نخطئ أحيانا وبحسن نية في التعامل الإعلامي مع جزء عزيز وغالي من أرض الوطن وهي سيناء، وهو الخطأ المستمر منذ سنوات طويلة في جعل شبه الجزيرة وخاصة الجزء الشمالي مجرد مرادف لأرض قتال ومعارك وإرهاب. رغم نجاحنا الإعلامي في تصدير صورة مغايرة تماما للجزء الجنوبي من سيناء حتى أن الكثيرين استقر في ذهنهم أن شرم الشيخ ودهب ونويبع ليس لها صلة بباقي شبه جزيرة سيناء...وهي الصورة التي يجب أن تكتمل بالتركيز والتكثيف على تغيير الصورة الذهنية عن كافة الأنحاء في سيناء.
سيناء منذ 4 سنوات تقريبا وبشكل أدق في الوسط والشمال تشهد ثورة تنمية مهولة في كافة المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية في التشييد والبناء ويكفي ان نذكر بأن حجم الاستثمارات الحكومية في سيناء خلال سنوات قليلة يساوي تقريبا حجم الاستثمارات المقدرة للمشروع القومي لـ"حياة كريمة" لأكثر من 5 آلاف قرية في محافظات مصر يستفيد منها حوالي 60 مليون مواطن. بما يعني أن سيناء تحتل الأولوية القصوى للقيادة السياسية والتنفيذية في مصر لجعلها أرض الخير والنماء والتنمية والسلام بعد سنوات طويلة للغاية من المعارك والحروب التي دارت على أرضها منذ زمن الهكسوس وحتى حرب أكتوبر 73 ونهاية بتحرير سيناء من الإرهاب الأسود.
الحكومة خصصت حوالي 800 مليار جنيه لمشروعات تنمية شبه جزيرة سيناء، بجانب تنفيذ 2400 كيلو مترا أطوال طرق رئيسية فيما يجرى تنفيذ 500 كيلو متر، وافتتاح 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة، وكذلك تنفيذ 5 كباري عائمة أعلى القناة.
وجرى إنشاء وتطوير 8 موانئ بحرية و3 منافذ برية، بجانب زيادة أطوال خطوط توصيل الغاز الطبيعي المنفذة لدعم أهالي سيناء ومدن القناة وزيادة عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي، ورفع كفاءة الشبكة الكهربائية وتحسين الخدمة للمشتركين بسيناء، بجانب تنفيذ محطة جبل الزيت لطاقة الرياح بقدرة 580 ميجاوات.
كما تم تنفيذ 6 مدن جديدة أبرزها الإسماعيلية الجديدة وسلام مصر ورفح الجديدة، بجانب زيادة مساحة الأراضي المستصلحة والمنزرعة بنسبة 118,4%، وتنفيذ 13 مشروعا لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، وتنفيذ 23 محطة تحلية مياه البحر، بجانب تنفيذ 5907 أحواض سمكية ضمن مشروع الفيروز للاستزراع السمكي، و4140 حوضا سمكيا ضمن مشروع قناة السويس للاستزراع السمكي. علاوة على وجود 5 مناطق صناعية ببئر العبد ووسط سيناء وأبو زنيمة والمساعيد والقنطرة شرق، فضلًا عن إقامة منطقة صناعية جديدة بوسط سيناء على مساحة 78.4 ألف فدان، وعلى مستوى المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فقد تم تمويل 8317 مشروعا من جهاز تنمية المشروعات بتكلفة بلغت نحو 469.3 مليون جنيه.
المشروعات الكبرى في سيناء في كل اتجاه وهو ما يؤكد على أنها ملف غاية في الأهمية بالنسبة للدولة المصرية لتعويض سيناء سنوات العزلة والتهميش والمضي بها الى سنوات الرخاء والتنمية حتى تصبح مرادفا للخير والسلام والحياة الكريمة وتتحول مدنها الى مناطق جذب سياحي وهي تستحق ذلك وخاصة العريش وبئر العبد والشيخ زويد.
التركيز الإعلامي على وسط وشمال سيناء بالصورة الجديدة مهمة قومية آخري، فالتغيير يبدا من العقل بالإلحاح والترويج والتكثيف الإعلامي في الداخل والخارج وهو ما يحتاج الى تضافر الجهود بين الوزارات والجهات المعنية داخليا وخارجيا. فالإعلام والترويج أسلحة غاية في الأهمية في صناعة الصورة سواء للدول أو المدن. فالأجهزة التنفيذية تقوم بدورها على أكمل وجه ويبقى الاعلام بمكوناته ووسائطه المتعددة لصناعة صورة سيناء الجديدة.