محمد الفيتوري، شاعر كبير تمر اليوم ذكرى ميلاده إذ ولد فى 24 نوفمبر عام 1936، وهو شاعر سوداني بارز، يعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، لقب بشاعر أفريقيا والعروبة وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتغنى ببعض قصائد الراحل مغنّون كبار في السودان.
محمد الفيتورى عاش حياته في أكثر من دولة ما بين السودان مولده، إلى مصر التي نشأ فيها وتعلم فيها، ثم ليبيا التي احتنضته بعد خلافات بينه وبين النظام في السودان وقتها عام 1974، ومن ثم قضى السنوات الأخيرة من حياته في المغرب، ويقول:
لا تحفروا لى قبرا
سأرقد فى كل شبر من الأرض
أرقد كالماء فى جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادى
مثلى أنا ليس يسكن قبرا
ورغم العشق الذي اشتهر به الفيتوري لإفريقيا، إلا أن عروبته كانت حاضرة في شعره كثيرا، فيقول:
الهوى كل هوى دون هوانا
نحن من أشعلت الشمس يدانا
والخُطى مهما تناءت أودنت
فهى في دورتها رجع خطانا
وإذا التاريخُ أغنى أُمَّةً
بشهيدً فأُلوف شهدانا
وإذا الثورة كانت بطلاً
يطأُ الموت ويحتلّث الزمانا
فلنا في كُلِّ جيل بطل
مجدهُ يحتضن المجد أحتضانا
عرب نحن .. وهذا دمنا
يتحدى في فلسطين الهوانا
عرب رايتُنَا وحدتنا
حلقت صقرا وحطت في سمانا
وجمع محمد الفيتوري خلال عمله ما بين الصحافة التي بدأ بها حياته العملية، وما بين الحياة الدبلوماسية، مما أعطى لشعره بريقا مختلفا، فيقول:
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
أصبح الفيتوري رمزا للهوية الإفريقية، التي كتب عنها كثيرا، فيقول الفيتوري في قصيدة "من أغاني إفريقيا":
يا أخي في الشرق ، في كل سكن
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاأعرفه .. رغم المحن
إنني مزقت أكفان الدجى
إننى هدمت جدران الوهن
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمن
لم أعد عبد قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن
أنا حى خالد رغم الردى
أنا حر رغم قضبان الزمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة