"هاجر سعد": لم أر النجاح إلا بحفظ القرآن
الشيخ حسن عثمان الأزهري: "هاجر" من الحافظات الراسخات متقنة وصاحبة حفظ متين لكتاب الله
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".. بنفس شامخة وهمة وإصرار على الوصول للقمة وقلب عمرته وزينته آيات الذكر الحكيم، سخرت هاجر سعد بصوتها الماسى الذى تخشع له القلوب حياتها لحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافرها وحصدت إجازة إتقان حفظ القرآن كاملا وغيبا فى مجلس واحد خلال 10 ساعات دون أى أخطاء، لتكون بما حققته من الحافظات الراسخات لكتاب الله، أنارت دربها بالقرآن واختارته ليكون رفعتها فى الدنيا والآخرة، وسبب هدايتها وسعادتها الأبدية.
وعبرت هاجر سعد ابنة قرية ميت طاهر التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، لـ"اليوم السابع"، عن سعادتها البالغة وفخرها واعتزازها بما حققته من إنجاز مميز كانت متشوقة لتحقيقه منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن ذلك التميز يعد ثمرة جهد وعمل متواصل وإرادة قوية صاحبتها منذ نعومة أظافرها.
وقالت إن لأسرتها الفضل فى حفظ القرآن الكريم وختمه من سن مبكر، حيث نشأت فى بيئة قرآنية بين أسرة محبة للقرآن، فكان هدفا أساسيا سعت أسرتها لتحقيقه معها وأخواتها منذ طفولتهم للارتقاء بهم ومساعدتهم على تحقيق مستقبل أفضل، مضيفة أن والدها كان يشجعها ويحثها على حفظ آيات الذكر الحكيم وتعلم أحكام التلاوة، وفهم وتدبر معانيه، فضلا عن تشجيعهما الدائم لها على التفوق العلمى، مشيرة إلى أنها اقتدت بوالدها وكانت تقلده فى كل شيء خاصة وأنه كان يحافظ على قرائته لكتاب الله، كما أن والدتها كانت تداوم على تسميع الآيات لها، حتى استطاعت أن تختمه فى المرحلة الإعدادية، وتنجح فغى دراستها وتكون ضمن الأوائل بكلية الدراسات الإسلامية والعربية قسم تفسير وعلوم القرآن الكريم بالأزهر.
واستطردت أنها منذ طفولتها وهى تحب أن تستمتع لآيات الذكر الحكيم وللمشايخ وهو يقرأون القرآن ويجودون ويرتلون الآيات، فكان ذلك دافع لها حفظ القرآن وختمه فى المرحلة الإعدادية، مشيرة إلى أن الفضل فى ذلك يعود لأسرتها التى سعت لتحفيظ أبنائها القرآن الكريم بالحب، وأثقلتهم بتعاليم الدين والإيمان والرضا، وعملت على إلحاقهم بجامعة الأزهر، مؤكدة إلى أن يكفى الإنسان شرف أن يلتحق بالأزهر شمس الدنيا لأجل القرآن.
وأشارت إلى أن أصعب مرحلة مرت عليها فى حفظ القرآن الكريم، هى مرحلة تعلم أصول التلاوة والتجويد، موضحة أنها لم تبدأ بها منذ الصغر، فبدأت بتعلمه منذ المرحلة الثانوية بعد ختمها لكتاب الله فى المرحلة الإعدادية، وهذا ما عانت منه كثيرا، حيث كان من الأفضل أن تبدأ فى تعلمه منذ وقت حفظها للقرآن الكريم، حتى يوفر عليها الوقت والجهد فى الحفظ، حيث أن تعلم التجويد على حده يجعل حافظ القرآن يحفظ القرآن وكأنه يحفظه للمرة الأولى، مؤكدة على أن كل تعب يهون لأجل القرآن، ومع المحاولة والتكرار والإصرار استطاعت أن تتقن تلاوة القرآن الكريم بالتجويد.
وقالت إن تجربة قراءة القرآن كاملا فى جلسة واحدة، كانت التجربة الأولى لها، فعرض الشيخ خالد الطنطاوى عليها خوض تجربة قراءة القرآن الكريم فى ختمة واحدة، واستطاعت أن تجتازها غيبا بتميز وإتقان دون أخطاء وفى وقت قياسى على يد الشيخ حسن عثمان الأزهرى فى يوم الهمة القرآنى بقرية كفر الطويلة فى وقت قياسي، من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة والنصف مساء، مشيرة إلى أنها قرأت من سورة البقرة إلى سورة الكهف، من الساعة الثامنة صباحا وحتى بعد وقت الظهيرة، مع وجود استراحات تراوح زمنها بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة، وبعد استراحة صلاة الظهر قرأت من سورة الكهف إلى سورة الصافات، وبعد صلاة العصر قرأت آخر سبعة أجزاء ونصف من القرآن الكريم، لتكون تلك التجربة بداية لها نحو طموح أكبر وهو تسميع القرآن كاملا فى فترة زمنية أقل من عشر ساعات.
وأوضحت أن طبيعة القراءة التى تتم فى يوم الهمة القرآني، هى سرد للآيات بسرعة كبيرة دون الوقوع فى أخطاء وليست تلاوة بالتجويد، حيث أنه من الصعب أن يرتل الإنسان القرآن كاملا فى عشر ساعات فإذا حاول تجربة ذلك بالتجويد فسيصل لدرجة من الجهد ولن يستطيع إكمال ذلك بعد أول جزأين من القراءة، مشيرة إلى أن درجات القراءة مختلفة فمنها الحدر، والتدوير، والترتيل، والتحقيق، ويعد الترتيل أفضلهم، فتعتمد الفكرة على أن يسمع القارئ كل محفوظه فى مجلس واحد ويوم واحد؛ حتى يشعر أنه امتلك القرآن الكريم فى قلبه وصدره بدون أى أخطاء، نظرا لان الحافظ الحقيقى هو الذى يحافظ على محفوظه فى أى زمان وعلى أى حال، مؤكدة على أن فكرة تسميع القرآن الكريم خلال ساعات معدودة أمر ممكن وصعب لا يستطيع إتقانه إلا الحافظ المتقن الراسخ، الذى قرأ مئات الختمات، وجاهد فى تحقيق ذلك الهدف بهمة عالية.
وأشارت إلى أن الوصول لتلك الدرجة من الإتقان فى الحفظ، أمر شاق جدا يحتاج للحافظ الذى حافظ على ورده وجعل القرآن الكريم كل حياته كالطعام والشراب والهواء، ومن سلط تركيز جميع حواسه مع آيات القرآن الكريم أثناء المراجعة، فينظر فى المصحف ويسمع نفسه ويتكلم، فحتى يتحقق له الثواب لابد أن يقرأ بلسانه وتكون آذانه سامعة وعينه ناظرة، لكون ذلك عبادة ولما له من أثر طيب على الحافظ لتثبيت آيات الذكر الحكيم فى ذهنه، حيث أن من لطف الله أنه يعطى على كل شيء ثواب، مضيفة أن إتقان الحفظ يحتاج لمن جاهد وصابر فى اليوم بختمة ثم من يأتى بختمة على يومين، ثم من يأتى على ثلاثة، ويعد الأخير هو الأفضل لحافظ القرآن، أن يأتى كل يوم بعشرة أجزاء ويختم على ثلاثة أيام، وهناك من يختم فى ست أيام، وهناك المستوى الأدنى والأقل وهو أقل درجة لحافظ القرآن الكريم.
