زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لجامعة كفر الشيخ، رسالة واضحة لإصرار الدولة على خوض الجولة الأكبر فى تطوير التعليم العالى والبحث العلمى، وترجمة لخطوات تمت خلال السنوات الأخيرة فى دعم التعليم العالى والجامعات، جامعة كفر الشيخ جامعة عامة، وما تحقق فيها على مستوى المبانى والكليات والتخصصات الجديدة لافت للنظر، ويثير الإعجاب، ويكشف أن توافر الإرادة للتحديث هو قرار، وحجم ما تم إنفاقه وتوفيره من موازنات يؤكد ذلك، خاصة إذا ربطنا هذا بمبادرة «حياة كريمة»، والتى تمثل إعادة صياغة وترتيب للأقاليم والريف، لتوزيع التنمية، بعد عقود ظلت فيها القاهرة فقط وعواصم المحافظات هى مجال التحديث أو التطوير، واليوم تنتقل التنمية إلى المحافظات، وفى القلب منها الريف، حيث القرى والتوابع،
والأمر فى جامعة كفر الشيخ لا يتوقف على المبانى، لكن على البشر، والحرص على أن يكون الشباب المتعلم جيدا هو القاطرة التى تقود التحديث، وأن تكون جامعة كفر الشيخ أولى الجامعات التى تفتتح كلية للذكاء الاصطناعى، تأكيدا على ما أعلنه الرئيس السيسى، خلال المنتدى العالمى للتعليم العالى، واعتبار الذكاء الاصطناعى ومناهجه جزءا مهما من تحديت التعليم وتخصص يتقاطع ويخدم العلم والطب والتنمية والاتصالات والتقنيات المختلفة، دراسة الذكاء الاصطناعى أصبحت ضرورة فى ظل التطور الكبير الذى يشهده هذا المجال فهى مناهج المستقبل، وفى المنتدى العالمى للتعليم العالى تحدث الرئيس عن إصرار مصر على خوض حرب المعرفة، وهنا المعرفة أوسع من التعليم، لأنها تشمل الثقافة والفنون والمناهج المتعددة، مع التأكيد على أن العالم يتطور بشكل أسرع، حيث استغرقت الثورة الصناعية الأولى أكثر من قرن، بينما الموجات التالية قلصت هذه المدد، لتكون 20 عاما، ومع القفزات التكنولوجية يكاد العالم يتغير كل خمس سنوات مع ظهور أجيال من البرامج والأدوات، وبناء عليه فإن اللحاق بالعصر وتطوير التعليم بشكل شامل ليس اختيارا، لكنه ضرورة، ومن يعجز عن اللحاق بالعصر يخرج من السباق.
والحديث عن حرب العلم والمعرفة، وأن نكون مرتبطين بالعصر والتقدم، لا يتم بالمبانى فقط، لكن بتطوير البشر، وبناء إنسان لديه وعى وقادر على التفاعل، هناك تخصصات علمية جديدة يحتاجها سوق العمل، بينما تخصصات أخرى تندثر وتفقد قيمتها، وما يجرى فى مصر من تسارع فى التحديث يتطلب أجيالا قادرة على إدارته وصيانته، وعقد اجتماع المجلس الأعلى للجامعات فى جامعة كفر الشيخ، هو تأكيد لكون التعليم لا يفترض أن يكون مركزيا، وأيضا التنمية.
الرئيس استعرض جانبا من إحدى المحاضرات العلمية، حول أجهزة الروبوت وبرمجة حركاتها، خلال تفقده لقاعة محاضرات بكلية الذكاء الاصطناعى، ووجه حديث للطلاب، بالقول: «كل ما تدرسونه الآن هو المستقبل كله، والتطبيقات الموجودة والأفكار أنتم ممكن تعملوها، وإن كل ما يتعلق بالرقمنة هو مستقبل العالم وليس مصر فقط، والفرصة الحقيقية موجودة فى هذا النوع من التعليم لكل شبابنا وشاباتنا».
الرئيس السيسى وجه بتعزيز آليات رعاية النوابغ والمتفوقين من الطلاب ودعمهم، لبناء جيل من الكوادر الشبابية المتميزة والقادرة على الإسهام المبتكر فى استكمال مسيرة التنمية وترسيخ المعرفة والابتكار والإبداع فى المجتمع، ودعم البحوث والدراسات، للمشاركة فى صياغة حلول علمية للتحديات التى تواجه الدولة، والمشروعات القومية التنموية فى كل المجالات.
والواقع أن دعم الطلاب المتفوقين، والتخصصات الحديثة، هو الطريق لخلق أجيال قادرة على الابتكار، فضلا عن تكافؤ الفرص، وهو الفريضة التى يجب تدعيمها، حتى يمكن أن يكون البحث العلمى معبرا عن الواقع.
p
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة