الأب جيم جونز.. قصة رجل دفع 913 إنسانا للانتحار فى 1979.. ما طريقته وأفكاره

الخميس، 18 نوفمبر 2021 06:00 م
الأب جيم جونز.. قصة رجل دفع 913 إنسانا للانتحار فى 1979.. ما طريقته وأفكاره الأب جيم جونز
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر، اليوم، الذكرى الـ43 على وقوع انتحار جماعى فى جونز تاون فى الولايات المتحدة خلف 913 جثة من بينهم أكثر من 200 طفل فى حادثة تعد كأكبر عملية انتحار جماعى فى التاريخ.
 
وقام بتلك العملية جماعة الأب جيم جونز وهى طائفة بروتستانتية متطرفة تأسست فى كاليفورنيا عام 1963 وبلغ عدد أعضائها ثلاثين ألفا، وقد تلقى الأب جونز تزكيات من عدد من رجال الكونجرس ومن عمدة سان فرنسيسكو ومن زوجة الرئيس كارتر وهى تزكيات شجعت حاكم غيانا على أن يمنحه قطعة أرض من 37 ألف فدان يقيم عليها مستعمرته ويحقق عليها حلمه المزعوم بمجتمع تسوده المحبة والتعاون والإخاء وتزول فيه الطبقات.
 
وهى المستعمرة التى انتهت بحادث قتل وانتحار رهيب لأطفال وشباب ورجل ونساء وعلى رأسهم رئيس الطائفة الأب جونز نفسه الذى قاد عملية الانتحار الجماعى وكأنها صلاة أو طقس دينى.
 
يعد "جيم جونز" واحدا من الشخصيات الشهيرة والغريبة فى القرن الـ20، فقد قاد أتباعه إلى انتحار جماعى راح ضحيته 930 شخصا منهم 200 طفل.
 
جيم جونز هو شخص أمريكى كان مهتما بالأمور الدينية، ينتمى لمذهب البروتستانت، أسس كنيسة سماها "كنيسة الشعوب" فى عام 1956 وكان له أتباع نحو 30 ألفا، وكان "جيم جونز" يؤمن بقرب نهاية العالم، وأن النهاية ستكون عن طريق حرب نووية.
 
كان جيم جونز يتمتع بشخصية نافذة وكان أتباعه يرونه مليئا بالحب إلى درجة تفوق ما لدى البشر، بشرت كنيسة الشعب بالأخوة والحياة المشتركة، وتقديم الدعم الاجتماعى والشعور بالانتماء للمحتاجين، وطبقوا فى أيامهم الأولى كثيرا من مثلهم العليا، ونفذوا عددا مثيرا للإعجاب من مشاريع الرعاية الاجتماعية.
 
وبالنسبة إلى أتباعه كان جونز هو المسيح المنتظر الذى أرسله الرب لبناء المدينة الفاضلة، تأسس "مجتمع جونز تاون"، حسبما يذكر كتاب "غسيل الدماغ.. علم التحكم بالتفكير" لـ كاثلين تيلر، فى العام 1977 على يد القس جيم جونز فى أدغال "جوايانا المنعزلة" والتى تقع فى أمريكا الجنوبية.
 
وكثير من الغرباء الذين زاروا "جونز تاون" عقب تأسيسها فى صيف عام 1977 وصلوا إلى قناعة بأنهم قد شاهدوا جنة على الأرض، حتى إن بعض الذين انشقوا وتركوا جونز تاون أشادوا بالمعايير الأخلاقية للسلوك التى عاينوها.
 
وكانت الحياة شاقة حين كان الواعظ المسيحى يكافح لبناء بلدته الزراعية، لكن جونز اختار موقعه جيدا، فنظرا إلى أن هذه البلدة كانت منعزلة ويصعب الوصول إليها، فقد كان من السهل السيطرة عليها، ودفع الشعور بالعداء الخارجى، الجسدى والاجتماعى، المقيمين فيها إلى التماسك.
 
كان هناك آخرون لم ينظروا نظرة إيجابية إلى المشروع الجديد، كانت إحدى السمات الرئيسية لقصة جونز تاون هى كم أصبح النقاش واسعا شعبيا، من ناحية هناك جنة، ومن ناحية أخرى نوع مرعب من الجحيم.
 
وتجمع المنشقون وأقارب أتباع جونز لتشكيل مجموعة سميت الأقارب القلقين، ويناقش شيفا نايبول فى كتابه "الأبيض والأسود" بصورة مقنعة أن التكلف فى سلوك هذه المجموعة وهوسهم فى تشويه سمعة جونز كان لها دور فاعل فى تصاعد الشعور بالاضطهاد داخل جونز تاون.
 
وانتشرت الشائعات حول البلدة انتشار النار فى الهشيم قالوا إن "جونز" بارع فى الخداع والتلاعب وإنه يملك قوى شيطانية للسيطرة على العقل، وأنه عذب أتباعه، بل وإنه امتلك قنبلة ذرية ويخطط للاستيلاء على العالم.
 
فى شهر نوفمبر من عام 1978 وبعد شهور من تنامى وسواس الاضطهاد وتصاعد المعاناة الجسدية وصل جونز تاون إلى طريق مسدود، وصار الحديث فى البلدة عن الموت وعن الفظائع التى ارتكبها المجتمع الأمريكى ضد السود وعن الاستغلال والعنصرية والفاشية.
 
كل ذلك وسط دعاوى قضائية لها وتحذيرات من المنشقين بأن جونز مسلح تسليحا قويا وأنه يخطط لانتحار جماعى، وهو ما حدث بالفعل فى 18 نوفمبر من 1978، عندما وقع الانتحار الجماعى بـ سم السيانيد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة