عندما تولى كيم أونج أون الحكم فى كوريا الشمالية خلفا لأبيه، ظن البعض أن الفتى المدلل، الذى تلقى تعليمه فى سويسرا الشغوف برياضة كرة السلة، والذى نشأ فى العائلة الأقوى فى بلاده، لن يصمد فى الرئاسة سوى أشهر قليلة من ظل عدائها الشرس مع الغرب والعزلة المفروضة عليها بسبب برنامجها النووى.
لكن كيم، وكما تقول صحيفة الجارديان البريطانية، خالف التوقعات وأثبت خطأ المراقبين.
كيم أثناء إجازة والده
وتشير الصحيفة إلى أن صعود كيم المفاجئ إلى قيادة بلاده المسلحة نوويا، والتى لا يمكن التنبؤ بها، فى 17 ديسمبر 2011 لم يقدم مؤشرات كبيرة حول الكيفية التى سيحكم بها، وإلى متى، وتوقع بعض المراقبين زوال سياسى مبكر لم يحصل بعد على ولاء الدائرة المقربة من حزب العمال الكورى الحاكم وجنرالات جيش البلاد البالغ قوامه مليون فرد، وتوقع بعض المراقبين أن يتم استغلال افتقار كيم للخبرة، مما سيغرق البلاد والعالم فى حالة من اليقين غير المسبوق.
لكن الآن، وبعد أن أتم 10 سنوات فى الحكم، يقود كيم بلاد فى ظل ما تتعرض له من عقوبات دولية وكوارث طبيعية وتحديات غير مسبوقة يسببها وباء كورونا، العالم الذى بدأ بتعيينه أمينا عاما لحزب العمال، وهو لقب والده الراحل، انتهى بمخاوف من نقص الغذاء والوباء والاقتصاد، واستبعاد عودة المحادثات النووية.
كيم مع عمه قبل عام من إعدامه
وتولى كيم الحكم بعد 30 يوما من وفاة والده كيم جونج إل، رغم أنه الأبن الأصغر، وكان قد تم تقديمها فى عرض عسكرى قبل هذا بعام واحد فقط، وهو الظهور الذى الأمد أن الابن البالغ من العمر 26 عاما هو المفضل لدى والده عن أخيه غير الشقيق كيم جونج نام.
وطوال السنوات العشر الماضية، شهد حكم كيم عدد من المحطات المهمة التى جعلته يفرض اسم بلاده فى صدارة نشرات الأخبار العالمية، كان أبرزها على الإطلاق عقده قمتين مع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، الاولى فى سنغافورة عام 2018 والثانية فى هانوى عام 2019، وأيضا الزيارة التاريخية للمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، عندما عبر ترامب الخط الفاصل وكان يقف رسميا داخل الأراضى التابعة لكوريا الشمالية.
وتقول وكالة رويترز إنه بعد 10 سنوات على تولى كيم الحكم، فإن كورا الشمالية مسلحة بشكل أفضل لكنها معزولة بشكل أكبر وأكثر اعتمادا على الصين، برغم من أن الإجراءات التى اتخذها كيم رفعت آمال التحول الاقتصادى أو الانفتاح الدولى، قبل أن تتحطم.
وكان سعى الرئيس الكورى الشمالى للأسلحة النووية هو السمة المحددة لسنواته العشر الأولى فى الحكم، لكن المحللين يقولون إن الطريق تركه معزولا بشكل أكبر وربما يواجه التحديات الأكبر على الإطلاق. هذه الأسلحة تقف فى طريق الانجازات السياسية المطلوبة لتحسين اقتصاد بلاده ومنع الملايين من المجاعة.
وتبنى كيم نهجا مختلفا عن والده ، حيث سعى إلى تطبيع كوريا الشمالية بجعل القيادة أكثر مؤسيسية وتحظى باحترام دولى من خلال الأسلحة النووية والقمم مع القادة الاجانب، واستعراض الشفافية والرغبة فى تحسين حياة المواطنين العاديين، بحسب رويترز.
لكن العقوبات الدولية التي فرضت على البلاد في عام 2017 بعد تجارب صاروخية وتجربة نووية، تسببت بإلحاق خسائر فادحة باقتصادها. كما أدى إغلاق حدودها في يناير 2020 لمكافحة فيروس كورونا إلى تفاقم الوضع. وتعتبر هذه العقوبات التحدى الأكبر الذى يواجه كيم لأنها تعيق قدرته على تحسين الاقتصاد لاسيما فى ظل ضغوط أخرى يسببها وباء كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة