تمر اليوم الذكرى الـ522 على بدء ثورة البشرات ردًا على التحولات الدينية الإجبارية للمسلمين في إسبانيا، وهى سلسلة من الثوراث التي بدأها السكان المسلمون في مملكة غرناطة التابعة لتاج قشتالة ضد الحكام الكاثوليكيين، بدأت الثورات بعام 1499 بمدينة غرناطة ردًا على التنصير الإجبارى.
مع سقوط غرناطة سنة 1492م، لم يكن هناك الكثير من المسلمين يعيشون فى الحاضرة الأندلسية، فرغم أن المسلمين عاشوا فى سلام فى السنوات الأولى من السقوط، إلا أنه بعد فترة قليلة انقلب الحال، وبدأت رغبة السياسة القشتالية في القضاء على البقية الباقية من الأمة الإسلامية في الأندلس.
ومنذ الوقت بدأت حكام قشتالة بفرض التنصير على المسلمين بالوعظ والإقناع، ولـما فشلت هذه الأساليب لجأت إلى أساليب العنف، ومع تولى عرش إسبانيا الدوق فيليب الثانى سنة 1555م، أصدر طائفة من القوانين المجحفة دلت على اضطهاده وتحريضه ضد المسلمين، فأصدر قانون يحرم عليهم حمل السلاح إلا بترخيص، وكان السلاح ضروريًا لهم للدفاع عن أنفسهم.
إزاء فرض هذه القوانين المجحفة اجتمع زعماء المسلمين في الأندلس وتباحثوا فيما يجب عمله، وحاولوا أن يسعوا بالضراعة والحسنى لإلغاء هذه القوانين أو للتخفيف من وطأتها ولكن مساعيهم كلها ذهبت عبثًا، واستمر المسلمون في الأندلس على عزمهم وأهبتهم، وأرسلوا خطابات عديدة إلى مختلف الأنحاء يدعون فيها إخوانهم إلى التأهب، وفى شهر ديسمبر سنة 1568م وقع حادث مفاجئ كان نذير الانفجار.
اندلع لهيب الثورة في جميع أنحاء الأندلس، واستعد الثوار المسلمين لخوض معركة الحياة أو الموت، واختاروا أميرًا لهم ينتمي إلى بنى أمية يُدعى فرناندو دي فالور، وتسمى باسم محمد بن أمية، وكانت غرناطة في أثناء ذلك ترتجف سخطًا، وكان حاكمها منديخار يتخذ الأهبة لقمع الثورة منذ الساعة الأولى، فخرج من غرناطة بقواته في 2 يناير سنة 1569م، وسار إلى أعماق البشرات حيث يحتشد جيش الثوار، ونشبت بين الفريقين معركة عنيفة، ارتد الثوار على أثرها ففتك القشتاليين بهم فتكًا ذريعًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة