العالم يودع ميركل بعد عمل دام 16 عاما.. المستشارة الألمانية واحدة من أقوى النساء وأكثرهن نفوذا.. و"المرأة الحديدية" أشهر ألقابها.. والباييس: أنقذت أوروبا من الأزمات.. وصحيفة ترصد أبرز التحديات بعد رحيلها

السبت، 11 ديسمبر 2021 03:00 ص
العالم يودع ميركل بعد عمل دام 16 عاما.. المستشارة الألمانية واحدة من أقوى النساء وأكثرهن نفوذا.. و"المرأة الحديدية" أشهر ألقابها.. والباييس: أنقذت أوروبا من الأزمات.. وصحيفة ترصد أبرز التحديات بعد رحيلها المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ترحل
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الحزن تسيطر على العالم بسبب رحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الحياة السياسية، بعد حوالى 16 عاما فى منصبها، وسلط إعلام إسبانيا الضوء على وجود مخاوف لدى أوروبا بسبب الفراغ الكبير التى ستتركه ميركل المعروفة بالمرأة الحديدية.

وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن رحيل المرأة الحديدية يثير مخاوف كبيرة من فراغ مكان مسئول حل الأزمات فى الاتحاد الأوروبى، فى وقت تواجه فيه الكتلة العديد من التحديات الأساسية لبقائها، حيث إنها القائد الوحيد القادر على إظهار الحزم فى العديد من الأزمات منها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وازمة الهجرة وأيضا الأوبئة.

ميركل على صفحات اسبانيا
ميركل على صفحات اسبانيا

وتقاعدت ميركل فى سن 67 عاما، منذ توليها فى نوفمبر فى عام 2005 حتى عام 2021، وأصبحت السياسية واحدة من أقوى النساء وأكثرها نفوذا على وجه الأرض، وذلك بعد أن استطاعت حل العديد من الأزمات التى تعانى منها القارة العجوز.

وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية إن ميركل استطاعت أن تنقذ أوروبا من أزمات عدة منها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فى الأزمة المالية فى عام 2008، وأشاد العديد من قادة العالم بقيادته وإدارته، كما أن من أهم معالمها تعافي البلاد بعد هذه الأزمة المالية ، واستقبال أكثر من مليون لاجئ في عام 2015 أو إدارة الوباء في عام 2020، فكل هذه الإنجازات سمحت له بالبقاء في السلطة لفترة طويلة ، بينما في بلدان أخرى لم تتوقف التغييرات.

 في الواقع ، طوال حياتها المهنية الطويلة ، شهدت ميركل العديد من قادة العالم يأتون ويذهبون. على رأس الحكومة منذ نوفمبر 2005 ، واستمرت فى السلطة  ع أربعة رؤساء مختلفين في الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل والمكسيك، وكانت أيضًا زميلًا لخمسة رؤساء وزراء بريطانيين وثلاثة رؤساء إسبان، بينما ظلت ميركل في السلطة ، شغل ثمانية رؤساء دول مختلفين أعلى منصب سياسي في بيرو.

الباييس
الباييس


 

وأشارت المستشارة إلى التحديات التي واجهتها ميركل خلال 16 عامًا من توليها رئاسة الحكومة و "الأزمات الكبرى" التي مرت بها ، من الأزمة المالية لعام 2008 إلى فيروس كورونا مروراً بأزمة الهجرة في عام 2015. "أريد أن أفعل ذلك. شكرا لكم .. عملت كثيرا على مدى ال 16 عاما.الماضية. قال لها "يمكنك أن تقول بوضوح أنك أنجزت أشياء عظيمة". وأضاف "لقد شكلتم هذا البلد وهذا المنزل".

وستسلّم القائدة المحافظة مقاليد الحكم في أول قوة اقتصادية أوروبية إلى أولاف شولتز الذي كان في آنٍ معًا خصمها السياسي لكن أيضًا نائبها في المستشارية ووزير المالية في حكومتها.

تحديات تواجه أوروبا بعد طوى صفحة ميركل

وتترك ميركل خلفها هموماً سياسية بقيت عالقة، من الأزمة الأوكرانية - الروسية إلى أزمة كورونا التي طغت على عاميها الأخيرين في السلطة، ولكن رغم ذلك، فهي تغادر السياسة من دون عودة، كما أكدت في آخر مقابلة أدلت بها قبل شهر تقريباً لقناة "دويتشه فيله" حين قالت: "لن أكون وسيطاً في النزاعات السياسية، لقد قمت بذلك لسنوات طويلة، 16 عاماً قضيتها كمستشارة". ما الذي ستقوم به إذن بعد تقاعدها؟ تجيب: "القراءة والنوم".

وقالت صحيفة "لا خورنادا" المكسيكية إن غياب شخصية مثل ميركل عن الساحة الوطنية يمثل تحديات كبيرة، منها تباطؤ الاقتصاد الألمانى والأوروبى.

صحيفة اسبانية
صحيفة اسبانية


 

وتواجه الحكومة الألمانية المقبلة احتمالية كبيرة للغاية أن يتجه الاقتصاد الألماني الموجه نحو التصدير للتراجع، فقد أصبحت ألمانيا في عهد ميركل القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا بفضل صادراتها، وفي 2019 بلغت الصادرات أعلى مستوى لها على الإطلاق اذ بلغت 1.33 ترليون يورو، لكن نتيجة تفشي كورنا انخفضت في العام التالي إلى 1.21 يورو.

ويعتقد الخبير الاستثماري ميتشال أندروا أن توتر العلاقات الأمريكية الصينية والأمريكية الروسية سيضع ضغوطا اقتصادية على ألمانيا ويرى أن ألمانيا أصبحت نتيجة سياسات ميركل تعتمد بشكل مقلق على الأسواق الصينية، ففي 2005 كانت الصين تمثل جزءا بسيطا من الصادرات الألمانية وفي العام الماضي تجاوزت الصين الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لألمانيا، بل إن الصين التي اعتمدت في المراحل الأولى من نموها على الآلات الصناعية والسيارات الألمانية باتت الآن منافسا لها، كما أن الضغوط الأمريكية والشعور الألماني بالخطر الاقتصادي دفعها إلى وضع المزيد من القيود على شراء الصين لشركات التكنولوجيا الألمانية.

كما أنه على صعيد الاستثمارات في البنى التحتية ومكافحة الاحترار المناخي، مع التخلي المرتقب عن الفحم اعتباراً من عام 2030 وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

 

وفى الأشهر الأخيرة، ضاعف قادة الاتحاد الأوروبى التقدير والشكر لميركل التى قادت ألمانيا وأوروبا منذ 2005، وقالت خبيرة فى العلوم السياسية الألمانية جانيس إمانويليديس، من مركز الفكر للسياسة الأوروبية، ليس هناك شك فى أن رحيل ميركل يمثل "نهاية حقبة" بالنسبة للاتحاد الأوروبى.

وقالت إيمانويليديس "بالطبع يترك رحيله فراغا". فى رؤيته، كان على ميركل التعامل مع "أزمة دائمة" فى الاتحاد الأوروبى خلال 16 عامًا من عملها كمستشارة لألمانيا، من بين هذه الأزمات، تبرز الانهيار المالى فى عام 2008، وموجة الهجرة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ووباء فيروس كورونا، وكلها لحظات حرجة أظهرت فيها "الاستمرارية والثبات"، وبالنسبة لإيمانويليديس، يجب على رئيس الحكومة المقبل فى ألمانيا أن "يكبر ليصل إلى هذا الحجم".

 


 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة