قبل إكمال عامين على ظهور فيروس «كوفيد - 19»، والجدل الذى رافق الجائحة واللقاحات، تبدأ بوادر أمل مع الإعلان عن حبة دواء ربما تساهم فى خطوة إيجابية تجاه إنهاء الإغلاق والقلق فى دول العالم، ومثلما كان هناك سباق بين الشركات والدول لإنتاج لقاحات مضادة للفيروس، تواصل السباق نفسه فى التوصل إلى علاج يمكنه أن يحسم الموقف من الجائحة، التى أدت إلى خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، ولا تزال تأثيراتها متواصلة على الاقتصادات الكبرى والمتوسطة والصغرى على حد سواء.
ومثلما كان الأمر مع السعى لإنتاج اللقاحات، هناك سباق بين الشركات والدول الكبرى للتوصل إلى عقار يقلل من أعراض ووفيات فيروس كورونا، الذى أصاب نحو 249 مليون شخص، وتسبب، فى وفاة أكثر من 5 ملايين آخرين من مختلف دول العالم، وبجانب اللقاحات، قد تحسم الهيئات الطبية مصير الأدوية التى لا تزال تحت التجريب، وحسب صحيفة «إيه بى سى» الإسبانية، فقد منحت أوروبا الضوء الأخضر لاستخدام أول حبة مضادة لفيروس كورونا، يمكن أن تقلل من دخول المستشفى والوفاة بسبب الوباء إلى النصف، وذلك بعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية على استخدامها.
وقد وافقت السلطات الصحية فى المملكة المتحدة الأسبوع الماضى على الدواء، وأنه «آمن وفعال فى الحد من مخاطر دخول المستشفى ووفاة فى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الخفيف إلى المتوسط والذين يعانون من مخاطر إضافية»، وهذا الدواء تم تطويره فى الأصل لعلاج الأنفلونزا، وأنه يمنع تكاثر الفيروس ويجعل مستوياته منخفضة فى الجسم، وبالتالى يقلل من شدة المرض.
وتعتبر المملكة أول دولة فى أوروبا تصرح بمولنوبيرافير، والذى أعلنت شركة الصناعات الدوائية «ميرك» Merck عنى إنتاجه فى صورة أقراص حسبما نشرت مجلة نيتشر العلمية المعروفة، وقالت إنه قد يصبح أول علاج مضاد للفيروسات يؤخذ عن طريق الفم لـ«كوفيد - 19»، ويجب أن يأخذها المعرضون للخطر، مرتين يوميا لمدة خمسة أيام.
وأعلنت الحكومة البريطانية، التى تواجه أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس كورونا فى العالم، فى 20 أكتوبر الماضى أنها طلبت 480 ألف قرص مولنوبيرافير، كما وقعت عقدا لتضمن لنفسها 250 ألف قرص من ريتونافير، وهو مضاد آخر للفيروسات من فايزر ويستخدم بالفعل ضد فيروس «الإيدز»، ويتم اختباره ضد فيروس كورونا، وبجانب هذا العقار الذى يقترب من الحصول على موافقة الهيئات الطبية الأوروبية، يُعد عقار «ريمديسفير» الذى طورته شركة «جيلياد» الوحيد الذى اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج «كوفيد - 19»، ويرى الباحثون أنه يختصر المدة المطلوبة للشفاء من المرض بمقدار خمسة أيام فى المتوسط، لكن شركة «ميرك» تتطلع أن يصبح «مولنوبيرافير» ثانى الأدوية التى تعتمد فى علاج المرض.
وهناك تجارب ومحاولات من شركات صينية وهندية وروسية، وفى كل دول العالم للتوصل إلى إنتاج عقار يمكنه تقليل أعراض الفيروس التاجى، أو القضاء عليه، وتقول دراسة كتبتها كاسندارا ويليارد فى مجلة «نيتشر»، إنه «فى ضوء محاولات الباحثين الحثيثة لاختبار فعّالية الأدوية المعتمدة بالفعل، تفتش الشركات الصيدلانية وشركات التقنيات الحيوية فى ترسانتها من الأدوية بحثا عن أى مركبات يُعرف عنها أنها ذات تأثير مضاد للفيروسات، يمكنها مقاومة فيروس كورونا «سارس - كوف 2»، وهى ليست منتجة لمواجهته لكن يجرى اختبار مدى قدرتها على فرملة الفيروس، وهو ما قد يحقق نجاحات لهذه الشركات، ويضعها فى موقع متقدم ضمن سباقات مواجهة الفيروس الأكثر إثارة وغموضا فى القرن الواحد والعشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة