بين السبت 3 إبريل 2021، والخميس 25 نوفمبر 2021، حدث فى مصر الكثير من القصص والروايات التى تستحق أن تروى، فالقصة لا تقتصر على الاحتفالية المهيبة لنقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة، أو افتتاح طريق الكباش بالأقصر، وإنما القصة عنوانها الوحيد «مصر بتتغير».
الاحتفاليات فى حد ذاتها مبهجة وتبعث فى العقول والقلوب روحا جديدة طالما بحثنا عنها لسنوات طويلة، لكن هذه الاحتفاليات ما هى إلا عنوان قصير لقصة بطولية طويلة اسمها الحقيقى «مصر الجديدة».
مصر الجديدة التى ربطت مستقبلها بالماضى التاريخى لدولة كانت ملء السمع والبصر فى العالم كله، وفى مراحل كثيرة كانت المتحكمة فى القرار والمصير، وباتت حضارتها محل إعجاب الجميع، فى الماضى والحاضر وستظل كذلك فى المستقبل.
مصر الجديدة التى تنظر للمستقبل اعتمادا على سواعد أبنائها الذين يملكون الكثير ليقدموه ليس لمصر فقط، وإنما للعالم كله، معتمدين على رصيد كبير من الخبرات والتجارب السابقة التى كانت ولا تزال محل ليس فقط إعجاب وإنما إدهاش الجميع.
هذه السواعد كانت فقط تنتظر من يبعث فيهم الأمل، ويعتمد عليهم فى بناء الدولة الجديدة، وها هو مبعث الأمل موجود، إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى منذ أن تسلم الحكم فى 2014، ولديه إيمان وثقة تامة فى قدرات وإمكانيات الشعب المصرى، خاصة الشباب، ممن لا يكلون ولا يملون من تقديم الجديد، الذى يصب فى جهة وحيدة، وهى بناء الدولة الحديثة، التى تؤمن مستقبل الأبناء والأحفاد.
بدأت مصر العمل والبناء تحت قيادة رئيس لديه الكثير من الأفكار والأحلام التى يعمل لتحويلها إلى واقع، واثقا فى قدرات وإمكانيات أبناء مصر الذين كانوا على قدر الثقة والمسؤولية، فكانت النتيجة ما نراه يتحقق يوميا على أرض مصر من مشروعات قومية وأفكار وطنية جعلت مصر تتحول فى سنوات قليلة لم تتخط السبع سنوات من دولة أقرب للفشل إلى دولة واثقة من نفسها ومؤثرة فى محيطها وصاحبة فكر وقرار.
احتفالية طريق الكباش ومن قبلها موكب المومياوات جزء من رؤية مصر الجديدة بالاعتماد على سواعد المصريين، لما لا وهم قادرون بالفعل على ذلك، فعلوها فى بناء قناة السويس الجديدة فى عام واحد فقط، وقت أن كان العالم كله ينظر لمصر على أنها دولة مأزومة، لكن كيف تكون مأزومة وهى مصر وفى قيادتها رئيس اسمه عبدالفتاح السيسى.
فى الاحتفاليتين كانت الفكرة مصرية والتصميم والإخراج والتنفيذ وكل شىء مصرى 100%، هل كان لأحد أن يتخيل حدوث ذلك قبل 2013؟.. بالطبع الإجابة لا، لأن مصر كانت فى هذا الوقت متخبطة، ولا تعرف أى السبل التى ستسير عليها، وفقد الجميع الأمل فى المستقبل، إلى أن جاء مجدد الأمل ومبعث الثقة فى كل المصريين، لتنفجر الطاقات فى قلوب وعقوب الجميع، شباب وكبار، رجال ونساء، فتحقق على أيدى الجميع ما كنا نعتبره مستحيلاً.
«طريق الكباش» الذى يعد من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، هو أحد فصول رواية «مصر الجديدة» التى تستحق أن تروى بكل تفاصيلها، ليتعلم الجميع، ليس فقط المصريون، وإنما العالم كله، يتعلم قصة الكفاح التى كتبت بأيد مصرية، تخلت عن عقدة الخواجة، وبدأت فى بناء تاريخ خاص بها، أساسه العمران والتنمية، وفى نفس الوقت الحفاظ على التراث والتاريخ، وفوق كل ذلك، بناء الإنسان المصرى، الذى إذا وثقت فيه استطاع أن يروض الجبال لنرى بينها طرقا لم تكن فى تفكير أى منا.
لن أتحدث كثيرا عن الاحتفالية التى أبهرت العالم أجمعه، كما انبهر العالم أيضاً باحتفالية نقل المومياوات الملكية، لأن الكثير قيل فى شأن الاحتفاليتين، قيل على لسان من ليسوا مصريين، ممن وقفوا مبهورين بعظمة وإصرار هذا الشعب الأبى، وقدرة رئيسه على ترجمة الأحلام إلى واقع، فقط سأتحدث عن شىء وحيد، وهو التصميم والإرادة التى يتحلى بها كل مصرى اليوم، بعدما تأكد أن «خير البلد للمصريين جميعا» وليس لحفنة أو جماعة معينة، فكان الرد على الأرض، من خلال عقول وسواعد بنت ولا تزال تبنى بجد وإصرار.
هذا هو ما يستحق أن نكتب عنه الكثير والكثير، فالاحتفالية من وجهة نظرى، هى رمز لهذا الكفاح وهذه الإرادة المصرية الخالصة، وفى القلب منها ثقة المصريين فى بلدهم ورئيسهم، مما جعلهم يقفون خلفه فى كل قرار أو تحرك يقوم به، لأنهم لمسوا عن حق صدق ما يقوله، ونيته الخالصة لإحداث نقلة نوعية لدولة تستحق أكثر مما هى عليه الآن، ولشعب ما زال لديه الكثير ليقدمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة