تحتفل سلطنة عمان، اليوم الخميس، بالعيد الوطني الـ51 الذى يصادف 18 نوفمبر من كل عام، وسط إنجازات غير مسبوقة على جميع الأصعدة تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، الذى أكد منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020 مساعيه لتنمية العلاقات الخارجية العمانية مع الدول الشقيقة من جهة، وتنفيذ خطط التنمية والعمل على تحقيقرؤية 2040 من جهة أخرى.
الاحتفالات
ويحتفل كافة العُمانيين داخل السلطنة وخارجها اليوم "الخميس" بالعيد الوطني الحادي والخمسين للنهضة ، ذلك اليوم الذي يجسد فرحة عُمان السنوية وبهجة الوطن كل عام.
ويُتوج احتفال هذا العام انطلاق عام جديد من مسيرة النهضة العُمانية المتجددة التي أسسها السلطان هيثم بن طارق بكل حكمة واقتدار منذ توليه مسئولية الحكم، لتطوي عُمان عاماً من المجد والبناء والتنمية، وتنطلق نحو عام جديد مليئ بالتطوير والإعداد للمستقبل الواعد، وفق الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" التي انطلقت مطلع العام الجارى، وتستمر لمدة عقدين من الزمن، لتُصبح السلطنة فى مصاف الدول العالمية المتقدمة بحلول عام 2040م.
على مدار الأيام الماضية ومنذ بداية شهر نوفمبر، انتشرت مظاهر الاحتفال والفرحة فى كافة ربوع سلطنة عُمان، احتفاءً بالذكرى الحادية والخمسين للعيد الوطنى، حيث تخفق القلوب فرحاً وطرباً وانتماءً وولاءً ويستشعر الوجدان المناسبة ومكانتها.
بهذه المناسبة، عقد سفير سلطنة عمان بالقاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالله بن ناصر الرحبى، لقاءً مع عدد من الصحفيين من كبرى المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء فى مصر، تميز اللقاء الذى امتد لأكثر من ساعتين بأجواء ودية أخوية، تطرق السفير خلاله للحديث عن قضايا مختلفة، وأشار إلى العلاقات المتميزة التى تجمع مصر والسلطنة فى إطار من توافق الرؤى والمبادئ الأساسية حول غالبية القضايا المهمة.
كما أشار السفير، إلى خطط النهوض والتنمية فى السلطنة، والتى تخطو خطوات كبيرة، وهذا العام طوت السلطنة عاما من الإجازات لتبدأ عاما جديدا من مسيرة النهضة، وتطرق إلى الاهتمام بالجانب الاقتصادى وأيضا التكنولوجى لمواكبة التطور المذهل المتسارع فى العالم.
وفى جانب من الحديث، أشار إلى اهتمام السلطنة بتنمية العلاقات الخارجية الأخوية مع الدول المختلفة، سيرا على مبادئ السلطنة الراسخة بأن السلام أداة تنمية الشعوب.
العلاقات المصرية العمانية
وأكد السفير العمانى عمق وتميز العلاقات الأخوية التى تجمع مصر مع سلطنة عمان، ونجد أنها تشهد دوماً دفعات قوية للأمام، بفضل الانسجام والتوافق فى الرؤى بين البلدين، فكلانا نرى السلام أداة وأساس الاستقرار للشعوب، ودائما نمد أيادينا بالسلام، ونحرص على التنسيق والتعاون المشترك إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخى والحضارى المتجذر، ومن تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها، وعدم اقتصارها على جانب واحد.
السفير العمانى
وتُعد العلاقات بين عُمان ومصر، نموذجية بامتياز، لأنها ترتكز على أبعاد تاريخية وحضارية تمتد لأكثر من 3500 عاماً، حيث التبادل التجاري بين القدماء المصريين وأهل عُمان من خلال تصدير اللُبان العُماني الشهير إلى مصر، بل إن الملكة المصرية "حتشبسوت" قامت برحلة تاريخية إلى "ظفار" فى عصر الفراعنة، مما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ، وهو ما أدى إلى علاقات اقتصادية وتجارية واسعة، تطورت مع الوقت إلى علاقات سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية كبيرة، ومن ثم فإن تلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين الشقيقتين.
وتبذل السفارة العُمانية بالقاهرة جهوداً كبيرة فى سبيل تعزيز العلاقات بين عُمان ومصر فى مختلف مجالات التعاون الثنائى، وتحرص بعثة السفارة العُمانية على بذل كل الجهود الممكنة فى سبيل تعزيز هذه العلاقات المتميزة.
وتحرص السلطنة، من خلال بعثتها الدبلوماسية فى القاهرة على المشاركة فى الفعاليات المهمة فى مصر من بينها احتفالية إطلاق الرئيس السيسي الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بمصر "2021/2026م".
وأكد أن مشاركة السلطنة فى هذه الاحتفالية تعكس العلاقات المتميزة بين البلدين، لافتا إلى أن الاستراتيجية أكدت على النهوض بكافة الحقوق والحريات الأساسية في مصر المضمَّنة في الدستور والتشريعات والاتفاقيات الدولية تحقيقاً لمبادئ العدالة والمساواة والتسامح دون تمييز، وعلى المشاركة الاجتماعية التي تستهدف التغلب على الصعوبات التي تُعيق تحقيق عملية التنمية.
السفير عبدالله الرحبى مع اليوم السابع
وسبق أن أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العُمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، معرباً عن حرص السلطنة على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ضوء كون مصر محوراً أساسياً في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إلى جانب سعي مسقط للاستفادة من التجربة التنموية الرائدة والملهمة لمصر التي تحققت من خلال الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة للرئيس السيسي.
مصر ودورها المميز
وقال سفير سلطنة عمان، إن مصر تلعب دورا مهما في دعم استقرار والسلام في ليبيا، اعتمادا على الحوار ودعم إجراء الانتخابات المقبلة في ديسمبر في ظل أجواء إيجابية، كما تدعم عدم التدخل في شئون الدول الأخرى ودعم السلام القائم على الحوار، وهى الرؤية ذاتها التي تؤمن بها سلطنة عمان، فى عدم القبول بالتدخل في الشئون الداخلية للدول.
وعلى صعيد متصل، أكد أن السفير أن عُمان تسعى لبناء علاقات ودية مع الدول الشقيقة .
جاء هذا في سياق إجابة السفير عن سؤال طرحه اليوم السابع، حول الأوضاع فى ليبيا وتوقعاته للفترة المقبلة خاصة أنها مقبلة على إجراء الانتخابات فى ديسمبر المقبل، خلال لقاء السفير بعدد من الصحفيين بمقر السفارة، عن رؤية السفير للرسالة التي يقدمها منتدى شباب العالم خاصة أنها ستكون مشاركته الأولى منذ توليه منصب سفير للسلطنة بالقاهرة.
وأكد السفير، أن سلطنة عمان ومصر تجمعهما علاقات تقارب وأخوة، إضافة لتشابك الرؤى وترابطها ، فمصر وعمان تؤمنان بالسلام الذى لا يأتي إلا من خلال الحوار والحوار مبنى على التسامح، وهذا جعل الدولتين متطابقتين فى كثير من الرؤى .
وأضاف، أن الجميع يترقب ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة في ليبيا وهى مهمة للغاية، معربا عن أمنياته بالاستقرار والازدهار للشعب الليبى .
منتدى الشباب
ومن جهة ثانية، أشار السفير العُمانى إلى أن منتدى شباب العالم يمثل تجربة رائدة مهمة قدمتها مصر ومباردة تحسب للدولة المصرية وللرئيس السيسى، والتي يبرز من خلالها هذا الاهتمام بالشباب ورؤاهم، فالشباب هم عماد أى دولة ومستقبل العالم وأمل الشعوب في نهضتها، لافتا إلى أن المنتدى يأتى فى سياق النهضة الكبيرة التى تشهدها مصر فى عهد الرئيس السيسى فى كافة المجالات، ولا سيما النهضة العمرانية التى نشهدها .
أضاف سفير السلطنة فى القاهرة، أنه من خلال النسخ المتعددة لهذا المنتدى تُطرح الكثر من القضايا والبرامج التي تهتم بالشباب، وشدد على حرص السلطنة على المشاركة، مشيرا إلى أن السلطنة قد سبق وطرحت رؤيتها بالاهتمام بالشباب من خلال تخصيص عام أطلقت عليه "عام الشبابا"، وحقق نتائج إيجابية .
وأشار السفير، إلى حرصه وحرص السلطنة على المشاركة هذا العام في النسخة الرابعة لهذا المنتدى المقرر عقدها في الفترة من 10 إلى 13 يناير المقبل بمدينة شرم الشيخ ، مشيرا لمشاركة سلطنة عمان سابقا في المنتدى على المستويين الرسمي والشبابى، من خلال مجموعة من شباب السلطنة، وقد انبهروا بما وجدوه من تنظيم وأطروحات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة