تسعى الدولة المصرية إلى تنمية الريف المصرى، نتيجة ما عاناه من إهمال وتهميش على مدار السنوات السابقة، فبالرغم من وضع العديد من الخطط التنموية التي تهدف إلى تحسين أحوال المواطنين في قرى مصر إلا أنها لم تُطبق على أرض الواقع، لذا بدأت الدولة خلال العامين الماضيين توجه الاهتمام نحو المواطنين الأكثر احتياجًا، وبالأدق المناطق الأكثر فقرًا والتي ترتكز في الريف عمومًا، وريف الصعيد بوجه خاص. لذلك تبنت الدولة المشروع القومي لتنمية الريف المصرى"حياة كريمة"، باستهداف 4741 قرية، وباستثمارات تفوق 700 مليار جنيه على مدار ثلاث سنوات.
وذكرت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، أن عدم تطبيق الخطط الموضوعة لتنمية الريف على مدار السنوات الماضية تسبب فى وصول المواطنين إلى حالة من اليأس نتيجة عدم تلبية احتياجاتهم الأساسية، وإذا نظرنا إلى وضع الريف قبل البدء في تفعيل مبادرة حياة كريمة نجد بعض المؤشرات القوية التي ترشدنا إلى أن هناك تدهورًا شديدًا كان من الضروري التعجيل بمعالجته.
وبدأت الدولة توحيد كافة مجهوداتها للعمل على تحسين معيشة المواطنين في الريف، لذلك أطلق الرئيس السيسي في يناير 2019 مبادرة حياة كريمة، والتي تعد بمثابة ملحمة وطنية تتشارك فيها مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى.
وحددت المبادرة أهدافها والتي تتمثل في أربعة أهداف استراتيجية وهي: بناء الإنسان المصري، وتحسين جودة حياة المواطنين، وتحسين مستوى معيشة المواطنين الأكثر احتياجًا، وتوفير فرص عمل، وقبل البدء في تحديد القرى تم وضع خطة مدروسة ومحددة لاختيار القرى والتي تقوم على عدد السكان ومعدل الفقر في كل قرية، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية ووزارة التضامن الاجتماعي.