قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المعركة ضد متحور كورونا الجديد أوميكرون تعيقها الاستجابة المفككة من الدول حول العالم فى التعامل مع هذا التطور الجديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول فى جميع أنحاء العالم تعاملت مع ظهور أوميكرون بطريقة مجزأة فى دورة مألوفة بشكل مؤلم لتتبع الحالات الأولى، وتبادل الاتهامات ومنع السفر، وهو ما كان دوما يعرقل التعامل مع الجائحة.
ونظرا لأن الخوف والاستسلام يسيطران على معظم أنحاء العالم، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الخطر الذى يمثله المتغير شديد التحور كان مرتفعا للغاية. ولكن بعد العمل مرة أخرى فى ظل عدم وجود أدلة، اختارت الحكومات مناهج اختلفت بين القارات وبين البلدان المجاورة، وحتى بين المدن داخل تلك البلدان.
ولا يُعرف سوى القليل عن أوميكرون سوى العدد الكبير من التحورات به، وسيستغرق الأمر أسابيع على الأقل قبل أن يستطيع العلماء وبثقة أن يحددوا إذا كان أكثر عدوى، بحسب ما أشارات الأدلة، وما إذا كان يسبب مرض أكثر خطورة، وكيف يتعامل مع اللقاحات.
ذهبت الصحيفة إلى القول بأن الإعلام الصينى شمت بالديمقراطيات التى تحذو حذو الصين الآن مثل اليابان واستراليا ودول أخرى تخلت عن مغازلة العودة للحياة الطبيعية وأغلقوا حدودهم أمام العالم. وقالت إن الغرب دفع ثمن أنانيته بعد أن خزّن اللقاحات على حساب الدول الفقيرة.
وفى الولايات المتحدة، طالب المسئولون الفدراليون الحاصلين على اللقاح بالحصول على جرعة معززة. وسعى الرئيس بايدن لطمأنة الأمريكيين بالقول إن المتحور الجديد ليس مقلقا. وأشار إلى أن إدارته تعمل مع مصنعى اللقاحات لتعديلها لو تبين ضرورة هذا الأمر.
وفى جنوب أفريقيا، التى ظهر بها المتحور الجديد لأول مرة، انتقد قادتها قرارات منع السفر منها باعتبارها ذات نتائج عكسية فى تتبع الفيروس، وقالوا إنهم يمكن أن تسببا تراجعا عن الشفافية بشأن التفشى.
لكن مع زيادة تسليم اللقاحات لأفريقيا، بدأت بعض الدول تفرض إلزامية الحصول على التطعيم للحد من انتشار الفيروس. فأعلنت حكومة غانا ضرورة حصول موظفى الحكومة ولعاملين فى مجال الرعاية الصحية والموظفين والطلاب على التطعيم بحلول 22 يناير.
أمام أوروبا التى تصرفت بشكل مختلف بحظر السفر من دول جنوب أفريقيا، فإنها تسرع من توزيع الجرعات المعززة أملا فى ان تعمل ضد أوميكرون، كما تم تعديل أو إعادة النظر فى عدد من تدابير التباعد الاحتماعى، حتى فى الدول المقاومة لمثل هذه القيود مثل بريطانيا.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية إن الافتقار إلى نهج عالمى متسق ومتماسك قد أسفر عن استجابة متفرقة ومفككة، مما أدى لإلى سوء الفهم والمعلومات المضللة وانعدام الثقة.
وكانت منظمة الصحة قد عقدت على مدار ثلاثة أيام جلسة خاصة لمناقشة اتفاقية لضمان مشاركة البيانات والتكنولوجيا وإتاحة اللقاحات بشكل متساو. وحث الاتحاد الأوروبى على أن تكون الاتفاقية ملزمة قانونا، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك.
وأكد الاقتراح ذاته أنه بعد مرور عامين على انتشار الجائحة المدمرة التى أودت بحياة الملايين، ودمرت اقتصاديات دول وحرم الكثير من أطفال العالم من التجارب، لا يوجد حتى الآن خطة عالمية للخروج منه.
وكان عدد من الخبراء قد أكد أن قرارات تعليق السفر مع دول جنوب أفريقيا التى ظهر بها المتحور، ما هى إلا محاولة لشراء الوقت، حيث أثبتت قرارات غلق الحدود وتعليق السفر السابقة أنها لم تمنع انتشار المتحورات مثل دلتا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة