"وإذ حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".. هكذا شرع الله تعالى فى كتابه الكريم بالعدل بين الناس، فهو اختار لذاته العلية اسم "العدل"، فحرصت الجهات المختصة على الأرض على تحقيقه، مهما طال الزمن أو قصر، وهذا يتلخص جليا فى حكم محكمة جنايات بنها، بالقصاص العادل من المتهم بقتل شخصين منهم الدكتور ضياء، والشروع فى قتل 4 أخرين، فعلى الرغم من مرور 321 يوما من وقوع الحادث، إلا أنه صدر الحكم بالقصاص العادل وهو إعدام المتهم جراء جريمته.
الدكتور ضياء2
وجاء القصاص العادل من قاتل الدكتور ضيء الدين عبد العظيم، ابن قرية السيفا بطوخ بمحافظة القليوبية، تزامنا مع تخرج الدفعة 51 طب الأزهر، والتى كان من المقرر أن يشهدها الطبيب الراحل، ويكون بين رفاقه المكرمين، حيث كان متميزا بين أقرانه بالدفعة، ولعل مشهد التخرج كان مميزا، حيث حرص زملاءه على مشركة صورة الطبيب الراحل بينهم خلال حفل التخرج، وكانت ضمن الصفوف الأولى.
الدكتور ضياء
وترجع وقائع قضية مذبحة السيفا إلى ديسمبر من العام الماضي، عندما قام المتهم "أحمد ج"، المقيم بقرية السيفا التابعة لمركز طوخ، بطعن عدد من المواطنين من أبناء القرية، مستخدماً 2 سكين، كان يحملهما في كلتا يديه، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 4 آخرين.
الحزن يملأ وجه والد الطبيب الراحل
ووجهت النيابة العامة إلى مرتكب الجريمة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمجني عليه ضياء الدين عبدالعظيم محمد حامد، بأن بيت النية وعقد العزم وأعد لذلك أسلحة بيضاء، وتربص له بالمكان الذي أيقن سلفاً المرور به، وانهال عليه بالطعنات، مما أدى إلى وفاته.
صورة الطبيب الرحل خلال حفل تخرج دفعته
واقترنت تلك الجناية بجنايات أخرى، منها قتل المجني عليه محمد عبد العليم بركات عمداً مع سبق الإصرار، والشروع في قتل المجني عليه منصور علي القزاز، مع سبق الإصرار، وشرع في قتل المجني عليه أشرف إبراهيم رفاعي مع سبق الإصرار، وشرع كذلك في قتل السيد إبراهيم أبو زيد، مع سبق الإصرار، وأحرز بغير ترخيص أسلحة بيضاء.
وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية، أن المتهم قتل المجنى عليه ضياء الدين عبد العظيم عمدا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيت النية وعقد العزم وأعد لذلك الغرض أسلحة بيضاء "سكين"، وتربص له بالمكان الذى أيقن سلفا مروره به، وما أن ظفر به حتى انهال عليه وسدد له عدة طعنات استقرت بجسده، وحاول المجنى عليه الاستغاثة والإفلات من قبضة المتهم إلا أنه تتبعه واستمر فى التعدى عليه فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتى أودت بحياته.
محرر اليوم السابع مع والد المجنى عليه
وتابع، أن تلك الجناية اقترنت بجناية أخرى، وهى قتل المجنى عليه محمد عبد العليم بركات، مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت النية وعقد العزم على التخلص ممن يعترض تنفيذ مشروعه الإجرامى تجاه المجنى عليه الأول، بأن سدد عدة طعنات استقرت فى صدر المجنى عليه الثانى، كما شرع فى قتل "منصور ع م"، و"أشرف إ ر"، و"السيد إ أ"، حال محاولتهم منعه من ارتكاب جريمته.
وأوضحت المحكمة، أن الغيرة أعمت عين القاتل وسودت قلبه بسبب تفوق المجنى عليه الأول دراسيا، وهو ما دفعه إلى قتل المجنى عليه بأن خطط للتخلص منه وفقا لما جاء بالتحريات وتمثيل الجريمة بموقع الحادث.
والد الطبيب الراحل مع محرر اليوم السابع
وقضت محكمة جنايات بنها، الدائرة السادسة، برئاسة المستشار السيد هاشم الصادق، وعضوية المستشارين محمد حليم خيرى، وناجى نصر هلال، وأمانة سر محمد فرحات، بالإعدام شنقا للمتهم "أحمد ج"، مرتكب مجزرة السيفا، المعروفة بـ"مذبحة طوخ"، التي راح ضحيتها طبيب وموظف بالمعاش، بينما أصيب 4 آخرين.
وكان قد ادعى المتهم أنه يعاني مرض نفسي، وأنه لم يكن مدركا وقت ارتكابه جريمته، فقد أثبت تقرير الطب النفسي عدم صحة ادعاءات المتهم، وأنه كان في كامل قواه العقلية وقت الحادث، حيث أثبت التقرير خلو المتهم من أي أمراض عقلية أو نفسية وقت ارتكابه الجريمة، وأنه لا يعاني من أي هلاوس أو ضلالات أو حالات اكتئاب.
وشهدت المحكمة إجراءات مشددة، حيث حضر المتهم في حراسة أمنية، أشرف عليها اللواء محمد عناني، مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية، والعقيد محمد سعيد، رئيس مباحث المحكمة.