"لم أرى النجاح إلا بحفظ القرآن.. فهو كل حياتي.. والحافظ للقرآن هو من يعمل به".. هكذا ختمت هاجر حديثها لـ"اليوم السابع"، فقالت أن القرآن الكريم نور من عند الله سبحانه وتعالى، والسبب الأول لنجاحها فى دراستها وكل حياتها، رفع من شأنها وأعلى من قدرها، وأثقلها بأصول ومفاهيم دينها، وسبب نجاحها وهدايتها، وأنار طريقها فى الحياة وبحفظها له استطاعت أن تحقق نجاحا باهرا فى حياتها، ومنحت لسانا عربى يجيد أحكام التجويد والفصاحة اللغوية، مضيفة أن يوم تسميعها للقرآن الكريم فى زمن قياسى كان أسعد يوم فى حياتها برغم مشقته، فأن يقرأ الإنسان ما جمعه الله تعالى فى صدره شرف وفضل عظيم جدا ونعمة تحمد الله تعالى عليها.
وقال الشيخ حسن عثمان الأزهرى إمام وخطيب وزارة الأوقاف وباحث دكتوراه بجامعة الأزهر، والذى منح إجازة إتقان حفظ القرآن الكريم سردا بدون أخطاء خلال عشر ساعات للطالبة هاجر سعد، للـ"اليوم السابع"، أن يوم الهمة القرآنى جاءت فكرته بسبب ضعف حفاظ القرآن الكريم فى الآونة الأخيرة، فكانت هذه الفكرة لأن يسمع الطالب كل محفوظه فى مجلس واحد ويوم واحد؛ حتى يشعر أنه امتلك القرآن الكريم فى قلبه وصدره بدون أى أخطاء، نظرا لان الحافظ الحقيقى هو الذى يحافظ على محفوظه فى أى زمان وعلى أى حال.
وأضاف أن الطالبة هاجر سعد من الحافظات الراسخات، متقنة وصاحبة حفظ متين لكتاب الله، واستطاعت بهمتها العالية وتميزها أن تسمع القرآن كاملا غيبا فى أقل من عشر ساعات بدون خطأ واحد، متمنيا لها التوفيق والنجاح الدائم فى حياتها ومسيرتها التعليمية.
واستطرد أن الفكرة تطبق فى قرية كفر الطويلة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، منذ سنوات طويلة، حيث يعتاد أبناء القرية من الصغار والكبار على الحضور باستمرار لدار الفرقان التابع للأزهر الشريف، لحفظ القرآن الكريم وتعلم تجويده، خاصة خلال يوم الهمة القرآنى الذى ينظم مرتان كل عام.
وأشار إلى أن فكرة تسميع القرآن الكريم خلال ساعات معدودة أمر ممكن وصعب لا يستطيع إتقانه إلا الحافظ المتقن الراسخ، الذى قرأ مئات الختمات، وصاحبه توفيق الله تعالى، وكان لديه من الصبر والجلد والعزيمة على الوصول لهذا الهدف العظيم، والقادر على تنظيم وقته واستغلاله على الوجه الأمثل، مؤكدا أنه منح إيجازه إتقان حفظ القرآن الكريم سردا بدون أخطاء لأكثر من خمسة طلاب من أبناء محافظة الدقهلية.
جدير بالذكر أن الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، كان قد كرم الطالبة هاجر سعد السعيد، ومنحها شهادة تقدير وميدالية المحافظة لتميزها وتفوقها، مؤكدا أن محافظة الدقهلية دائما فى المقدمة بأبنائها الموهوبين والمتميزين اللذين يحققون المراكز الأولى، أنجبت ومازالت تنجب لمصر والعالم أعلام فى كافة المجالات العلمية والأدبية والفكرية والثقافية والدينية، وأن أبناء الدقهلية دائما ما يحققون المراكز الأولى فى الشهادات العامة والأزهرية، موجها الشكر والتقدير لأسرة الطالبة على جهودهم التى أسفرت عن تلك الصورة المشرفة لابنتهم لتحقق التفوق والتميز.
إجازة-الطالبة-هاجر-سعد-لقراءة-القرآن-كاملا-دون-خطأ-واحد
إجازة-قراءة-القرآن-الكريم-في-عشر-ساعات-للطالبة-هاجر-سعد
هاجر-سعد-قارئة-القرآن-دون-أخطاء-في-عشر-ساعات
ابنة-الدقهلية-هاجر-سعد
طالبة-الأزهر-هاجر-سعد
قارئة-القرآن-في-10-ساعات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة