تفتتح جامعة جيان الإسبانية فى الخامس والعشرين من نوفمبر الجارى، أول معرض كبير لاكتشافات بعثة أثرية إسبانية فى مصر، ويقام المعرض تحت عنوان "عِقد من الحفريات في قبة الهوا. نتائج جامعة جيان"، ويضم 300 قطعة أثرية تم اكتشافها خلال ما يزيد عن عشر سنوات من الحفريات فى مصر وسوف يتم عرضها لأول مرة ولمدة لا تقل عن عامين فى متحف النوبة بأسوان، واحد من أكثر المتاحف حداثة وكذلك من أول المتاحف من حيث عدد الزوار في مصر.
وسوف يحضر الافتتاح العديد من القيادات والشخصيات المرموقة من الجانين المصري والإسباني، ويترأس الوفد الإسبانى رئيس جامعة جيان، خوان جوميث أورتيجا، والمستشار الثقافي لسفارة إسبانيا بالقاهرة، كانديدو كريس استرادا، ورئيس البعثة الأثرية لجامعة جيان، أليخاندرو خيمينيث سرانو، وكذلك أعضاء مشروع قبة الهوا والذين يقومون حالياً بأعمال الحفر والتنقيب في بعثتهم الثالثة عشر في ذلك الموقع الأثري الهام.
ومن الجانب المصري سيحضر الافتتاح اللواء أشرف عطية عبد البارى، محافظ أسوان، وكذلك أحمد عبدالرحمن مدير متحف النوبة، والدكتور أيمن عثمان، رئيس جامعة أسوان وعبدالمنعم سعيد مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، بجانب العديد من القيادات والشخصيات العامة المنتمية للعالمين الأثري والأكاديمي.
ويقدم المعرض جولة بين عادات الدفن المصرية على مدار ما يقرب من ألفي عام من خلال 300 قطعة أثرية اكتشفتها بعثة الجامعة الإسبانية في هذه المنطقة الجنائزية الهامة، ويضم المعرض المجموعات الجنائزية التي تم اكتشافها في أكثر من 10 مقابر، لم يكن قد تم الوصول إليها قبل ذلك، وهو ما يجعل هذه المقتنيات من أبرز المجموعات الأثرية الموجودة على المستوى العالمي، بجانب التوابيت والتماثيل وأدوات الزينة وشواهد القبور، ويستطيع الزوار أيضاً مشاهدة بقايا أقدم سرطان ثدي تم اكتشافه حتى اليوم والذي يعود لعام 2100 قبل الميلاد.
ويشار إلى أن جامعة جيان ومجلسها الاقتصادي الاجتماعي مولوا هذا المعرض بالكامل. وصمم العرض المتحفي للمجموعة الشركة الإسبانية ملكة القلوب وساهم في إخراج العرض المتحفي أعضاء مشروع قبة الهوا وخاصة المسئولين عن الترميم وكذلك العاملين بمتحف النوبة.
وفي سياق متصل بهذا المعرض، تواصل بعثة جامعة جيان متابعة أعمال الحفر والتنقيب ودراسة مقابر حكام فَيلُة والذين دفنوا في التل الذي يعرف في يومنا هذا بقبة الهوا، وتعتبر الأهداف الرئيسية للبعثة هذا العام هي التركيز على أعمال الحفر التي تجري في الآبار الجنائزية الموجودة في القبر المهيب للحاكم سارينبوت الأول والذي عاش في حوالي عام 1900 قبل الميلاد ومقابر خلفائه خيما وسارينبوت الثانى، وبالإضافة إلى ذلك، أجرت الجامعة مسحاتها الأولى برادار استكشاف باطن الأرض في قطاع كبير من المنطقة الجنائزية والذي لم تتم فيه حفريات من قبل، كما تدرس البعثة قطع أثرية عثر عليها في بعثات سابقة.
وساهم في تمويل هذه البعثة كل من مؤسسة بالارك، ومجموعة كالديرون، والجمعية الإسبانية لعلم المصريات.