كشف المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير شعب تيجراي الأثيوبى، جيتاشو رضا أن القوات الإثيوبية قصفت سد تيكيزي الكهرومائي، فيما تحدثت تقارير عن انقطاع كامل للتيار الكهربائى في اقليم تيجراي بسبب قصف السد.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الجبهة، أن نظام أديس أبابا سيفعل ما في وسعه لتدمير أي شيء يمكن أن يفيد شعب تيجراي.
وتستمر الحرب الدامية بين الجيش الإثيوبى والجبهة الشعبية لتحرير شعب تيجراي، والتى اندلعت منذ نحو عام، وتكبدت فيها الحكومة الإثيوبية خسائر فادحة، أمام تقدم كبير للجبهة وسيطرتها على مزيد من المدن المهمة وأصبحت على أبواب العاصمة أديس أبابا تهدد بإسقاط رئيس الوزراء أبى أحمد، الأمر الذى دفع حكومة آبى أحمد باتخاذ قرارات مفاجأة من تعبئة الشعب الإثيوبى للحرب وفرض حالة الطوارئ.
وفى السابق، اتهمت جبهة تحرير تيجراى الجيش الإثيوبى بتدمير أجزاء كبيرة من مدينة "كاساغيتا" فى إقليم "عفر" حيث تحتدم المعارك مع قوات تيجراى والفصائل المتحالفة معها للسيطرة على نقاط استراتيجية فى الطريق الحيوى الطويل الذى يربط أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.
وبحسب تقرير للعربية الاخبارية، بثت حسابات ومواقع تابعة للجبهة صورا تظهر حجم الدمار فى المدينة بعد تعرضها لقصف وصفته بـ"الوحشى” واستخدمت فيه "الطائرات المسيرة التى حرقت الأخضر واليابس ودمرت المساجد والمدارس ومنازل المدنيين".
وتتسلل الشروخ إلى الحكومة الأثيوبية، ففى الأيام الماضية، تم إيقاف وزيرة التخطيط والتنمية إيلينى جبريميدين من منصبها كمستشارة اقتصادية مستقلة لمشاركتها فى اجتماع عقد لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية ضد الحكومة الإثيوبية.
وقال بيان للمجلس المستقل للاستشارات الاقتصادية: "نعلن عن إيقاف إيلينى جبريميدين والتى كانت تعمل كمستشارة اقتصادية مستقلة فى 28 نوفمبر 2021"، وذلك بعد الكشف عن فيديو مُسرب فى مؤامرة للإطاحة بالدولة، وكان مؤتمر الفيديو نظمه مركز السلام والتنمية الدولى (PDCI) والعديد من المنشورات فى وسائل التواصل الاجتماعى، وأن الدكتورة إيلينى جبرى - ميدهين، العضو النشط فى ICEA، قد تورطت فى تصريحات طرحت تساؤلات حول التزاماتها بتقديم مشورة اقتصادية غير حزبية إلى حكومة إثيوبيا".
وجاء فى البيان أن الدكتورة إيلينى جبري - ميدهين، العضو النشط فى المجلس الدولى لشئون البيئة، قد تورطت فى تصريحات تشكك فى التزاماتها بتقديم المشورة الاقتصادية غير الحزبية إلى حكومة إثيوبيا.
وأكد المجلس الدولى لشؤون البيئة من جديد التزامه بتقديم مشورة سياسية مستقلة وقائمة على الأدلة لرئيس الوزراء وحكومة إثيوبيا المنتخبين حسب الأصول".
وذكر البيان أن مشاركة الدكتورة إيلينى وتصريحاتها سعت إلى نزع الشرعية عن الحكومة الإثيوبية الحالية من خلال الدعوة المستمرة لتغيير النظام".
وعلى مدار الأسابيع الماضية، ومع احتدام الحرب الإثيوبية دعت كل من ألمانيا وفرنسا رعاياهما إلى مغادرة الأراضي الإثيوبية بشكل عاجل بعد تحذير مماثل أطلقته الولايات المتحدة، فضلاً عن مغادرة شبه كاملة لبعثة الأمم المتحدة المتواجدة في اثيوبيا.
وكانت آخر البلدان التى حذرت رعاياها هى اليونان، حيث طالبت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها الذين يخططون لزيارة إثيوبيا بإلغاء رحلتهم، ولأولئك الموجودين هناك بالفعل بالمغادرة على الفور، وذلك على خلفية تصاعد الحرب الأهلية فى إثيوبيا.
كما نشر الجيش الأمريكي 3 سفن حربية وقوات من العمليات الخاصة في جيبوتي، بهدف تقديم المساعدة للسفارة الامريكية في أديس أبابا إذا تفاقم الوضع في البلاد، كما توقعت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون أفريقيا، اقتراب القتال فى إثيوبيا، من العاصمة، قائلة: "قد نشهد خلال أيام اقتراب القتال من أديس أبابا".
من جانبها اكدت الأمم المتحدة على أهمية ضمان تدفق منتظم للمساعدات الإنسانية إلى منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا، على خلفية استمرار تدهور الوضع الإنساني في المنطقة في بيان ورد فيه: " غادرت نحو 40 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية، مدينة سيميرا، عاصمة أفار، متوجهة إلى تيجراي - وهي أول قافلة تتجه إلى المنطقة منذ منتصف أكتوبر"، لافته الى انه لا تزال الشاحنات المحملة بالوقود والإمدادات الطبية تنتظر التصريح.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن هناك حاجة لحوالي 500 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية أسبوعيا، حيث أدى القتال العنيف بين قوات الحكومة المركزية وجبهة تحرير تيجراى الشعبية منذ نوفمبر 2020، إلى جعل المناطق الشمالية لإثيوبيا في تيجراي وأمهرة وأفار في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.