أطلقت منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة استراتيجية جديدة لدعم الدول في مواجهة هذا التهديد استجابةً لانتشار المخدرات المخلقة حول العالم بشكل متسارع، وتزايد تعاطيها وإنتاجها وفق بيان المنظمه .
ويأتي إطلاق الاستراتيجية على ضوء تزايد عدد المواد المخدرة الجديدة في الأسواق، حيث بلغ عددها 1000 مادة مختلفة في عام 2020، وهو عدد قياسي يمثل زيادة ستة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المضبوطات العالمية السنوية من المنشطات الأمفيتامينية بنسبة 64% في عام 2019، وزيادة الوفيات الناتجة عن تعاطي المواد الأفيونية بنسبة 71% خلال العقد الماضي أيضاً.
في هذا الإطار، ستوفر استراتيجية المخدرات المخلقة الجديدة الخاصة بالمنظمة الأممية إطاراً متوازناً وشاملاً لمواجهة هذه التحديات بشكل علمي في مختلف دول العالم، وذلك استناداً إلى الخبرات المكتسبة للمنظمة في التعامل مع أزمة المواد الأفيونية خلال السنوات الماضية.
وعقدت لجنة الأمم المتحدة للمخدرات جلسة خاصة لإطلاق الاستراتيجية الجديدة، شهدت مشاركة المدير التنفيذي للمنظمة الأممية للمخدرات والجريمة غادة والي، والتي أكدت على ضرورة التحرك بشكل سريع لمواجهة مشكلة المخدرات المخلقة، مشيرةً إلى أنه من خلال الاهتمام بالعلم والاستثمار في آليات الإنذار المبكر، يمكن إنقاذ الأرواح وحماية الصحة والتنمية المستدامة لمجتمعاتنا من خطر المخدرات المخلقة.
هذا، وستركز الاستراتيجية الجديدة للمنظمة الأممية على أربعة محاور، وهي العمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي، والإنذار المبكر بشأن التهديدات التي تمثلها المخدرات المخلقة الجديدة، والاستجابات الصحية القائمة على العلم، وإجراءات مكافحة المخدرات. كما ستولي الاستراتيجية أولوية خاصة للاستجابة لاحتياجات فئتي النساء والشباب فيما يتعلق بالعلاج والرعاية، بالنظر إلى التحديات الخاصة التي تواجههما.
وجدير بالذكر أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 قد دفعت العديد من الناس إلى العادات الخطرة مثل اللجوء للتعاطي، حيث يحذر العاملين بمجال الرعاية الصحية في أفريقيا من لجوء الشباب الذين يعانون من الفقر إلى المواد الأفيونية، علماً بأن نحو نصف الدول الأفريقية شهدت حالات استخدام غير طبي أو ضبط أو تهريب لمادة الترامادول.
كما تجدر الإشارة إلى أن الوفيات بسبب أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت بنسبة 30% بين أبريل 2020 وأبريل 2021، وفقاً للمركز الأمريكي الوطني للإحصاءات الصحية.
وتواجه النساء صعوبات خاصة فيما يتعلق بالمخدرات، خاصة عدم توافر الخدمات الصحية الأساسية وخدمات العلاج من المخدرات المناسبة لهن، وكذا وجود عوائق تحول دون الوصول إلى الخدمات المتوفرة، بالإضافة إلى تعرضهن للوصم اجتماعياً.
وسوف تساعد الاستراتيجية الجديدة - من خلال مسارات قائمة على العلم والأدلة والمعرفة - على وضع سياسات واستراتيجيات فعالة لوقف تصنيع المخدرات المخلقة والإتجار بها، فضلاً عن توفير سبل الوصول إلى العلاج في مختلف أنحاء العالم.