تعود أوروبا من جديد للحياة الطبيعية ويسود حالة من الطمأنينة بعد وصول "حبة" لعلاج أعراض فيروس كورونا بعد عامين من التوتر والقلق بسبب الوباء الذى أدى إلى خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، ومنحت أوروبا الضوء الأخضر لاستخدام أول حبة مضادة لكورونا، والتى يمكن أن تقلل من دخول المستشفى والوفاة بسبب الوباء إلى النصف، وذلك بعد أن وافقت وكالة الأدوية الأوروبية على استخدامها.
وتشير الدراسات إلى أن هذا الدواء يقلل من قدرة الفيروس على التكاثر فى الجسم، وبالتالى تضمن تجنب الوفاة الناتجة من الإصابة بالفيروس، كما تضمن وكالة الأدوية الأوروبية أنه فى ديسمبر المقبل سيصدر حكمًا بشأن إمكانية تطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.
وتعتبر المملكة المتحدة أول دولة فى أوروبا تصرح بمولنوبيرافير، وهو اسم علاج كورونا، بعد موافقة السلطات الصحية، مما يضمن أنه آمن وفعال فى الحد من مخاطر دخول المستشفى والوفاة فى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الخفيف إلى المتوسط والذين يعانون من مخاطر إضافية".
توصية المنظمين هى أن الحبوب، التى تم تطويرها فى الأصل لعلاج الأنفلونزا، يجب أن يأخذها هؤلاء الأشخاص المعرضون للخطر مرتين فى اليوم، مشيرة إلى أن هذا الدواء يعالج إنزيمًا يستخدمه الفيروس ليصنع نسخًا منه، ويمنع تكاثره ويحافظ على الحمل الفيروسى عند مستويات منخفضة فى الجسم، وبالتالى يقلل من شدة المرض.
وأشارت صحيفة "كوبى" الإسبانية أن المرضى الذين لديهم أعراض خفيفة إلى معتدلة من فيروس كورونا يتناولون أربعة أقراص مولنوبيرافير مرتين فى اليوم لمدة خمسة أيام.
وكان ماركو كافاليرى، رئيس إستراتيجية التطعيم فى هذه وكالة الأدوية الأوروبية، قال أن وكالة الأدوية الأوروبية "مستعدة لتقديم المشورة" للدول الأعضاء حتى يتمكنوا من استخدام هذا العلاج الجديد فى حالات الطوارئ، قبل المصادقة على الترخيص الأوروبى النهائي.
يعتقد الأطباء أن هذا العلاج قد يكون مناسبًا بشكل خاص للأشخاص الذين لا يستجيبون جيدًا للقاحات، حيث أظهرت العديد من الدراسات أنه يمكن أن يقلل من فرص الوفاة أو الاستشفاء إلى النصف النصف للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض خطير، مثل هؤلاء مع السمنة وأمراض القلب والسكرى أو الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
على وجه التحديد، تقلل الحبوب المضادة للفيروسات الأعراض وتسرع من الشفاء ويمكن أن تخفف من عدد مرات دخول المستشفى وتساعد فى الحد من تفشى المرض فى أفقر البلدان ذات النظم الصحية الهشة.
وقال وزير الصحة البريطانى ساجيد جافيد "اليوم هو يوم تاريخى لبلدنا، حيث أن المملكة المتحدة هى الآن أول دولة فى العالم تعتمد مضادًا للفيروسات يمكن تناوله فى المنزل لمكافحة فيروس كورونا". وأوضح أن الصحة الوطنية ستقوم الخدمة بإجراء دراسة لوضع خطط لتنفيذ مولنوبيرافير للمرضى فى أقرب وقت ممكن.
وصف المدير التنفيذى للوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية، جون رين، العقار بأنه "علاج آخر لدرعنا ضد كوفيد -19"، مضيفًا أن موافقته مهمة لأنه يمكن أخذه خارج المستشفى.
هذه الأدوية المضادة للفيروسات الجديدة تملأ فجوة فى الترسانة ضد المرض. اللقاحات التى تم تطويرها فى وقت قياسى تعمل عند النقطة الأولى للعدوى، مما يقلل من خطر الإصابة. العلاجات التى أثبتت فعاليتها فى المستشفيات تعمل فى مراحل متقدمة من فيروس كورونا، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة والوفيات. ولكن حتى الآن لم يكن هناك علاج للمرحلة المتوسطة، مما يمنع الحالات الخفيفة فى البداية من أن تصبح شديدة.
أعلنت الحكومة البريطانية، التى تواجه أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس كورونا فى العالم، فى 20 أكتوبر الماضى أنها طلبت 480 ألف علاج مولنوبيرافير، كما وقعت عقدًا لتضمن لنفسها 250 ألف علاج من ريتونافير، وهو مضاد آخر للفيروسات من المختبر الأمريكى فايزر المستخدم بالفعل ضد فيروس نقص المناعة البشرية، الذى أصبحت فعاليته ضد فيروس كورونا الآن موضوع تجارب إكلينيكية.
ومن ناحية آخرى، قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية أن هناك مخاوف من انتشار الفيروس من جديد فى القارة العجوز حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وتيرة انتقال وباء كورونا مقلقة جدا محذرة من أن حالات الوفاة الجديدة قد تصل إلى نصف مليون حالة بحلول فبراير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة