عانى رواد ونجوم الفن الكبار كثيراً فى سبيل حبهم للفن ورغبتهم فى الاشتغال به فى زمن كان يعتبر الفنان مشخصاتى وبهلوان ولا تقبل شهادته فى المحاكم ، ومن بين هؤلاء الفنانين الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى روت فى العديد من حواراتها ما تعرضت له من معاناة فى سبيل حبها للفن وعملها به.
وفى حوار نادر للفنانة الكبيرة روت بعض المواقف التى حدثت لها وهى فى سن الطفولة والصبا، وقالت إنها كانت تعيش فى طنطا مسقط رأسها عام 1920 عندما افتتحت إحدى السينمات هناك فكانت عيداً للكبير والصغير.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أنها وهى فى سن 6 سنوات اصطحبها خالها إلى السينما لأول مرة، فشعرت بفرح وسعادة كبيرة وكأنها انتقلت إلى عالم أخر وهى تشاهد الفيلم ولكنها عندما عادت إلى المنزل وعرف والدها بأن ابنته ذهبت للسينما اشتغل غضبه وأمسك بالكرباج وضربها به علقة ساخنة بلا رحمة وهو يردد " معنديش بنات يروحوا سينما ويشوفوا المسخرة وقلة الأدب" ، ولم يشفع لها تدخل خالها ومحاولته أن يؤكد لوالدها أنه هو الذى أخذها معه ، وتشاجر الأب معه ومع والدة أمينة وكاد الأمر يصل للطلاق.
وعندما وصلت امينة رزق لسن الثامنة توفى والدها واصطحبتها والدتها للعيش فى القاهرة، والتحقت بمدرسة ضياء الشرق، وعندما عاد سعد باشا زغلول من منفاه وخرج الشعب له لاستقباله، خرجت مدرسة أمينة رزق أيضا للاحتفال مع الجماهير، وحملت الطالبات زميلتهن أمينة على أكتافهن وأخذت تهتف وتلقى خطبة رنانة فى حب سعد زغلول وفى الوطنية والفداء وأعجب بها سعد زغلول ومن يومها أصبحت معروفة بين زميلاتها فى المدرسة بموهبتها فى الخطابة وبصوتها القوى.
وكانت أسرة أمينة رزق تعرف أسرة أحمد عسر الذى كان يعمل مع يوسف وهبى فى مسرح رمسيس، وكانت أمينة تستمع إلى أحاديث عسر عن يوسف وهبى ومسرحه فشعرت برغبة شديدة فى أن تقابل يوسف بك وتعمل فى مسرحه، فاصطحبها عسكر هى وخالتها أمينة محمد إلى مسرح يوسف وهبى ، وكان يوسف بك وقتها مشغولاً ومشهوراً، ولم تكن مقابلته بالأمر السهل ولكنه أحسن استقبال الأمينتان، وعملت معه أمينة رزق لأول مرة فى مسرحية " الذهب" وكان عمرها لا يتجاوز 9 سنوات، وعلمت والدتها بالأمر فضربتها علقة ساخنة، وحرمت عليها الخروج.
وجلست أمينة رزق مع خالتها أمينة محمد التى كانت تهوى الفن مثلها يتدبران أمرهما، فاقترحت الخالة أن يهربان ويعملان فى فرقة رمسيس ولكن أمينة الصغيرة لم تجرؤ على هذه الخطوة، وتسللت هى وخالتها مرة ثانية إلى مسرح رمسيس حيث كتب لها يوسف وهبى عقداً وأعطاها نسخة العقد لتوقعه من ولى أمرها، وبالطبع لم تجرؤ أمينة رزق على أن تعطى والدتها العقد لتوقيعه، فزورت توقيع ولى الأمر بيدها، وصدق يوسف وهبى أن ولى أمرها هو الذى وقع العقد ومنحها أول أجر وكان 4 جنيهات، لتبدأ أمينة رزق عملها رسمياً مع يوسف وهبى فى مسرحية "راسبوتين"، حيث قامت بدور ولد أعرج، ونجحت فى الدور وقال لها يوسف بك أنها ستصبح احسن ممثلة دراما فى مصر وبالفعل تحققت نبوءته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة