خلال أقل من شهر، نجحت مصر فى عقد عدد من الفعاليات الكبرى، وتم هذا بنجاح وبإجراءات متوازنة، فى وقت يتجه فيه العالم إلى الإغلاق خوفا من الجائحة، وكلها فعاليات متواصلة وكاشفة عن مدى القدرة، ونتاج عمل شاق طوال 7 سنوات فى برامج تنمية على جميع المحاور، وعلى رأسها الأنشطة التى تولد عوائد، وأيضا تنتج المزيد من فرص العمل، فضلا عن اتجاه أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إعادة صياغة الاقتصاد والصناعة والزراعة والأنشطة المختلفة، بالشكل الذى يوفر أى منتج بديل عن استيراده، بما يمثل عائدا مزدوجا، وهو ما تم فى مجالات صناعات النسيج والجلود، وفى نفس الوقت، دعم كل ما يمكن أن يزيد من إقبال السياح، ومضاعفة عوائدها.
وبعد التنظيم الناجح والمبهر لافتتاح ممر الكباش فى الأقصر، ومؤتمر الكوميسا أفريقيا، يأتى تنظيم آخر الفعاليات الناجحة، وهو المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021»، وهى المرة الأولى التى يتم فيها تنظيم المعرض بهذه المشاركة الواسعة، باختلاف عن السابقة فى كم المنتجات المصرية، التى تعكس نتائج المجهود فى دعم التنمية، ونوعية المنتج المصرى، وحجم الإقبال من الشركات العالمية فى هذا المجال، حيث تشارك 40 دولة، ويجذب عشرات الآلاف من الزوار، وبالفعل فإن حجم ونوعية المعروض المصرى تعكس الخطوات التى قطعتها مصر فى التصنيع، من خلال الهيئة العربية للتصنيع، أو الإنتاج الحربى، وهو أمر ظهر قبل ذلك فى معرض النقل، الذى عقد قبل أيام، وظهرت فيه منتجات محلية من وسائل النقل النظيف، التى يدخل بعضها الخدمة ضمن منظومة النقل العام، فضلا عن مشاركة فعالة فى برامج ومشروعات التنمية.
معرض إيديكس 2021 الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، يؤكد رؤية مصر فى تطوير كل القطاعات الصناعية ووضعها على خارطة المعارض الدولية للدفاع، وحسب ما قاله المهندس محمد أحمد مرسى، وزير الدولة للإنتاج الحربى، قبل أيام من المعرض فى حديث لـ«اليوم السابع» أجراه زميلنا زكى القاضى، فإن هناك توجيهات مستمرة من الرئيس بشأن توسيع وتعميق دائرة التصنيع للمنتجات العسكرية، وأن وزارة الإنتاج الحربى تشارك فى معرض «EDEX 2021»، بمنتجات جديدة منها رادارات وأنواع جديدة من الذخائر والمدرعة سيناء 200، وبالطبع فإن توفير احتياجاتنا من الذخائر، يوفر الكثير مما يدفع للاستيراد، ويؤمن حاجات القوات فى ظل أى تحولات أو تغيير فى السياسات والعلاقات الإقليمية والدولية.
وبجانب تلبية مطالب واحتياجات القوات المسلحة والشرطة، من أسلحة وذخائر ومعدات مختلفة، تتم الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركات الإنتاج الحربى فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية بالدولة، فى مجالات «الكهرباء والطاقة، الطرق والمواصلات، تطوير البنية التحتية، الرعاية الصحية، التنمية المحلية، والاتصالات»، وغيرها من المجالات، حيث ساهم الإنتاج الحربى فى إنشاء العديد من شبكات وخطوط الكهرباء بالمدن الجديدة ومحطات طاقة شمسية فى العديد من المؤسسات والجهات، وآبار المياه التى تعمل بالطاقة الشمسية، ومحطات معالجة مياه الصرف الزراعى والصناعى، ومحطات الرفع والشبكات وأنظمة رى حديثة، وفى مجال النقل والمواصلات، تطوير مزلقانات ومحطات السكك الحديدية إلى جانب تطوير ورفع كفاءتها.
وكما يقول الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، فإن تصنيع الأسلحة فى مصر يقوم به أكثر من جهة، ولكل تلك الجهات استراتيجية تعمل على توحيدها، وتجعلها متكاملة ومتعاونة لإنتاج النظم الدفاعية التى تؤمن حدود مصر الجوية أو الأرضية أو البحرية.
والواقع أن كل هذه التطورات تنطلق من إدراك الدولة المصرية لضرورات الاعتماد على النفس فى ضمان الأمن القومى، انطلاقا من امتلاك القدرة، من دون تدخل أو تهديد، وإنما من إدراك لأهمية وجود توازن إقليمى، وبناء ثقة فى نفوذ رشيد، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى افتتاح المعرض، وهى رسالة سلام وتأكيد لحفظ التوازن الإقليمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة