى؟ عبد الرحمن الخميسى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنتم في مصر لا تعرفون قيمة هذا الإنسان، إنه يشبه مكسيم جوركى عندنا، وهو يمتلك القدرة على أن يعبر بوضوح شديد، وبكلمات بسيطة، عن أي فكرة مهما كانت، ولذلك فهو يقوم بتوصيل أى فكرة مهما كان تعقيدها إلى قطاعات كبيرة من الناس" هكذا عبر أحد الصحفيين السوفييت، عن إعجابه بالأديب الكبير عبد الرحمن الخميسى.
 
وتمر اليوم الذكرى الـ101 على ميلاد الشاعر والأديب الكبير عبد الرحمن الخميسى، إذ ولد فى 13 نوفمبر عام 1920، وهو شاعر مصرى رومانسى تقلب بين مختلف ألوان الفن فى الشعر والقصة والمسرح والتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعى والإخراج السينمائى وتعريب الأوبريت بل وتأليف الموسيقى والأغانى كتابة ولحنا، ومذيعا عرف بأنه "صاحب الصوت الذهبى".
 
الأديب الكبير عبد الرحمن الخميسى، منجزه الأدبى والفنى كبير، وأصبح ذكره كل عام يتجدد على أنه مكتشف السندريلا سعاد حسنى فقط، فهل منجز الرجل يتوقف عند هذه الموهبة العظيمة فقط، أما أن منجزه الفنى والأدبى كبير ويستحق الاحتفاء، والخروج من عباءة النسيان التى ارتداها تاريخ الرجل حيا وميتا.
 
فى البداية كان عبد الرحمن الخميسى بمثابة كشاف للمواهب، فقد قدم العديد من المواهب المتميزة فى الفن والأدب، لكنه اشتهر فقط وتحقق وجوده الوحيد فى كونه مكتشف السندريلا سعاد حسنى، الذى قدمها لأول مرة فى فيلم "حسن ونعيمة" من تأليفه وإخراجه، لتقوم بدور البطولة أمام وجه آخر جديد يقدمه لأول مرة هو المطرب الكبير محرم فؤاد، منحازا لموهبتهم الكبيرة، رغم اعتراض منتج العمل وقتها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
 
الرجل لم يقدم نجوما للفن فقط، فكانت له اكتشافاته فى عالم الأدب، ويكفى أنه أول من قدم الأديب الكبير يوسف إدريس، ككاتب قصة، حيث نشر قصصه فى عموده الصحفى فى جريدة "المصرى"، ولكن هذا يتم تجاهله أو نسيانه.
 
الراجل أيضا عايش فى الوجدان المصرى لعقود طويلة، بكلماته الخالدة، فلا يكاد خلى فرح مصرى خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين ومطلع القرن الحالى، من أغنية "ما تزوقينى يا ماما" الذى قام بتأليفها، بينما قدم لحنها الموسيقار بليغ حمدى، لكن لا أحد يتذكر أنه هذه الكلمات من تأليف هذا المبدع الذى تم اختزال إبداعه كاملا، واختصر تاريخه فى اكتشاف موهبة فذة حقيقية مثل سعاد حسنى.
 
مواهب وأعمال "الخميسى" متعددة وتستحق الذكر والخلود، حيث ترك الراحل سبعة دواوين منها "أشواق إنسان، والقاهرة ودموع ونيران، وديوان الحب، وإنى أرفض، وتاج الملكة تيتى شيرى، ومصر الحب والثورة"، ومن مجموعاته القصصية "من الأعماق، صيحات الشعب، قمصان الدم، لن نموت، رياح النيران، ألف ليلة الجديدة، دماء لا تجف، البهلوان المدهش، أمينة وقصص أخرى"، فضلا عن العديد من المسرحيات التي ترجمها أو ألفها وأخرجها، ومنها "الحبة قبة، القسط الأخير، حياة وحياة، وعقدة نفسية".
 
وفى مجال الأوبريت عرب أوبريتات وكتب أخرى، فقدم الأرملة الطروب، ألحان الموسيقار المجرى فرانز ليهار وعرضت في فيينا كما عرب أوبريت حياة فنان تأليف الموسيقار الإنجليزى إيفون نوفيللو، وتم عرضها بدارالأوبرا في ديسمبر1970 وكلفت وزارة الثقافة المخرج النمساوى تونى نيسنر الذي أخرج الأرملة الطروب بإخراجها وكتب للمسرح الغنائى أوبريت مهر العروسة عن تأميم قناة السويس، وأوبريت الزفة وعيد الحبايب.
 
وفى السينما ‎‎‎‎‎قدم أربعة أفلام شارك في وضع قصصها وسيناريوهاتها ومثل في بعضها وهى: الجزاء وعائلات محترمة والحب والثمن وزهرة البنفسج وقدم سعاد حسنى في فيلم حسن ونعيمة الذي كتب له السيناريو، كما قام بأداء دور الشيخ يوسف في فيلم الأرض ليوسف شاهين غير كتاباته ومؤلفاته النقدية وترجماته للأعمال الأدبية العالمية لأدباء عالميين.
 
الأديب الكبير يوسف إدريس، ربما عبر فى إيجاز عن حياة الشاعر الراحل عبد الرحمن الخميسى، خلال نعيه الذى نشره بعد وفاة الأخير عام 1987، حيث قال عنه: "كان الخميسي قوياً عملاقاً مقاتلاً إلى ألف عام، وكان فمه مفتوحاً على آخره، مستعداً لابتلاع الحياة كلها، بكل ما فيها من طعام وشراب وجمال.. ابتلعته الغربة، وإلى أربعة أركان الكرة الأرضية مضى يتسلمه ركن ليرفضه ركن، وهو قوي مقاتل وطني عنيد، هذا الشاعر.. المخترع .. الموسيقي تحمل عبء انتمائه إلى صفوف معارضة اتفاقية كامبد ديفيد، فتغرب في عواصم عربية وعالمية، إلى أن وافته المنية في الأول من (أبريل) 1987، ودفن في بلده المنصورة".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة