ناقشت اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ،مساء أمس، الاقتراح المقدم من النائب يوسف السيد عامر رئيس اللجنة، بشأن إعداد تفسير جامع يعنى بتقديم كتاب الله تعالى بأسلوب عصرى مبسط يعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وذلك لمواجهة التطرف، وذلك بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني، والشيخ نور الدين عبد الوارث رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأشاد الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ بجهود وزير الأوقاف في الدعوة وفي خدمة الوطن والمجتمع ، مؤكدًا أنه يقوم بجهود غير مسبوقة في بناء وتطوير العمل الدعوي وتجديد الخطاب الديني .
وخلال الجلسة أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن القرآن الكريم معطاء إلى يوم القيامة ولا تنقضي عجائبه ، ولا بد لكل جيل من بصمة في فهم معاني كتاب الله (عز وجل) ، مؤكدًا حرص المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على طباعة المنتخب في تفسير القرآن الكريم ، والذي أعد بواسطة أساتذة متخصصين ، كما تم ترجمته إلى أكثر من لغة بواسطة أساتذة من كلية اللغات والترجمة ، وتم الانتهاء حاليًا من ترجمته إلى اللغة اليونانية والآن في مرحلة الإعداد للنشر ، كما أن هناك فريقًا يقوم بترجمته إلى لغة الهوسا ، وهناك إقبال كبير جدًا على شراء المنتخب سواء باللغة العربية أو الطبعات المترجمة ، وقد حققنا إجمالي مبيعات لإصداراتنا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام تجاوزت مليون جنيه بخلاف إهداء عشرات المكتبات إلى مختلف دول العالم .
وتابع :" من حيث المبدأ فكرة إعداد مصحفا بتفسير عصري شامل هي فكرة رائعة وغايتها طيبة" مضيفا :" مع تطور الزمان كل شيء يتطور وكما قال الشيخ الشعراوي القران معطاء الي يوم القيامة ولا تنقضي عجائبه ، ولا بد لكل جيل من بصمة في فهم معاني كتاب الله (عز وجل)".
وأوضح أن فضيلة الإمام أعلن عن مصحف الأزهر هو طباعة فاخرة" مؤكدا أن وجود تفسير بطريقة عصرية أمر محمود، مشيرا إلى أن كتب السنة القديمة قامت علي الاختيار" مشيرا إلى أن هناك أتجاه لعمل ما يمكن وصفه "بصحيح الأزهر" سيقوم بالاعتماد على الاخيتار من كتب السنة وهذا لا يعني التقليل من كتب البخاري أو مسلم، مؤكدا أن الاختيار من كتب السنة ما نحتاج إليه لا يعني إلغاء الكتب التراثية".
وأشار إلى أن إعداد مصحف بتفسير عصري فكرة جيدة وتحتاج إلى جهود جبارة "لابد أن نقف علي ما تنتهي إليه الأزهر ودار الأوقاف والافتاء حتي لا نبدأ من نقطة الصفر".
كما أشاد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، بمقترح إعداد تفسير معاصر للقرآن الكريم، مؤكدا أن هذا الأمر يتواكب مع الجمهورية الجديدة.
ووجه شوقى علام مفتى الجمهورية، الشكر والتقدير لدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، موضحًا أن هذا الطرح له أهميته ويتماشى مع متطلبات الجمهورية الجديدة، مع مراعاة ما هو ثابت لا يقبل الاجتهاد وما هو متاح للاجتهاد وإعمال الفهم لمعالجة قضايا الزمن باحترافية ومهنية عالية حيث قدموا جهودا يحمدوا عليها".
وأضاف: "وعلينا أن نستمر على الطريق لنراعى زماننا باختلاف تفاصيله وسياقاته، فمسيرة العلماء تدعونا إلى مزيد من الجهد بجرأة المجتهد المنضبط الذى يعالج قضايا عصره لئلا يفونتا العصر بقضاياه والتى تتطور على مدار أسرع من الثانية، وما طرح فى الأزمان السابقة كثيرا منه لم يعد مناسبا لقضايانا العصرية، ولا ننكر الجهود المبذولة فى التفسير الوسيط أو المنتخب، ولكننا نحتاج إلى إعادة النظر هل يكفى هذا قضايانا الآن ام نحتاج إلى معالجة جديدة دقيقة".
وتابع: "عندنا مساحة مفتوحة لنستمر بمنهجية العلماء السابقين مع عقلنا الاجتهادى النقدى، وأثمن هذه المبادرة وجهودها التى تهدف للتطوير".
كما ثمن الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، فكرة إعداد مصفحا يحتوى على تفسير معاصر، وقال "نظير": "أثمن هذه الفكرة، ودعونا نتفق أن القرآن هو كتاب الله والنظرية إلى تفسير معاصر ضرورة حياتيه، فكرة رائعة ويجب أن نقف على ما انتهت إليه المؤسسات الدينية فى هذا الصدد" مضيفا: "لدينا مصحف الأزهر بنوعين الأول مجرد من المعانى وأيضا مصحف مزود بالمعاني".
وشدد على احتياج المرحلة الحالية إلى تفسير عصرى بعيدا تأصيلات القدماء".
فيما أكد عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين السابق، أن فكرة إعداد تفسير عصرى تحتاج إلى تكافت الجهود المضنية من أجل إخراجها للنور، مؤكدا أن الأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة الإسلام منها براء.
وقال" جهود المؤسسات الدينية تصب فى التجديد وأن العصر الذى نعيش فيه يحتاج إلى مشروع تفسير عصرى لأنه من الأهمية بمكانة"، مشيرا إلى أن هناك وضع سموما فى التفاسير المختصرة يجب الرد عليها، حتى لا يتأثر الناس كما تأثروا بأفكارهم الخبيثة التى تم بثها فى القنوات المعادية لمصر.