هانى سنبل الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لـ"اليوم السابع": تعاونا مع الحكومة المصرية بأكثر من 12 مليار دولار.. و2.3 مليار دولار خلال عام 2021.. وتجربة مصر فى مجال التعاون الدولى "رائدة وممتازة".. صور

• التعاون والتكامل بين الدول العربية والأفريقية أضحى ضرورة ملحة لتنسيق الجهود

• نعمل على تعزيز التجارة البينية بين الدول العربية وتمكينها من الولوج إلى الأسواق العالمية

• المرأة جزء لا يتجزأ من حركة التنمية فى أى بلد ونعمل على تمكينها اقتصاديا

فى إطار تنفيذ رية مصر التنموية 2030 وأهداف التنمية المستدامة، تعمل الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة التعاون الدولى على تعزيز العلاقات المشتركة مع مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية ومن بينها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عضو مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، وخلال تواجده فى مصر للمشاركة فى الملتقى الثانى للتجارة العربية الأفريقية، التقينا بالمهندس هانى سنبل، الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.

ما الدور الذى لعبته المؤسسة لدعم الدول الأعضاء فى مواجهة التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا؟

المؤسسة خلال الجاحة كانت تعمل ضمن برنامج خاص بمجموعة البنك الإسلامى للتنمية لمساعدة الدول الأعضاء فى مواجهة آثار جائحة كورونا، وهذا البرنامج ينقسم إلى 3 مراحل، المرحلة الأولى وهى الاستجابة السريعة لاحتياجات الدول من أدوية ومستلزمات طبية وغيرها، والمرحلة الثانية وهى مرحلة التعافى ثم مرحلة الانطلاق، ونحن حاليًا فى مرحلة التعافى من خلال ما تقدمه المؤسسة من برامج ومنتجات تمويلية لكى تستطيع الدول الأعضاء العودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه على الأقل ما قبل جائحة كورونا.

المؤسسة قدمت الكثير فى مجال التمويل، وكان لنا نصيب الأسد من برنامج مجموعة البنك الإسلامى للتنمية ويقدر ب 2.3 مليار دولار، ولكن أيضًا المؤسسة كان لديها برنامجها الخاص، وصل حتى الآن إلى 750 مليون دولار ما تم تمويله للدول الأعضاء استجابة لاحتياجاتها السريعة والعاجلة.

واستكملنا فى دعم القطاع الخاص والمؤسسات المالية، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبالنسبة للمؤسسات المالية من خلال توفير الاعتمادات المالية للبنوك، فالبرامج التى قدمتها المؤسسة إما برامج تدريبية أو برامج رفع القدرات أو برامج نقل المعلومات التى تحتاجها الدول فى مثل هذه المرحلة.

ونحن حاليًا متفائلون ونرى بعض البوادر التى تشير إلى وجود حركة نحو الأفضل وفى الطريق إلى التعافي.

بعد الجائحة، زادت ضرورة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من أجل بقاءها فى الأسواق، ما هى المبادرات التى أطلقتها المؤسسة فى هذا الشأن؟

لدينا الكثير من المبادرات الهامة، كمبادرة المساعدة من أجل التجارة، وهى إحدى المبادرات التى تركز فى أحد محاورها على تخفيف آثار جائحة كورونا على الدول العربية وتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية وتمكينها من الولوج إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى الاستفادة من النظام التجارى متعدد الأطراف، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال برامج تنمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ومن هنا نقدم تمويل للبنوك المحلية ونعطى برامج تدريبية، فجل الدول التى تأثرت بشكل كبير من الجائحة استفادت من هذا الموضوع.

المهندس هاني سالم سنبل 

وما هى مشروعات التمكين الاقتصادى ودعم المرأة التى اتاحتها المؤسسة الدولية الإسلامية؟

التمكين الاقتصادى للمرأة ودعمها أحد الجوانب الهامة التى تعمل عليها المؤسسة، وينصب الاهتمام فى جزأين، الأول الخاص ببرنامج المساعدة من أجل التجارة للدول العربية، لدينا برنامج "المرأة والتجارة وتم إطلاقه فى مصر ويمكن المرأة من تعزيز تجارتها وتسويق منتجاتها والتعرف على أفضل الأساليب الإدارية لإدارة تجارتها وتمكين الشباب، ونركز على الاستمرار فى توفير برامج التدريب الخاصة بأخصائى التصدير مع الجهات المختلفة بالدول العربية، والمرأة الآن أصبحت جزء لا يتجزأ من حركة التنمية فى أى بلد، هى نصف المجتمع، وهذا كله يندرج ضمن ما يسمى بالشمولية، الشمولية فى التمويل والتنمية، وهذا أحد الركائز التى تستند عليها برامجنا سواء برنامج المساعدة من أجل التجارة، أو برنامج جسور التجارة العربية الافريقية.

وما هى أوجه مجالات التعاون بين المؤسسة والحكومة المصرية؟

نحن الآن فى الطريق لتنفيذ الاتفاقية الإطارية الخامسة مع الحكومة المصرية، تجاوزنا 12 مليار دولار من التمويلات لجمهورية مصر العربية منذ أن بدأت المؤسسة عملها فى 2008، وبرنامج عام 2021 يشمل جزء خاص بالتمويل وجزء ببرامج تنمية التجارة فى مصر، وأعتقد أن هذا العام سنحقق أرقام قياسية فى التمويل ربما تتجاوز 2 مليار دولار هذا العام فقط.

وما أهم القطاعات التى يتم التركيز عليها فى التعاون مع مصر؟

نركز على قطاعات الطاقة والأمن الغذائى ودعم المؤسسات المالية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومصر ستستضيف المؤتمر الوزارى لمجلس إدارة برنامج جسور للتجارة العربية المقرر عقده بالقاهرة خلال ديسمبر المقبل، وهو مؤتمر على مستوى الوزراء ورؤساء المؤسسات الدولية، لمراجعة استراتيجيات البرنامج واعتماد خطط العمل واعتماد الموازنات وغيرها، والمؤسسة تعمل على وضع سياسات جديدة لتمويل المناخ لتواكب التطورات العالمية الهادفة لمكافحة التغيرات المناخية، وتنمية التجارة البينية بين الدول الأعضاء.

المهندس هاني سالم سنبل 

إلى أين وصل مقترح إنشاء أكاديمية التصدير فى مصر؟

اقترحنا إنشاء أول اكاديمية للتصدير فى مصر، لتستفيد منها ليس فقط مصر ولكن أيضًا الدول الأفريقية الأخرى، بحيث تكون مركز أكاديمى إقليمى تستفيد منه الدول الأفريقية الأعضاء فى المؤسسة، من أجل التأهيل والتدريب.

تدريب المُصدّرين وتقديم الخدمات الاستشارية التصديرية فى مصر، بحيث تكون الأكاديمية فى مصر والتوسّع فى أنشطتها فى المستقبل لتشمل الدوائر الإقليمية وتقديم خدمات تدريبية واستشارية على المستويين الإقليمى والدولي.

ما تقييمك للتجربة المصرية فى مجال التعاون الدولى والتمويل الإنمائي؟

تجربة مصر فى مجال التعاون الدولى والتمويل الإنمائى تجربة "رائدة وممتازة"، ودائما فى حالة تطور ومن الأفضل للأفضل، تجد الآن التعاون الدولى فى مصر يحظى باهتمام كبير ويوفر له الآليات اللازمة والعناصر البشرية الكفء، وعلاقة مصر بمؤسسات التمويل الدولية علاقة ممتازة سواء كانت دولية وإقليمية وعربية، وتخصيص وزارة التعاون الدولى فى مصر هذا شيء ممتاز يساعد على التخطيط الجيد بشكل كبير لتنفيذ برامج التنمية فى مصر، وأيضًا لعملية التنسيق بين هذه المؤسسات.

وكيف ترى تعامل الحكومة المصرية مع تداعيات أزمة كورونا من الناحية الاقتصادية؟

الحكومة المصرية قدمت الكثير من الدعم والبرامج لتساند جميع الفئات خلال فترة جائحة كورونا، وتوفير ما يلزم للتخفيف من آثار هذه الجائحة، وأعتقد أنه شيء مشرف أن دولنا العربية أنجزت أكثر من الدول الأوروبية فى مجال الإجراءات الاحترازية والصحية وعمليات التطعيم وتوفير اللقاح.

إلى أى مدى تعمل المؤسسة الدولية الإسلامية على تحقيق التعاون والتكامل بين الدول وخاصة فى مجال التجارة؟

بدون تكامل وتعاون لا يمكن للدول أن تفى باحتياجاتها، نحتاج جميعًا إلى التكاتف. التعاون والتكامل بين الدول أضحى ضرورة ملحة لتنسيق الجهود والعمل سويا وتنفيذ برامج مشتركة لاجتياز هذه المرحلة الصعبة.

ومن المعروف أن التجارة هى محرك أساسى للتنمية وأيضا أثبتت التجارة أنها أحد العوامل التى تحتاجها الدول لإعادة التعافى الاقتصادى وإعادة سلاسل الإمداد، وعلينا أن نستفيد من التجربة التى نمر بها ونعمل على دراسة وتحديد دور المؤسسات الدولية والتنموية فى دعم تمويل التجارة، وخصوصا فيما بعد الجائحة وكيف نزيد من التنسيق بينا والتعرف على المعوقات والتحديات التى توجه التجارة الدولية والإقليمية للعمل على إزالتها.

المهندس هانى سالم سنبل والزميل الصحفى محمد أسعد

المهندس هاني سالم سنبل

المهندس هاني سالم سنبل