سلمت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، شعلة الدورة الـ22 من مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشأن الثقافي في الوطن العربي لنظيرتها نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب بدولة الإمارات وذلك أثناء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشأن الثقافي في الوطن العربي في دورته الـ22 المنعقدة بالإمارات بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو) بحضور الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة والسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الثقافة في الوطن العربي.
واستهلت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم كلمتها الافتتاحية بتقديم الشكر للاستضافة الكريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وتنظيم هذا الجمع الكريم من الأعضاء بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) للإحتفاء بالمشاركة في هذا المحفل المهم الذي يسلط الضوء على أحد أهم أولويات العمل الثقافي بالدول العربية، وأيضا من أهم ركائز أهداف التنمية المستدامة .
وتابعت: يسعدني أيضًا أن أؤكد أهمية العلاقات الوطيدة والرؤى والأهداف المشتركة بين كل الدول الأعضاء وجمهورية مصر العربية وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، تحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وخليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذي ينعكس أثرها الإيجابي على طموحات التعاون في كل المجالات والأصعدة.
وأوضحت أن جمهورية تونس الشقيقة قد استضافت الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، في شهر ديسمبر 2016، وصدر عنها "إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان"، وفي شهر أكتوبر من العام 2018 شرفت جمهورية مصر العربية باستضافة الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، والتي صدر عنها " بيان القاهرة - المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة" وقد نتج عنه عدة قرارات وتوصيات قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بتعميمها على الدول العربية، والتزمت مصر بالعمل على هذه التوصيات على كافة الأصعدة سواء على المستوى المحلي الشامل لكافة محافظات جمهورية مصر العربية، وكذا على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضافت: وبرغم التحديات التي كانت تواجه العمل الثقافي ومع مستجدات الوضع الراهن من تداعيات الوباء العالمي لجائحة فيروس كورونا، والتي كانت له أبعاد أثرت بشكل كبير على المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا، استطاعت مصر وفق رؤية وخطوات جادة مدعومة من القيادة السياسية وبرئاسة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى المضي قدما نحو الثبات وتحقيق كل الأهداف المرجوة ومنها الحفاظ على الدور المهم للقوى الناعمة، وأهمية استمرار النشاط الثقافي والفني في ظل اتباع كل الإجراءات الملائمة للوضع الراهن، والتي كان من شأنها تحقيق ما آلت إليه تلك التوصيات منها على سبيل المثال:
بشأن توصية التعاون مع المنظمات والهيئات الإقليمية الحكومية وغير الحكومية، والخبراء والباحثين المعنيين بالشأن الثقافي؛ لمعالجة ظاهرة التطرف عبر وضع استراتيجيات هادفة ، قامت الوزارة بإطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات الثقافية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف، وهو أيضا يندرج تحت أحد برامج العمل الرئيسية لخطة عمل وزارة الثقافة، وهو برنامج مكافحة التطرف والإرهاب، وكذا برنامج تعزيز القيم الإيجابية والحفاظ على الهوية ومنها:
- مشروع أهل مصر، والذي يقوم على ثلاثة محاور عمل رئيسية: وهي الدمج الثقافي بين أبناء المناطق النائية والحدودية وأبناء المدن . . وملتقى شباب الجامعات وملتقى المرأة الحدودية.
- مشروع مسرح المواجهة والتجوال الذي يقدم أعمالا مسرحية مناهضة للفكر المتطرف عملا لمبدأ (محاربة الفكر بالفكر ).
- مشروع القوافل الثقافية الذي يصل بالمنتج الثقافي والفني الهادف إلى كافة القرى والنجوع بمحافظات الجمهورية.
- التوسع في زيادة فصول مراكز تنمية المواهب والنابغين في كافة المجالات الفنية والإبداعية من منطلق جذب طاقات هذه الفئة العمرية من الأطفال والشباب، ودعم مواهبهم مما يساعد على عدم استقطابهم للأفكار المتطرفة .
- تنظيم العديد من الندوات التي من شأنها مناقشة أهم القضايا والأفكار التي تعزز مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب ومنها:
- التطرف وأثره السيئ على الثقافة العربية والإسلامية.
- الأزهر الشريف ونقد المنطلقات الفكرية لتيارات التكفير والإرهاب.
- كما تم إصدار كتاب"إشكاليات مواجهة الإرهاب بين النظرية والتطبيق " وغيرها .
أما بشأن توصية تكثيف الحضور على الصعيد الدولي لتقديم صورة مشرقة للثقافة العربية فقد شاركت وزارة الثقافة بالعديد من الفعاليات الدولية، وقدمت ما يقرب من ألفين ستمائة وأربعة وعشرين نشاطا من خلال المشاركة بمعارض الكتاب الدولية، والمهرجانات الدولية، واستضافة مؤتمرات وفعاليات دولية ، بالإضافة إلى دعم المبدعين المصريين للمشاركة في الأنشطة الثقافية الدولية بالخارج - وتنظيم فعاليات الأعوام الثقافية بين مصر ودول العالم بالتعاون مع وزارة الخارجية .
وأيضًا فيما يخص أحد الملفات المهمة وهو ملف التراث الثقافي وما صدر عنه بشأن توصية " حث الدول على تطوير خطط حماية الموروث الثقافي الإنساني ، وإحداث آليات للرصد المبكر للانتهاكات التي تطال هذا الموروث ، ودعوة المنظمة إلى تفعيل مرصد التراث العمراني والمعماري في الدول العربية فقد قامت جمهورية مصر العربية ومن خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة ، بإعداد منهجية لتوثيق المباني التراثية في البلاد العربية وإعداد استمارة حصر موحدة وتم تقديمها في الاجتماع الثالث لضباط مرصد التراث المعماري والعمراني في الدول العربية والذي عقد في تونس شهر فبراير من العام 2018 ، إلى جانب مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية لمدن الجمهورية على المستوى المحلي ومنها مدينة إسنا بصعيد مصر.
هذا وبجانب كل ما قامت به وزارة الثقافة المصرية فيما يخص باقي التوصيات والمذكورة ضمن نتائج تقرير اللجنة الدائمة لمتابعة وتنفيذ أعمال الدورة الحادية والعشرين السابقة.
وأشارت، إلى أنه باالرغم من تأثر كافة دول العالم من تداعيات جائحة فيروس كوفيد 19، إلا أن وزارة الثقافة المصرية استطاعت مواجهة التأثيرات المباشرة لهذه الأزمة على القطاع الثقافي، وأطلقت مبادرة "الثقافة بين أيديك"، وعرضت هذه المبادرة أنشطة ثقافية وفنية تم تنفيذها عبر قناة اليوتيوب الخاصة بوزارة الثقافة المصرية، وأيضا إنشاء العديد من المسارح المكشوفة بالساحات الخارجية للمواقع الثقافية مثل ساحة دار الأوبرا المصرية لإتاحة الحضور الفعلي للجمهور مع الالتزام التام بكافة الإجراءات الاحترازية والتباعد.
وقالت: "نحن اليوم ومع نهاية العام 2021 نحتفل بتسليم رئاسة الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة راجين السداد والتوفيق لهذه الدورة ، وتقدر جمهورية مصر العربية المجهود المبذول لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والدول الأعضاء والمجموعة المتميزة من الخبراء العرب لمراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتطويرها، ووضع تصوراتهم واقتراحاتهم، والتعاون البناء لإنجاز مشروع الخطة وأهدافها، وإذ نؤكد على أهمية العمل الثقافي العربي المشترك باعتبار الثقافة الإطار الأمثل لجمع شمل البلدان العربية".
واختتمت كلمتها: "اسمحوا لي أن أكرر شكرى وتقديرى إلى الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، حاكم إمارة دبي وإلى نورة بنت محمد الكعبي – وزيرة الثقافة والشباب، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وأيضًا الشكر والتقدير الخاص للمجهود المبذول من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وعلى رأسها الدكتور محمد ولد أعمر، ومجموعات العمل المتميزة، والخبراء العرب من الدول الأعضاء، وكل من أسهم من أجل تنظيم ونجاح هذه الدورة".
يذكر أن فعاليات الدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسئولون عن الشأن الثقافي في الوطن العربي في دورته ال 22 المنعقدة بالأمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليكسو) تعقد على مدار يومى 19 و20 ديسمبر الجاري بإمارة دبي لمناقشة الخطة الشاملة للثقافة بالدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة