"لا تراجع ولا استسلام " شعار رفعه الفنان التشكيلى محسن عبد المسيح، متحديا مرضه الذى ترك بصمته على جانب جسده الأيمن ليستقر بدون حراك، ولكنه رفض الاستسلام لهذه الإعاقة، واستنفر جانبه الأيسر ليستكمل به مشواره الفني، وأخذت يده اليسرى تبدع شخصياته الجديدة من الطين، والتي استلهمها من الواقع وكانت البداية بمعشوقه الأول، لاعب الكرة الشهير "محمد صلاح" ، وبداخل ورشة عمله بقرية الفواخير بالفسطاط قام بنحت تمثال للاعب الكبير ، كأول عمل فنى له في سلسلة تماثيل المشاهير.
الفنان محسن عبد المسيح ابن المنيا الأربعينى والذى حصل على منحة التفرغ من المجلس الأعلى للثقافة عام 2019 ، قال عنه الناقد الفني والفنان التشكيلى صلاح بطرس: يشكل النحات محسن عبد المسيح شخوصه بأحاسيس باطنية غاية فى الرقة والدفء ، أشكاله قريبة إلى قلبه ولا غرابة فهى من قلبه ولدت، أطفال .. نساء .. صبايا .. أمهات .. الطفل يسوع .. هناك من يرتقى صخرة .. أو يجلس على حائط ينظر وينتظر مضجعات ..شهداء .. أحياء .. مناجاه .. بورتريهات .. هم شخوص محبوبين لديه يشعر بهم كأنهم أبناؤه بالجسد .
وأضاف بقوله: أعرفه قرابة الخمسة وعشرين عاماً لا يهدأ حتى يعبر عن مكونات فؤاده له بساطة (هنرى روسو) القروية ، وولع ( رودان ) للجسد الإنسانى مع اختلاف معالجة السطح والملمس ، ونوع الحركة وسخرية ( لوتريك ) اللاذعة وحظ ( سوتين) ، ينحت رغم المعوقات والصعاب منذ سنوات سعى وبشراسة للتخلص من وظيفة رتيبة ودخل منتظم ، وفى ظل وجود أسرة لينعم بالتفرغ الكامل لفنه محققاً نجاحات وطفرة تقدم وشهرة ، ولكن الأيام ليست كلها وجهاً واحداً مشرقاً فيدخل فى معركة شديدة الوطأة قاسية ، تكاد تعصف به تضرب الجهاز التنفيذى لإبداعه الفنى أقصد الجسد و الحركة، مشكلة لا يستطيع المرء أن يتخطاها بسهولة إلا المصارعون فقط المؤمنون بموهبتهم الفنية الإبداعية هنا تظهر العاطفة المتحدية للصعب ، النحات محسن عبد المسيح يقدم نموذجاً لإنسان عصامى واعياً لفنه يسعى فى ظروف محفوفة بالمخاطر، نحو هدف يراه هو ينشد السعادة القلبية وهى أثمن الجواهر ، يذهب يومياً إلى محترفه بمصر القديمة ، يلتقى مع شخوصه الحبيبة يبدع وينحت لا يعرف الفشل ينحت دائماً النحت عنده حياته.