بعد عام من الانتخابات التشريعية في فنزويلا ، التي اتسمت بامتناع المعارضة عن التصويت ، تعود البلد الكاريبى من جديد إلى صناديق الاقتراع في انتخابات إقليمية تبدأ في 21 نوفمبر، ولكن مع قرار مشاركة المعارضة التي تعانى في الفترات الأخيرة من الانقسام والتشتت.
ويشارك 23 ولاية و335 رئيس بلدية بالإضافة إلى المجالس البلدية والمناصب في الجمعية الوطنية في تلك الانتخابات.
وتحمل هذه الانتخابات مخاطر عالية في فنزويلا ، حيث اعترف زعيم المعارضة هنريك كابريليس في مؤتمر صحفى عقده في وقت سابق في بداية الحملة الانتخابية أن "هناك تشتت في أصوات المعارضة ، ويجب أن نوحد أصوات المعارضة"، وعن هذا الانقسام قال الوزير والصحفى السابق مويسيس نعيم إن "هذه المعارضة تتكون من مجموعة من الأشخاص الذين كانو مخطئين للغاية ومشتتين ، مضيفا " الشهوات الشخصية هي النظام السائد اليوم".
وأضاف،"يجب الاعتراف بأن المعارضة أظهرت علامات على قصر النظر حيث كان لقادتها مهنة لإشباع رغباتهم وطموحاتهم السياسية، أكثر من السعي وراء الوحدة التي هم في أمس الحاجة إليها".
ـ لماذا تنقسم المعارضة في فنزويلا؟.
وقال جون ماجدالينو المحلل السياسي الفنزويلي ومدير شركة بوليتي الاستشارية لشبكة سى إن إن،"المعارضة منقسمة لأنه منذ 4 سنوات كانت هناك خلافات خطيرة حول استراتيجية الترويج لتغيير النظام السياسي في فنزويلا"، وبحسب قوله ، فإن المعارضة تمر بوقت لا يمكنها فيه خلق "منصة موحدة بقواعد اللعبة مقبولة من قبل غالبية العناصر المتعارضة".
لذلك، وعلى الرغم من وجود مرشحين معارضين في هذا الشهر من الحملة الانتخابية الذين حاولوا تكوين تحالفات ، في العديد من الولايات حيث يمكن للمعارضة أن تفوز إذا كان لديها مرشح واحد ، كان هناك مرشحان أو أكثر في نفس المنافسة.
وقال جييرمو زوبيلاجا المدير الأول للسياسة العامة وبرامج العلاقات المؤسسية في مجلس الأمريكتين،"لم يكن هناك وقت لتنظيم الانتخابات التمهيدية لأنه لم يكن هناك وضوح بشأن الاستراتيجية ، ولا وقت لإقناع السكان"، مضيفا إنه لو عمل على استراتيجية مشتركة للانتخابات التمهيدية لكانت المعارضة أقوى.
وأضاف المحلل السياسى أنه "من الضروري في هذه الانتخابات تسليط الضوء على عدم وجود قيادة حملة معارضة، فليس لديهم شعار مشترك ولا ناطق عام ، مما جعل الحملة مشتتة للغاية، وقال المحلل: "كانت بعض قواعد اللعبة التي نظمت الانتخابات التمهيدية والتسوية بين المرشحين كافية لتمرير الحملات (التي تواجه الانتخابات التمهيدية) بشكل بناء".
ـ تضخم مفرط وأزمة مياه وكهرباء
وتعانى البلد الكاريبى من العديد من الأزمات منها نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائى والتضخم المفرط ونقص اللقاحات في خضم جائحة كورونا ، الذى تلقى المعارضة باللوم فيه على حكومة نيكولاس مادورو ،في حين أن الرئيس مادورو قال " لقد اعتادوا اللعب القذرة والمراهنة للعب القذرة والأضرار ثم يخربون الخدمة وفي اليوم التالي يظهرون في الحملة".
وعلى الرغم من أن الأزمات عديدة في فنزويلا إلا أن هذا لن يكفى لإعطاء زخم لمعارضة موحدة ، حيث أنه هناك العديد من الخلافات الداخلية السياسية.
وسجل معدل التضخم فى فنزويلا رقما قياسيا جديدا على أساس سنوى مع نهاية أكتوبر الماضى ليصل إلى 1258% على الرغم من تباطؤ المعدل الشهر الماضى عند 8.1%، وفقا لأحدث تقرير صادر عن المرصد الفنزويلى للتمويل.
وأضاف التقرير، أن معدل التضخم الفنزويلى بلغ خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي 576.3%، قائلا "يعد شهر أكتوبر هو أدنى معدل تضخم شهري منذ أبريل 2015"، وأرجع التقرير هذا التباطؤ في التضخم إلى استقرار الأسعار بعد التدخلات التي قام بها البنك المركزي الفنزويلي مؤخرا للحفاظ على سعر صرف الدولار الأمريكي "دون تقلبات كبيرة".
ووصل سعر سلة الغذاء إلى الحد الأقصى التاريخي البالغ 343.75 دولار لأسرة مكونة من 5 أفراد، بزيادة قدرها 12.77% مقارنة بـ 304.83 دولار في سبتمبر الماضي.
وتسبب التضخم الجامح الدائم في فنزويلا في انخفاض حاد في الاقتصاد مع تأثير كبير على الطلب، بالإضافة إلى الوظائف والأجور. ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يصل التضخم في فنزويلا إلى 2700% بنهاية عام 2021.
ـ 1250 محكمة مفتوحة لضمان سيادة القانون.
وأبقت السلطة القضائية الفنزويلية 1250 محكمة مفتوحة طوال عطلة نهاية الأسبوع للانتخابات الإقليمية والمحلية، وذلك بهدف "ضمان سيادة القانون" والاهتمام. إلى أي احتمال في نطاق اختصاصها، ذكرت محكمة العدل العليا (TSJ) ،وأوضح رئيس المحكمة العليا ، مايكيل مورينو ، أن العملية "يتم تفعيلها من أجل توفير استجابة في الوقت المناسب للسكان الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الدستوري في التصويت. "
وأشار مورينو إلى أن المحاكم ستعمل "في نطاق اختصاصاتها" في جميع مراحل اليوم الانتخابي "للمساهمة في تعزيز السلام بين السكان وضمان إحياء ما هو منصوص عليه في الدستور والقوانين". .
بالإضافة إلى ذلك، شدد على أن كل محكمة ستحافظ على الامتثال لبروتوكولات السلامة الأحيائية، لمنع عدوى كورونا أثناء العمل حول الانتخابات.
أخيرًا ، دعا مورينو الفنزويليين للمشاركة في مسابقة 21 نوفمبر وأكد أنه "مع كل عملية انتخابية جديدة تجري في البلاد ، يتم التصديق على الإرادة الديمقراطية للشعب الفنزويلي ، بينما يتم تعزيز الإطار المؤسسي".
ـ الاتحاد الأوروبى يرسل بعثة لمراقبة الانتخابات لأول مرة منذ 15 عاما.
وأرسل الاتحاد الأوروبى 34 مراقب في 23 ولاية فنزويلية لمراقبة الانتخابات للمرة الأولى منذ حوالى 15 عاما، وردا على سؤال لصحافيين بشأن الخلافات الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي وفنزويلا، قالت سانتوس "لقيت استقبالا جيدا جدا. ليس هناك ما يقال وكل شيء طبيعي جدا".
وفى أكتوبر الماضى، طالب رئيس المجلس الوطني للانتخابات بيدرو كالزاديلا، الوزير في عهد رئاستي هوجو شافيز (1999-2013) ونيكولاس مادورو، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالاعتذار بعدما صرح أن البعثة الأوروبية هي التي "ستضفي الشرعية" على هذه الانتخابات.
وتحفظت فنزويلا في أغلب الأحيان على استقبال مراقبين للانتخابات، وطلب الاتحاد الأوروبي من دون جدوى حضور بعثة لمراقبة الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 2020.
ويتنافس حوالي سبعين ألف مرشح على مقاعد في المجالس البلدية ورؤساء بلديات وخصوصا حكام الولايات.
ونشرت ملصقات لمرشحي السلطة والمعارضة في كراكاس. في بيتاري أكبر حي عشوائي في فنزويلا بدأ كارلوس أوكريز أحد اهم شخصيات المعارضة حملته الانتخابية كمرشح لمنصب حاكم ولاية ميراندا بمسيرة "زرقاء"، لون اليمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة