أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

المنطقة العربية وصراع الدول الكبرى

الأحد، 12 ديسمبر 2021 12:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أربعون عاما من الصراع والمنافسة بين أطراف إقليمية ودولية على معركة النفوذ والمصالح في دولنا العربية بين دول لديها رغبة في نهب مقدرات الشعوب، هذا الصراع الذى بدأ يتعاظم بشكل أكبر منذ عام 1979م ما أدى لصدام بشكل مباشر أو غير مباشر بين محاور إقليمية فاعلة في المنطقة، وهو ما تسبب في سقوط مئات آلاف الضحايا وملايين الجرحى جراء هذا الصراع الشرس المستمر حتى اللحظة.
 
وبات الحديث عن محور عربى موحد وقوى من الخيال بسبب اختلاف المصالح والرؤى بين دول الإقليم التي تتحرك كل دولة منها على حدا لحماية مصالحها، وتحاول العديد من الدول العربية وضع حد لصراع المحاور والاستقطاب الكبير والشرس الذى يجرى عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من المنطقة بشكل تدريجى، وهو ما أثار لعاب دول لتوسيع مناطق نفوذها سواء بالتدخل عبر عسكريا بشكل مباشر أو الدفع بوكلاء للقتال نيابة عنها.
 
نعيش مرحلة دقيقة وصعبة تحتاج وجود مؤسسات وطنية قوية قادرة على التصدي للمشاريع التخريبية التي تحاول أطراف خارجية تنفيذها في المنطقة، ووضع حد للصراع بين الدول الكبرى على كعكعة النفط والغاز في منطقة "بِكْر" لم تستثمر كافة مواردها بعد، ولعل ما يحدث في ليبيا هو أبسط مثال على الصراع بين شركات النفط والغاز سواء البريطانية أو الفرنسية أو الإيطالية أو حتى الإسبانية، وهو ما يتطلب وجود دور عربى قوى وفاعل وموحد للتصدى لحالة التكالب والتناحر الكبيرة بين الدول التي لديها رغبة كبيرة في توسيع مناطق نفوذها في المنطقة العربية.
 
تسبب الصراع على النفوذ والمصالح بين الأطراف الإقليمية والدولية إلى تدمير عدة بلدان عربية أولها سوريا التي تحتاج حوالي 400 مليار دولار لإعادة إعمار المدن والبنية التحتية المدمرة، فضلا عن نزوح ملايين اللاجئين في مختلف دول العالم ومقتل أكثر من 400 ألف مواطن وجرح مئات آلاف سواء من المدنيين أو العسكريين، وتبقى الأزمة السورية تراوح مكانها بسبب عدم اتفاق الأطراف الدولية والإقليمية المتصارعة على رؤية للحل ويعد ذلك من الأسباب الرئيسية لحالة الانسداد السياسى.
 
لم تكن الدولة العراقية التي تحتفل بالمئوية هذه الأيام بعيدة عن صراع المحاور والاستقطاب الحاد بين الدول المتصارعة على النفوذ، وسط وجود رغبة عربية في الحفاظ على هوية العراق وتحييده عن صراع المحاور، وكذلك هو الحال في لبنان الذي يعانى من انهيار اقتصادي كبير يؤثر على المشهد السياسي بشكل كامل.
 
ولعل الأوضاع الراهنة في ليبيا أبسط مثال على صراع المحاور بين الدول الكبرى التي يريد بعضها استمرار الوضع الراهن كما هو عليه حتى تتمكن من ضمان مصالحها ونفوذها داخل البلاد وأطراف آخرى تدفع نحو إجراء الانتخابات في موعدها لإرساء الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة واستقلالية الدول الليبية.
 
طرحت مصر منذ أعوام عدة مبادرات كانت تهدف لتوحيد صفوف الدول العربية ولعل أبرزها "تشكيل قوة عربية مشتركة" تكون مهمتها الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلالية الدول العربية التي يعانى عدد كبير من دولها لحالة من الضعف والانهيار وانتهاك السيادة، فضلا عن طرح القاهرة لعدة مبادرات تستهدف بالأساس توحيد الموقف العربى ووضع رؤية عربية مشتركة وموحدة قادرة على التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة العربية.
 
أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأحد عن توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى الرياض لتدشين آلية التشاور السياسي بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة العربية، ونتمنى أن تكون هذه هي البداية لتشكيل محور عربي قوي قادر على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها بعض الدول العربية هي معركة بقاء دول على الخريطة أو اندثارها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة