قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم: "إن حفظ القرآن الكريم فيه نوع من الحفظ للغة العربية، وهى وعاء للحضارة الإسلامية والعربية وشرف بها الكثير من غير أبناء العربية بحيث تكاد تكون لغة العلم عن أكثر غير العرب".
وأضاف فى كلمته التى ألقاها فى احتفال جامعة عين شمس باليوم العالمى للغة العربية، أن الذى حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الإمام البخارى والنسائى والترمذى وغيرهم من العلماء الذين حفظوا لنا التراث الإسلامي.
وأشار إلى أن الإنسان لو حفظ القرآن الكريم نستطيع أن نقول أن ذاكرته ستكون قد امتلأت بمفردات عديدة جدًا لأن القرآن الكريم فيه حوالى ستة آلاف ومائتين وثلاثين آية ، فلو حفظ طالب فى مقتبل العمر القرآن الكريم، فلا شك أن اللغة ستنمو عنده كثيراً وسيكون متحدثًا لبقًا بمجرد حفظه للقرآن الكريم.
وأشار إلى أننا نستطيع الآن من خلال ما حصلناه من مفردات نتيجة حفظنا للقرآن الكريم أن نفهم المعلقات السبع رغم أنها قديمة جدًا، فاللغة العربية لغة مرنة.
وأوضح فضيلة المفتى أن القرآن الكريم لكى يفهم ونستنبط الأحكام لا بد من الاطلاع على اللغة العربية بكافة تفاصيلها لذلك وجدنا أن الخلل الذى حدث فى العقود الأخيرة من فتاوى متطرفة أدت إلى قتل وتدمير وحرق شوهت صورة الإسلام فى الخارج وأظهرته بصورة بشعة لو رآها شخص بهذه الصورة لقال إنه لا يقبل هذا الإسلام.
وأضاف أن ذلك جريمة فى حق الدين القويم الذى كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النموذج الأعلى له، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد فى سبيل الله.
فما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا ابنة ولا خادمًا، وقد خدمه سيدنا أنس رضى الله عنه عشر سنين ولم يعقب عليه قط، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم ممثلاً لمفردات الرحمة. وتساءل فضيلة المفتى أين نحن من هذه الرحمة؟
وقال: لا شك أن التفسير الخاطئ للقرآن الكريم والفقه الوافد علينا جعلنا فى مرحلة زمنية نتحرك فى غير الوسطية التى تمتاز بها مصر.
وأضاف أن الجماعات الإرهابية أخطأت فى مفهوم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
وأوضح أن الحديث فى كل مفردة من مفرداته فيها فهم وتفسير يتفق مع سماحة هذا الدين، وإذا وقفنا عند لفظة الناس فإننا نجد أن أهل اللغة قالوا إنه لفظ عام يفيد العموم لكن هذا العموم ليس مرادًا وإنما هو عموم يراد به الخصوص. فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يأت ليقتل جميع الناس وهو الذى عاش فى مكة المكرمة وأرسل أصحابه إلى الحبشة وملكها النجاشى ولم يقتلوا منهم أحداً بل حاربوا معهم دفاعاً عن أرضهم.
وقال المفتي: أن لنا أن نعود مرة أخرى إلى فهمنا الرشيد وفهم القرآن باللغة السليمة الصحيحة ممزوجة بالمسلك النبوى الصحيح لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة