"الحزب الديمقراطى المصرى" كتاب يكشف جانبا من تاريخ الأحزاب المصرية

السبت، 11 ديسمبر 2021 02:00 ص
"الحزب الديمقراطى المصرى" كتاب يكشف جانبا من تاريخ الأحزاب المصرية غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب "الحزب الديمقراطى المصرى 1918 – 1923 .. صفحة من تاريخ الأحزاب المصرية" للدكتور أحمد زكريا الشلق، ويكون ضمن إصدارات الهيئة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2022 .
 
الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس، شغل منصب رئيس قسم التاريخ وبعده وكيل الكلية، ويشرف على سلسلة تاريخ المصريين بالهيئة منذ سنوات، وأشرف على عدد كبير من الرسائل العلمية فى التاريخ الحديث والمعاصر.
 
يؤرخ الكتاب لصفحة مطوية من تاريخ الحياة الحزبية فى مصر، فيدرس تاريخ الحزب الديمقراطى المصرى الذى نشأ وعاش خلال مرحلة المد الوطنى العظيم لثورة 1919 ، وشغل فترة الفراغ الحزبى التى أعقبت الحرب العالمية الأولى واستمرت حتى تكوين الوفد وبداية التجربة الحزبية الثانية التى شهدتها مصر فى ظل ظروف ثورتها الوطنية وما بعدها.
 
الحزب الديمقراطى المصرى
 
تكمن أهمية الكتاب، فضلا عن تأريخه لحزب لم يحظ باهتمام المؤرخين، فى أنه يعد أول تجربة أقامها المثقفون المصريون لتأسيس حزب سياسى يشكلون هم قياداته وأغلب عناصره.
 
ومن أبرز هؤلاء المؤسسين الأساتذة والدكاترة منصور فهمى ومحمد حسين هيكل والشيخ مصطفى عبد الرازق ومحمود عزمى وعزيز ميرهم وغيرهم، الأمر الذى يلقى أضواء عن دور المثقفين فى العمل السياسى والوطنى من خلال تأسيس حزب سياسي.
 
الدكتور أحمد زكريا الشلق أهدى كتابه إلى روح الأستاذ الدكتور أحمد عزت عبد الكريم رائد جيل من مؤرخى مصر والعالم العربي.
 
وفى مقدمة الكتاب يذكر الدكتور أحمد زكريا الشلق أن مصر شهدت أول مرحلة حزبية تعددية فى تاريخها بين عامى 1907 و1914 وانتهت مع بداية الحرب العالمية الأولى، بعد إعلان الحماية البريطانية وفرض الأحكام العرفية وتشديد الرقابة على النشاط الوطنى.
 
ويستطرد المؤلف: "مضت سنوات الحرب التى ابتعد خلالها أعيان حزب الأمة عن السياسة وانصرف عدد من كتابه ومثقفيه إلى الكتابة فى موضوعات الأدب والإصلاح الاجتماعي، بينما اختفت قيادات الحزب الوطنى فى غياهب السجون، و فر بعضها الآخر إلى خارج البلاد، ولم يعد هناك نشاط حزبي".
 
وتابع زكريا "استمر هذا الحال بين عامى 1914 و1922 الذى شهد بداية المرحلة الثانية من النشاط الحزبى مع ظهور حزب الأحرار الدستوريين فى أواخره عندما انشقت جماعة العدليين عن تجمع الوفد وألفوا هذا الحزب، الأمر الذى جعل السعديين يحولون بقية التجمع الوفدى إلى حزب سياسى أيضا فى العام 1923م، أما من تبقى من أنصار الحزب الوطنى فقد لملموا أنفسهم وعقدوا قيادة حزبهم إلى حافظ رمضان فى أواسط العام نفسه أيضا".
 
ويقول الشلق: إنه خلال فترة الفراغ الحزبى بين 1914 و 1922 برزت جماعة من الشباب المثقفين المستنيرين الذين درسوا فى أوروبا وتشربوا الاتجاهات الليبرالية والاشتراكية وغيرها، وكان منهم بعض من تلاميذ لطفى السيد وصحيفة “الجريدة” الذين ضاقوا ذرعا بأساليب السياسيين المحافظين، فألفوا “جماعة السفور” للتبشير بأفكارهم الإصلاحية والتنويرية، وإن اقتصروا فى ذلك على المجال الاجتماعي؛ دون السياسي؛ بسبب ظروف الحرب، التى ما إن وضعت أوزارها فى أواخر 1918 ، وتكون تيار التجمع الوطنى الذى تولت قيادته هيئة الوفد وعقدت رئاسته لسعد زغلول للمطالبة بحقوق البلاد فى الحرية والاستقلال، رأى هؤلاء الشباب أن الفرصة باتت سانحة للانخراط فى هذا التيار وهيئته، فقرروا تحويل جماعة السفور إلى “الحزب الديمقراطى المصري” بعد أن رفض سعد زغلول تمثيلهم فى هيئة الوفد لأنهم ليسوا حزبا سياسيا.
 
وأردف زكريا "بدأ شباب هذا الحزب الوليد يملأ الفراغ الحزبى على طريقتهم الحديثة من خلال نشاط تثقيفى تنويرى يتخذ من الثقافة السياسية سلاحا ومجالا، كانت مصر فى حاجة إليه لدعم النشاط السياسى والوطنى الذى يقوم به السياسيون العمليون؛ خاصة وأنهم وجدوا فى أنفسهم من القوة والنشاط ما يجعلهم حزبا سياسيا قائما بذاته، يستطيع أن يحقق أهدافه إلى جانب التجمع الوفدي، بل ويستطيع دعم جهوده بجرأة وعقول شبابه المتحررة".
 
ويؤكد زكريا أن الحزب الديمقراطى المصرى لم يخرج من صلب الوفد أو ينشق عليه سواء عندما كان تجمعا أو متى صار حزبا، وأنه آثر أن يدعمه، ويرفده بتقاريره وبياناته وإبراز مواقفه الوطنية، سواء فيما يتعلق بالجلاء واستقلال الوطن أو الدستور والحكم النيابي، وهو ما تظهره الوثائق الملحقة بالكتاب وتكشف أن جماعة الحزب الديمقراطى لم تكن أقل تمسكا بالحقوق الوطنية من السياسيين الكبار فى الوفد، وأنها جسدت رؤية المثقفين والمفكرين المعنيين بشئون الوطن على نحو رشيد يكمل النشاط السياسى العام.
 
ويختتم الدكتور أحمد زكريا الشلق "إذا كان هناك من يرى أن حزب المثقفين هذا أدركته إحدى آفات المثقفين، وهى أنهم يختلفون أكثر مما يتفقون، وأن حزبهم ظل قاهريا ولم يصبح جماهيريا ليبقى ويستمر، فربما لاقتناعهم بأن دورهم الفكرى والثقافى والتنويرى أهم من الرغبة فى ممارسة النشاط السياسى العملى بين الجماهير، وإن اضطروا فيما بعد إلى العمل تحت مظلة السياسيين المحنكين الكبار، وتسربوا إلى حزبى الوفد والأحرار الدستوريين وإلى صحافتيهما عامى 1922 و 1923 لينتهى دور الحزب الديمقراطى المصرى وتاريخه".
 
الكتاب فى خمسة فصول تحمل عناوين "نشأة الحزب وإعلانه، برنامج الحزب ونظامه، البناء الاجتماعى والأيديولوجى للحزب، النشاط السياسى والوطنى للحزب، الديمقراطية والدستور"، بجانب الخاتمة والمصادر والمراجع والملاحق.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة