تتجه أنظار العالم بعد قليل، وبالتحديد فى تمام الساعة السابعة والنصف مساء، إلى مدينة طيبة القديمة "الأقصر حاليًا"، حيث افتتاح أقدم الطرق التاريخية وهو طريق الكباش، الذى يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبًا، ليصل إجمالى أطوال الطريق إلى 2700 متر "2 كيلو و700 متر"، بعدد ما يقرب من 1200 تمثالا، وفى مصادفة جميلة أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عن أن سماء مصر والوطن العربى ستشهد اصطفاف كواكب "الزهرة وزحل والمشترى" فى السماء، حيث ستظهر بالقرب من بعضهم البعض، ويمكن رؤيتهم بالعين المجردة.
ففى الوقت الذى ينتظر العالم أجمع لحظة انطلاق احتفالية طريق الكباش، كأن الكواكب اتفقت مع بعضها البعض لتظهر بجانب بعض فى 25 نوفمبر 2021، لمشاهد الحدث العالمى فى حفل مهيب شغل العالم قبل انطلاقه، لتسجل فى التاريخ أن يوم افتتاح أقدم الطرق التاريخية على الإطلاق اجتمع ثلاثة كواكب فى السماء فى ظاهرة نادرة من نوعها.
طريق الكباش الفرعونى هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية "آخر أسر عصر الفراعنة".
يذكر أن الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، كشفت أن هذه الكواكب الثلاثة سترصد بعد غروب الشمس وبداية الليل، وعادة ما تكون هذه الكواكب مرئية بالعين المجردة لكنها لا تصطف دائمًا في تشكيل يفوق كل النجوم الأخرى القريبة في السماء.
ستظهر الكواكب الثلاثة فوق الأفق الجنوبي الغربي وسيكون كوكب الزهرة هو الألمع يليه كوكب المشترى، وزحل هو الأخفت، لن تكون هناك حاجة لاستخدام التلسكوب، وأن هذا الاجتماع الكوكبي الثلاثي سيبقى مرئياً لعدة أيام حتى نهاية شهر نوفمبر الجاري.