تعيش محافظة الأقصر هذه الليلة في عيد، مع الاحتفالية الكبرى التي يشهدها افتتاح طريق الكباش، حيث تتجه أنظار العالم اليوم إلى هذا الحدث الضخم الذى يعد أكبر مشروع في تاريخ وزارة الأثار، وهو ما يعد ترويج كبير للسياحة المصرية.
في هذا السياق أكد عمرو القاضي، الرئيس التنفيذى، لهيئة تنشيط السياحة، أن احتفالية اليوم بافتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر أهم حدث إقليمى يروج للسياحة بشكل كبير، ويروج للحضارة المصرية وأهالى الأقصر، وكل المقومات السياحية في الأقصر وليس فقط الآثار بمحافظة الأقصر.
وأضاف الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن السائح يمكن أن يرى مظاهر خلابة في المحافظة من بينها شروق الشمس وغروبها في المعابد، كما أنه يوجد العديد من المناطق السياحية التي يمكن للسائح أن يستمتع بها في المحافظة.
ولفت الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة، إلى أن احتفالية الأقصر تؤكد أن المواطن المصرى يحافظ على حضارته، فهى احتفالية الأقصر وليس احتفالية افتتاح طريق الكباش، لأنها ستظهر كل مظاهر ومواطن الجمال فى المحافظة وتعيد الأقصر لمكانتها في خريطة السياحة العالمية .
بدوره أكد الدكتور طارق توفيق، نائب رئيس الجمعية الدولية لعلماء الآثار المصرية القديمة، أن احتفالية طريق الكباش ترويجية رائعة، ونعد الجمهور بحدث عالمى خاص بعد احتفال نقل المومياوات الذى تم منذ أشهر قليلة.
وأضاف نائب رئيس الجمعية الدولية لعلماء الآثار المصرية القديمة، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن مصر تعيش الآن العصر الذهبى لدراسة الحضارة المصرية القديمة والحفاظ عليها، موضحا أن العالم كله كان مغلق كل شيء من أجل جائحة كورونا، ولكن كنا مستمرين، والرئيس عبد الفتاح السيسى افتتح مجموعة من المشروعات الكبرى في مجال الآثار والتراث على مدى السنوات الماضية.
وتابع نائب رئيس الجمعية الدولية لعلماء الآثار المصرية القديمة: نشهد فترة غنية جدا بالحفاظ على التراث المصرى والحضارة المصرية القديمة، ويجرى تتويج هذه الجهود باحتفالية ضخمة ينتظرها العالم أجمع.
فيما هنأ الدكتور ميسرة عبدالله عضو اللجنة التنظيمية لاحتفالية طرق الكباش، وأستاذ الآثار، الشعب المصرى بافتتاح طريق الكباش في محافظة الأقصر، موضحا أن هذا الحدث هو واحد من المعالم الرئيسية للترويج السياحى والحضارى لمكانة مصر عبر التاريخ، خاصة أن أكثر من 200 وكالة أنباء عالمية تنقله الحدث الكبير.
وأضاف عضو اللجنة التنظيمية لاحتفالية طرق الكباش، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن اليوم نحتفل بالانتهاء من أكبر مشروع آثرى في تاريخ وزارة الآثار، موضحا أن هذا المشروع بدأ فعليا على يد المرحوم محمد زكريا غنيم عام 1949 وكان مشروع مصري خالص لم يشترك فيه أي من الأجانب واستمر هذا المشروع حتى 2021.
ولفت عضو الجنة التنظيمية لاحتفالية طرق الكباش، إلى أنه تم اكتشاف طريق الكباش من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك، وهذا ساهم في تغيير شكل وطبيعة مدينة الأقصر.
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.