جمعهما القدر فكان سندا لها بعد أن طردتها أسرتها، وضعها على أول طريق الفن الذى توحدا في حبه، واختار لها اسمها الفني وظلت طوال حياتها تعترف بفضله، وتحكى عنه وعن دوره معها، ومن عجائب القدر أن يوافق اليوم ذكرى وفاتها ووفاته، حيث رحل الفنان الكبير زكى طليمات في مثل هذا اليوم الموافق 22 ديسمبر من عام 1982 ورحلت الفنانة الكبيرة سناء جميل في نفس اليوم من عام 2002.
وفى مقابلة معها حكت سناء عن المعاناة التى عاشتها في حياتها ، وكيف رفضت اسرتها عملها بالفن ، حيث صفعها شقيقها صفعة أدت إلى فقدانها السمع بإحدى أذنيها، وطردتها أسرتها بعد تمسكها برغبتها .
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أنها لجأت للمخرج زكى طليمات فساعدها على الإقامة فى بيت طالبات وضمها لفرقة "المسرح الحديث "، وأطلق عليها اسمها الفنى سناء جميل، وعملت ابنة الأسرة الارستقراطية وخريجة المدارس الفرنسية من عائد عملها بالتفصيل حتى تستطيع الانفاق على نفسها وكانت تنام على البلاط أحيانا.
ولد الفنان الكبير زكى طليمات في 29 إبريل عام 1894 وكان أحد رواد الفن المصرى وأساتذته، الذين علموا جيلاً من عمالقة الفن ومبدعيه، ومنهم الفنانة الكبيرة سناء جميل.
يعرف أغلب الجمهور زكى طليمات الذى عمل ممثل ومؤلفاً ومخرجاً بدور (الدوق آرثر) في فيلم (الناصر صلاح الدين)، بجملته الشهيرة :" فى ليلة اقل جمالاً من ليلتنا ستأتين زاحفة إلى خيمتي يا فرجينيا "، وكذلك فى شخصية والأب الثرى الأرستقراطى والد زبية ثروت فى فيلم "يوم من عمرى" بطولة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولكن تاريخه يضم الكثير من الأعمال والريادة الفنية.
فزكى طليمات المولود بحي عابدين في القاهرة، ينتمى لعائلة ثرية من أصول سورية، وسافر جده إلى القاهرة بقصد التجارة وأقام بها، وأمه مصرية من أصول شركسية.
حصل زكى طليمات على البكالوريا من الخديوية الثانوية، والتحق بمعهد التربية ثم سافر في بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل في باريس في مسرح الكوميدى فرانسيز والأوديون، وعاد حاملًا دبلومًا في الإلقاء والأداء وشهادة في الإخراج.
أسس زكى طليمات المسرح المدرسي وعمل مراقباً به من 1937 إلى 1952 ثم مديرًا للمسرح القومي من 1942 إلى 1952، ثم مؤسسًا وعميدًا لمعهد التمثيل، وأيضًا عمل مديرًا عامًا للمسرح المصري الحديث، وتتلمذ على يديه عدد كبير من عمالقة الفن ونجومه، وأخرج 12 عملاُ مسرحياً، وترجم عدد من الأعمال المسرحية العالمية، وحصل على جائزة التفوق المسرحي، ومنحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون في عام 1961 و عام 1975.