يرصد بسماء مصر والوطن العربى، بعد غروب الشمس اليوم الجمعة 17 ديسمبر 2021، مرور المذنب C / 2021 A1 (ليونارد) بالقرب من كوكب الزهرة، حيث سيفصل بينهما بضع درجات فقط وهذا يعنى بأننا سنكون قادرين على استخدام كوكب الزهرة كدليل للعثور على موقع المذنب في سماء المساء.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، فى تقرير لها، أنه يتم البحث عن المذنب ليونارد أسفل كوكب الزهرة بعد حوالي خمسين دقيقة من غروب الشمس، وسيعتمد ارتفاعه على خط العرض الجغرافي للراصد ورؤيته على صفاء الهواء.
وهناك احتمال بأن يكون المذنب ليونارد مرئيًا للعين المجردة من المواقع المظلمة، حيث سيبدو باهتاً وضبابيا، وإلا يتم استخدام المنظار للعثور عليه، وبعد ذلك يتم تكبير المذنب باستخدام التلسكوب، حيث يُشاهد المذنب وذيله القصير.
ونظرًا لأن المذنب على حافة حدود الرؤية بالعين المجردة، سيظهر ليونارد بشكل أفضل في صور الكاميرات الرقمية، وهي فرصة بالتأكيد لتوثيق هذا المشهد، مع وجود المذنب على مقربة من أسطع كوكب في النظام الشمسي.
وسيتبع ذلك في مساء اليوم التالي 18 ديسمبر وصول المذنب إلى أقرب نقطة من كوكب الزهرة، حيث سيكون على مسافة 4 ملايين كيلومتر فقط، وهذا سيجعله أقرب اقتراب لمذنب إلى الزهرة فى التاريخ المسجل.
وبشكل عام لا يتوقع أن يكون المذنب ليونارد ساطعا مثل المذنب نيووايز الذي تتلألأ في العام الماضى، ولكن يحدث أن يظهر مذنب شديد السطوع كل 10 سنوات، لكن إذا لم يتفكك ليونارد فمن المحتمل أنه سيبدو مثل نقطة باهتة للعين المجردة.
وإذا كنا محظوظين قد نرى ذيلًا ساطعًا، حيث ينعكس ضوء الشمس عن مسار الغبار الممتد بعيدًا عن الشمس باتجاهنا مثل طائرة نفاثة عند غروب الشمس، ويمكن للمذنب أن يقدم عرضًا جيدًا حتى لو بدأ في التفكك.
وهناك توقعات باحتمالية تفكك نواة المذنب ليونارد استنادا لثلاث علامات رئيسية، فلمعانه لا يزيد بالسرعة المفترضه، وأصبحت ذؤابتة - الغشاء الضبابي المحيط بنواة المذنب - مفلطحة من الجانب المواجه للشمس وعلى ما يبدو أنه يتأثر بقوى غير الجاذبية التي تسببها الغازات المتدفقة من سطح المذنب، مع ذلك لا يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان المذنب يتصدع فكل ما يمكننا فعله هو الانتظار والأمل في الأفضل.
بشكل عام خلال النصف الثاني من شهر ديسمبر الجاري ينطلق المذنب ليونارد إلى سماء النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وفي أواخر الشهر سيكون مرئيًا في النصف الجنوبي - جنوب خط الاستواء - من الكرة الأرضية، وسيبتعد بسرعة عن الشمس والأرض بعد 3 يناير 2022 وسرعان ما سيتلاشى، لذلك فان أفضل ما يمكننا أن نأمله، هو مذنب ذو إضاءة متواضعة للعين المجردة.
جدير بالذكر أن كوكب الزهرة سيصل إلى الحد الأدنى من المسافة الزاوية التي تفصله من المشتري وزحل، وهذه الكواكب الثلاثة الساطعة ما زالت تتجمع في السماء الجنوبية الغربية بعد الغسق، وسيكون زحل الخافت يتمركز إلى حد ما فى منتصف المسافة بين الزهرة والمشترى، وبعد هذه الليلة سوف يتقلص ارتفاع كوكب الزهرة وينخفض تدريجيا باتجاه الشمس ويبتعد عن المشترى وزحل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة